بقلم / محمد العزيزي
المبدعون كثر .. و اللاعبون أكثر .. و المحترفوف في كل المجالات يصعب في الغالب عدهم أو حصرهم .. فالأرض كما يقولون ولادة لهؤلاء المبدعون فلا قرية و لا مدينة في المعمورة إلا و فيها محترفون في مجالات شتى كل بحسب هوايته و قدراته الاحترافية. . من هؤلاء المبدعون من تبتسم له الحياة و يشق طريقه نحو الإبداع و التألق و الشهرة و التمييز .. و آخرون تغلق الدينا أبوابها أمامهم فينصرفون نحو المعيشة بحثا وراء ما يسد الرمق و الحاجة.

أيضا المبدعون و اللاعبون و المحترفوف قلنا أنهم كثر و في مجالات عديدة حتى أولئك. رجال السياسة و اللاعبون في القانون و كذا الفاسدين هم مبدعون و لهم فنونهم الإبداعية في نهب و سلب أوطانهم.
الخالدي. . هذه الشخصية الرائعة التي نحن بصدد الحديث عنها شخصية إبداعية مختلفة عن كل الشخصيات المألوفة لدى عامة الناس .. الخالدي .. لاعب و محترف من نوع آخر. . فهو ليس لاعب في مجال السياسة أو مثلا لاعب بالقانون أو الدستور أو الأنظمة التي تنظم الحكم و أمور الناس و البلاد أو لاعب كرة القدم أو في ...... الخ .

الفنان احمد الخالدي .. أفضل لاعب و محترف .. يمتلك مهارات حركية يدوية غاية في الإحساس و دغدغة المشاعر و تجميع القلوب في وادي العشق والهيام و العذاب أيضا. ... الخالدي. . صاحب القفاز الذهبي. . بل هو صاحب أنامل ذهبية لعزف أجمل و أعذب الألحان و المقطوعات الفنية على آلة القانون الموسيقية.

الأستاذ و المايسترو احمد الخالدي يعرفه الناس من على شاشات التلفاز و هو يعزف على آلة القانون روائع و ألحان الفن الأصيل و يشاهده العامة من المتابعين و هو يعزف مع فرق الإنشاد التي تؤدي الأغاني الوطنية و الحماسية و يصفق له الجمهور في صالات الاحتفالات أو من خلف شاشة التلفزيون فور سماعهم المقطوعات الموسيقية على يد الخالدي التي تحسن اللعب بالقانون.

الفنان الرائع احمد الخالدي صحيح لا يعرفه عامة الناس كأسم فني كبقية الفنانين الغنائيين. كون مهنته كعازف يعني مبدع ليس من خلف الكواليس كما يحلو للبعض بل ضمن فريق موسيقي على منصة المسرح يتقدمهم الفنان الخالدي عازف القانون .. لكنه معروف و بجدارة لدى كل الفنانين اليمنيين دون استثناء و ربما هو معروف عند العديد من الفنانين العرب .. لأن الخالدي اللاعب الأفضل و الأقدر و الأقدم في العزف على آلة القانون منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي. أي أنه و بكل بساطة ملك القانون في اليمن و أستاذه بلا منازع .. فلا يوجد فنان غنائي على أرض اليمن الحبيب أين كان مكانه و مكانته إلا و هو يعرف من الفنان و العزف النبيل و صاحب الحس المرهف ملك القانون و لاعبها الفريد الفنان أحمد الخالدي .

كان فناننا الخالدي لا يغيب عن أي مشاركة خارجية للفرق الفنية أو الحفلات الفنية في الدول العربية. أو حتى الدول الأوروبية. . فقد صال و جال و عزف أجمل الألحان اليمنية الأصيلة و ألحان الأغاني العربية العريقة. . كان يمتع و يبدع مع الفنانين الغنائيين كل ذي سمع و عقل و حس و صاحب ذوق للإبداع تلك الوصلات الفنية و الألحان العذبة. . كان يمتع كل العشاق و المحبين و المغرمين بالفن و الأغنية و الموسيقى و ما صفير و تصفيق الجماهير في قاعات الاحتفالات إلا دليل على روعة أداء هذا الفنان المبدع على أوتار آلة القانون الموسيقية.

من يعرف أو تعرف أو زامل الفنان أحمد الخالدي فلا تجدهم عند ذكر أسم الخالدي إلا و هم يرو وون و يحكون تفاصيل عن جوانب شخصية هذا الرجل المبدع و الإنسان في لطافته و حسن خلقه وتعامله مع الآخرين .. يقولون عنه بأنه مرح .. طيب .. يحب الفكاهة .. يعشق النكتة. . يملك جمال الروح .. الفنان الخالدي عرف عنه عشقه لعمله واحترامه. لزملائه و حبه لمهنته و إخلاصه لها .. قيم و مبادئ و سلوك جسدها طول خدمته التي قضاها في وزارة الثقافة معلما و أستاذا و فنانا على آلة القانون الموسيقية. . و مع هذا كله فالرجل قد ترجل في السنوات القليلة الماضية حين تم إحالته إلى التقاعد بحكم سنوات الخدمة التي قضاها منذ الأيام الأولى للوظيفة في أروقت وزارة الثقافة مطلع السبعينات.

و هنا ليسمح لي الأستاذ و الفنان الرائع صاحب الأنامل الذهبية أن أدعو الأستاذ و المناضل معالي وزير الثقافة عبدالله أحمد الكبسي للإلتفات إلى هذا الرجل المبدع بأن يودعه بتكريم يليق بسنوات خدمته و لإبداعه الفني طوال مسيرته الفنية .. فهو من يستحق التكريم مثله مثل باقي المبدعين و الفنانين و بدون استثناء.

لأن تكريم المبدع و الفنان يا معالي الوزير و هو على قيد الحياة له مذاق آخر عند المبدع و أسرته و محبيه. . فبادر معالي الوزير الكبسي كوني أعلم بأنك صاحب المبادرات و من الشخصيات التي تقدر الإبداع و المبدعين و سوف تحسب لك. . و يبقى هذا التكريم للخالدي أو أي مبدع أخر محفور في وجدان هؤلاء الفنانين و محبيهم. .. و خالدا في تاريخ وزارة الثقافة بأن هؤلاء كرموا في عهد معاليكم .. نتمنى ذلك عن قريب و في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

حول الموقع

سام برس