سام برس
تعرض الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم في تايوان، المؤيد لانفصال كامل للجزيرة عن الصين، لهزيمة في انتخابات محلية، لتعلن الرئيسة تساي إينغ-وين استقالتها من رئاسته بعدها.

وإلى جانب الانتخابات يصوت التايوانيون في عشرة استفتاءات على عدة قضايا منها تشريع زواج المثليين وتغيير الاسم الرسمي للبلاد في المسابقات الرياضية.

تلقى الحزب الحاكم في تايوان هزيمة في انتخابات محلية، أعلنت بعدها الرئيسة تساي إينغ-وين التخلي عن قيادته، بينما حققت المعارضة تقدما، وهي عادة أكثر ميلا إلى تسويات مع الصين.

ودعي 19 مليون ناخب لاختيار ممثليهم في مجالس القرى والمدن والمقاطعات والتجمعات السكنية الكبرى. وتشمل الانتخابات رؤساء 22 بلدية ومقاطعة يتولى 13 منها حاليا الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم الذي واجه منافسة قوية في عدد من المناطق.

وأكد أكبر أحزاب المعارضة "كيومينتانغ" أنه فاز بـ15 من المقاعد الـ22، مقابل ستة كان قد حصل عليها في الاقتراع السابق. أما الحزب الحاكم الذي كان يشغل 13 مقعدا، فقد حصل على ستة مقاعد فقط.

ويبدو أن الناخبين قرروا معاقبة الرئيسة وحزبها بسبب تدهور العلاقات مع الصين التي ما زالت تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها يمكن أن تستعيده بالقوة.

وأعلنت تساي للصحافيين "بصفتي رئيسة للحزب الحاكم، أتحمل المسؤولية الكاملة عن نتائج الانتخابات المحلية اليوم". وأضافت "أقدم استقالتي من منصب رئيسة الحزب التقدمي الديمقراطي".

وتابعت أن "جهودنا لم تكن كافية وسببنا خيبة أمل لأنصارنا الذين كافحوا إلى جانبنا. أريد أن أعبر عن اعتذاراتي الصادقة".

وكانت تساي إينغ وين التي انتخبت في 2016 قدمت هذه الانتخابات على أنها طريق "للقول للعالم" إن تايوان لن ترضخ أبدا لبكين.

وتخوض الصين الشعبية وتايبيه منذ عشرات السنين نزاعا دبلوماسيا، وتعتبر بكين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد اللجوء للخيار العسكري لضمّها.

وخالفت الرئيسة التايوانية توجه سلفها الرئيس التايواني السابق ما يينغ جيو، المنتمي للحزب القومي المقرب من النظام الصيني، برفضها اعتبار الصين تايوان جزءا من "صين واحدة"، مثيرة بذلك غضب بكين.

وانتُخبت تساي إنغ وين رئيسة في 2016 بعد أن حققت فوزا كاسحا مستفيدة من تخوّف شعبي من التقارب بين القوميين وبكين، وقد ركّزت خلال حملتها على أهمية الهوية التايوانية.

وقالت الرئيسة التايوانية إن الضغوط الصينية "حاضرة دوما" في الجزيرة وإن الديمقراطية التايوانية تواجه أزمة بسبب "قوى خارجية".

وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ما اعتُبر "أخبارا مضللة" تتضمن صورا لقشر الموز والأناناس كتعبير على عدم اكتراث الحكومة بالمزارعين، وكذلك تعليقات اتّهمت تايوان بعدم إخراج مواطنيها من اليابان بعد تعرّضها لإعصار، ما دفع بمسؤول تايواني في أوساكا إلى الانتحار.

وقال مكتب التحقيقات التايواني إنه يجري تحقيقا حول تدخل الصين للتأثير على الانتخابات عبر تمويل حملات المرشحين.

واعتبر القوميون أن الانتخابات ستكون تصويتا على حجب الثقة عن تساي، متعهّدين تعزيز الاقتصاد والعلاقات السلمية مع الصين.

استفتاءات

في موازاة الانتخابات المحلية صوّت التايوانيون في عشرة استفتاءات حول مجموعة مسائل من بينها تشريع زواج المثليين، وتغيير اسم الجزيرة في المسابقات الرياضية الدولية ما شكل استفزازا للصين.

وصباح السبت تشكلت طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع. وقد دعت تساي إنغ-وين التايوانيين إلى المشاركة في التصويت لدى إدلائها بصوتها في مدينة "نيو تايبيه".

وأثنت الرئيسة على الديمقراطية وقالت إن "الناس بإمكانهم التعبير عن آرائهم في مسائل عديدة".

وقالت الطالبة كوان تشين شون (18 عاما) لدى اقتراعها في تايبيه إنها أرادت تأييد المساواة في حق الزواج. وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية "ليس هناك أي خطأ في أن تحب شخصا من الجنس نفسه".

في المقابل تسعى جماعات "مؤيدة للعائلة" بحصر التعريف القانوني للزواج بأنه شراكة بين رجل وامرأة.

وقالت ناخبة عرّفت عن نفسها باسم باي إن "الهدف من الزواج هو الإنجاب، علما أن معدّل الولادات في تايوان هو من بين الأدنى عالميا". وفي حين أقرت الناخبة التايوانية بحق المثليين في ممارسة الجنس، رفضت أي تشريع لزواجهم.

وعلى الرغم من تشريع القضاء التايواني لزواج المثليين إلا أن القرار لم يدخل بعد حيّز التنفيذ، وتتخوّف جماعات مؤيدة لحقوق المثليين من أن يحدّ فوز المحافظين في الاستفتاء من الحقوق التي اكتسبوها مؤخرا.

وبدأت عمليات الفرز بعيد إقفال صناديق الاقتراع، لكن من غير المتوقع صدور النتائج قبل وقت متأخر من ليل السبت.

وتثير إصلاحات تساي لنظام التقاعد وقانون العمل نقمة شعبية على الرغم من ارتفاع إجمالي الناتج المحلي. واشتكى بعض الناخبين من عدم الاستفادة من ذلك بسبب تجميد الرواتب وغلاء المعيشة.

فرانس24/ أ ف ب

حول الموقع

سام برس