بقلم/ محمود كامل الكومى

سبع سنوات ويزيد سالت فيهم الدماء السورية كما لم تسيل , من جراء المؤامرة الكونية التى طوقت التراب السورى وأطبقت عليه من كل صوب وحدب , حين هبطت عليه مئات الألوف من قوى الأرهاب اللعين أنحدرت من كل بقاع المعمورة , مدربة ومسلحة بكل أسلحة الفتك والدمار الحديث مولتها قوى أقليمية ودولية , متخذة من العمق الأسرائيلى والتركى وحتى الأردنى نقاط أنطلاق وتدريب بل ومشفيات ميدانية علاجية .

صمد الجيش السورى وبأحترافية وأقتدار فوت كل الفرص على الأعداء للنيل من وحدته , وصمدت الدولة السورية ولم تنهار كما توقعوا لها , وقاوم حزب الله فى سوريا من أراد خنقه كحركة مقاومة فى لبنان , وأنحازت أيران الى سوريا ,تدافع عن وجودها هناك ,وتعلمت روسيا درس ليبيا , فتمسكت بطرطورس منفذ لأسطولها البحرى على البحر المتوسط – تقاطعت المصالح أذن , ولابديل للدولة السورية , بعد أن تآمر عليها حكام الخليج بأنحيازهم لأسرائيل كممول سخى لأطماعها التوسعية فى دول الطوق بتفتيتها - خاصة الممانعة للتطبيع الصهيونى – ومن أجل أن تقود أسرائيل شرق أوسط جديد يحقق أمنها ويُعضد حكام وأمراء ممالك النفط الخليجين ويحمى عروشهم من ثورات شعوبهم .

حين هبط الشياطين الأرض السورية ,أنحسر الجيش السورى الى 27% منها , والآن مع حلفائة أستعاد 85%من هذه الأرض بعد تطهيرها , وهلعت الثعابين الى أدلب فى جحور تتناحر وتنفث سمومها هنا وهناك
لكن حصار الجيش السورى لها بات قاب قوسين أو أدنى للقضاء عليها , وبدى أن النصر السورى وتطهير كامل التراب قد لاح , فأنزعج السلطان المخادع وهرب اردوجان من مكمن بوتين وأيران وعاد أدراجه الى عش الدباير الأمريكى الصهيونى , وجن جنون أمريكا وربيبتها أسرائيل والغرب الأستعمارى ,فأنتصار سوريا يؤكد على الفشل الذريع لمؤامراتهم واجهاض مخططهم لتقسيم سوريا وتدمير جيشها والقضاء على حركة المقاومة اللبنانية والفلسطينية التى تمولها ايران عبر سوريا بالصواريخ التى تقض منام سكان مستوطنى الكيان الأسرائيلى – أذن لابد من حماية ثعابين الأرهاب فى أدلب من الأبادة وتطهير أدلب وترابها من نجاستهم.

لذا صار أتهام سوريا بشن هجمات كيماوية , حاضراً وسيناريو الكذب والتلفيق كان مُعداً والتهديد بهجمات صاروخية على قواعد الجيش السورى صار مستعداً, واستعادة المؤامرة الى نقطة الصفر حرضت عليها السعودية وقطر وبات حكامها على استعداد لتمويلها من جديد بدون عزاء ولاأعتبار للشعب السورى , فقد وضعوا العراقيل لعودة اللاجئين السوريين الى الوطن الأم .

ديناميكيا لاتكِل أسرائيل طالما تجد من يغطى على جرائمها ويحللها من القوى الأستعمارية الغربية والأمريكية , وطالما تجد صدى من فعل التطبيع الذى يجرية معها علنا مافيا الرأسمالية والرجعية العربية فى مصر والأردن والمغرب ودول الخليج , وكل نفايات الخيانة فى عالمنا العربى ,وطالما وجدت الجثة الهامدة لجامعة الحكومات العربية التى استكانت عن جرائم اسرائيل وغَضت الطرف عنها عمداً والأدهى ان تقرر اعتبار حركات المقاومة التى تقاوم أسرائيل أرهاب , كل ذلك بعد أن جمدت عضوية سوريا فيها, من هنا أنتهكت أسرائيل المجال الجوى اللبنانى وشنت هجماتها الجوية الصاروخية على الأراضى والقواعد السورية , وسط تصفيق سعد الحريرى وسمير جعجع , وكل من تلوثت يديه بدماء شهداء صابرا وشاتيلا .

الفعل الصهيونى لايرى اِلا سوريا مقسمة ينهش فيها الأرهاب وجيشها قد غاب , لذا فديناميكيتها تتجلى فى ضخ السم الزعاف من جديد فى ثعابين أدلب التى تمتلىء بهم الجحور , وهى تفعل ذلك كأكبر الحيات , تليها الحية الأردوجانية التركية , التى تعتبر أدلب حدودها وأمتدادها الأستعمارى لعلها تعيد تجربة لواء الأسكندرون السورى الذى مازال فى قبضتها منذ ثلاثينيات القرن الماضى , ومن هنا فثعابين أدلب لابد أن تُحيِيها الحية الأردوجانية .

أمريكا والغرب الأستعمارى رأس الأفعى التى تُشكِل الأكراد حسب لون الأرض للتموية , فتقيم القواعد على الأراضى التى يسيطرون عليها متخذه من حماية الأقليات , ذريعة تهدد الحكومة السورية أن هى أقدمت على تحرير أدلب من الطغاة .

أدلب وجحر ثعابينها من كل جماعات الأرهاب , صار المحافظة على سمه الزعاف ,أمل الحية الصهيونية وهى الآن تحول بين أن يتم نزع سم ثعابين ادلب من أنيابها من خلال الجيش العربى السورى وحلفائه ,من هنا لاحت حادثتين أراهما لأرهاب حلفاء سوريا وأشغالهما بعيدا عن ميدانها , على أمل الأنفراد بالجيش العربى السورى وفك حصاره عن أدلب ,لتنطلق الثعابين من جديد تنتشر فى كل أرجاء سوريا تنفث سمومها لتقضى على كفاح سبع سنوات ويزيد للشعب والجيش السورى وتعود به الى نقطة الصفر فيدب اليأس بالشعب والجيش وتنهار منظومة التضامن ويتصاعد غبار التراب السورى فى الفضاء ويتشكل وفق هوى العصابات الصهيونية والأمبريالية – تمثلت هاتان الحادثتان فى أسقاط أسرائيل طائرة روسية من نوع إليوشن 20 أي إل على متنها 14 جنديا روسيا, اختفت من على شاشات الرادار و تم فقدان الاتصال معها في الأجواء السورية أثناء تنفيذ طائرات إف 16 لعدوان صاروخي على الساحل السوري,والحادثة الأخرى تمثلت فى الهجوم على الحرس الثورى الأيرانى اثناء استعراض له فى الأهواز وقتل وجرح العديد من أفراده .

عن الحادثة الأولى " فرب ضارة نافعة" فرد الفعل الروسى جاء عكس ماتشتهيه الحية الصهيونية , فقد قررت القيادة الروسيه تزويد سوريا فورا بمنظومة صواريخ أس 300 – والتى كانت جمدت ارسالها من قبل بسبب الحاح نتنياهو , وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم,وبسبب قدرتها العالية على عرقلة التشويش وسرعتها المتفوقة في إطلاق الصواريخ، ستسهم هذه المنظومة إسهاما ملموسا في تعزيز القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية,كما إطلق الجيش الروسي التشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا.

وعن الحادثة الثانية نقول: لماذا ايران من الداخل الآن ؟

وهل ستظل أدلب شوكة الصهيونية وآل سعود والغرب وأردوجان؟

من يشيرون بأصبع الأبهام الآن الى الأهواز !
أين أنتم من لواء أسكندرونة العربى الذى تحتله تركيا - وأين أنتم من ممولى الأرهاب فى عالمنا العربى (آل سعود - وآل ثان ).؟

وأين أنتم من العدو الوجودى لأمتنا العربية - ؟
ولماذا تسايرون مافيا أعلام البترودولار الذى أستبدل أسرائيل والصهيونية , بمن يقاوم أحتلالها لفلسطين العربية ؟!

هل غُلِقت الأفهام ؟ ... من فضلكم أفتحوها الآن وكفى التدنى أمام أعلام العار -وتعالوا الى كلمة سواء , من أجل أن نعيش لابد أن ننحاز الى كل من ناصب اسرائيل وأمريكا لا أقول العداء ولكن الحد الأدنى من الأختلاف وكبح جماحها فى التفرد والأستقلال فى قرار أنصياع العالم لها .
روسيا وايران والصين وكوريا الشمالية وعديد من دول أسيا وأمريكا اللاتينيه .. لابد من التجبيه معها ولا نناصبها العداء كما نفعل مع ايران , وحتى لانكون مطية تستعملها الصهيونية والأمبريالية - كما اتخذتنا وركبتنا لضرب الآتحاد السوفيتى - فصرنا فريسة الآن للصهاينة والأمريكان .

فيا جماهيرنا العربية ,أدلب وسوريا وأمتنا العربية تجتاز موقفاً تعثر الآراء فيه وعثرة الـرأي تُردى فقفوا فيه وقفة الحزم وارموا جانبيــــه بـــــعزمة المســـــــتعد- من أجل أن ننزع السم من فكى الثعابين المتلبدة فى جحور أدلب فنسلخ جلدها ونشويها مع الحيات الصهيونية والأردوجانية والأمبريالية وكل من جاء الى سوريا باغياً خاصة حكام الرجعية العربية.

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس