عبدالله الصعفاني
أزمة المغتربين اليمنيين تبدأ وتمر عند المسئولين عن رعايتهم داخل الوطن وخارجه.. ليس لأن هؤلاء المسئولين في وزارتي الخارجية والمغتربين يظهرون علينا وكأنهم مجرد موظفين لدى مكاتب العمل في الدول الشقيقة وإنما لأنهم تحولوا إلى أزمة لمناصبهم وأزمة للمغترب وحيرة عند كل المهتمين بأوجاع إخوة في مواطن الاغتراب.
ومع كل مشكلة عامة تواجه المغتربين اليمنيين أفتح أذني وعيني علّني أسمع وأرى من مسئولي وزارة المغتربين ومسئولي الخارجية أو السفارة أو القنصلية أي شيء ينسجم مع طبيعة وظائفهم وأدوارهم فلا أجد إلا النادر والقليل من الكلام الذي لا يقولون فيه شيئاً ،وكأنهم عمال يخافون إغضاب كفيلهم.
*الوزارة والسفارة مشغولتان بما لا يعني المغترب ،يجتمع جور الشقيق مع السياسة الحكومية الخاطئة التي تجبر المواطن على الاغتراب ولا تقدم له شيئاً من الرعاية التي تعمق عنده الإحساس بالانتماء، بل إن المغتربين صاروا مهمومين بخلافات المسئولين عنهم داخل الوطن وخارجه.
* المغترب ينتظر من السفارة والقنصلية أن تجسد معنى أن من مهامها السهر على رعاية مصالحه فإذا الأمر مجرد نافذة جباية أخرى للجباية التي تقوم بها مكاتب السفر المحلية وقيمة الفيزا وجبروت الكفيل المتحكم في رزقه وحياته.
* الخارجية ترى أن رعاية مصالح المغتربين من أساسيات عملها الدبلوماسي لكن سفراءها وقناصلتها لا يعملون شيئاً غير إغلاق الهواتف أمام الشكاوى واستقبال رسوم تجديد الجواز وما إلى ذلك.. ووزارة المغتربين التي عززت نفسها بمجلس أعلى ما تزال في محطة الشكوى من السفارات التي تمنع عنها فرصة التواجد بملحقيات لكن خطاب مسئولي الوزارة لا يقل ارتعاشاً عند الحديث عن المغترب وأوجاعه.
* وزارتان تتنازعان الصلاحيات ،وقصف متبادل بين أشخاص ،ومغتربون صار بعضهم يصرخ أعيدونا ونحن جاهزون لأن نأكل التراب.
* مكاتب استخدام مملوكة لمسئولين يمنيين يتاجرون بأبناء جلدتهم.. وتأشيرات لكفلاء أشقاء يستدعون اليمنيين دونما توفير فرص عمل ،ولوائح تلقيك في البحر مكتوفاً وتحذرك من الصراخ.. اغتراب بدون عقود.. واغتراب بالتهريب.
* وتسأل أين الخارجية وأين وزارة المغتربين والمجلس الأعلى والمجلس الأسفل فلا تجد إلا القصف المتبادل ببيانات ملتهبة على نحو بيان وزارة المغتربين الذي يحذر من الأذناب والذيول والخفافيش بعد أن يفتتح سطوره بالآية الكريمة «لأن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا»..
يا ساتر

حول الموقع

سام برس