إسكندر المريسي
اظهرت تقديرات اللحظة السياسية الجارية في المشهد السياسي اليمني بالظرف الراهن بأن الحقيقة التي لا خلاف عليها أن المراهنة على الخارج سراب ووهم في حل مشاكل اليمن بغض النظر عن التحركات الخارجية المختلفة فإن المراهنة على الخارج دائما ما تكون مصيرها الفشل مهما اعتقد الواهمون على الحلول الخارجية والساعون إلى تدويل الأزمة اليمنية فإن مساعيهم لا يمكن تحقيقها بقدر ما ستنتصر في نهاية المطاف الحكمة اليمانية ويتم من خلال ذلك الانتصار إخراج اليمن من أزمتها الراهنة.
لأن الخلافات الشخصية مهما كانت وتيرتها العالية لا تقدم حلاً ولا تحل مشكلة خاصة وقد أثبتت الوقائع والتطورات الجارية أن تلك الخلافات الشخصية والضغائن المتبادلة والأحقاد السياسية مجردة من أية أفكار أو رؤى وطنية مخلصة ولا يمكن لتلك الأحقاد أن تنهي الأزمة القائمة بقدر ما تكرس واقعها بمفاعيل جديدة وتباعد بينها وبين الحلول الممكنة خاصة والساعون لتدويل الأزمة اليمنية من الذين يراهنون كما أوضحنا على حلول إقليمية ودولية إنما هم بالتأكيد يستجيبون لنداء الخارج متجاهلين ومتناسين أن أي حل وطني لا يمكن أن يكون إلا تجسيدا حقيقياً للمنتمين لهذا الشعب والذين لا يرتبطون بأجندات خارجية.
لذلك تبقى المراهنة على الحكمة اليمانية التي ستنتصر لا محالة بأولئك المنتمين الحقيقيين لشعبنا اليمني وليس لعناصر التدويل الذين يبحثون عن حل لمشكلتهم الداخلية بالاستنجاد بالقوى الخارجية متجاهلين بذلك الفعل أنهم يستقوون على شعبهم ووطنهم وأنهم أيضا فاقدو الثقة بأنفسهم وإذا لم تكن الحلول يمنية خالصة لإخراج اليمن من أزمتها الراهنة فإن المراهنين على الخارج قد تجردوا من انتمائهم الوطني وأظهروا حقيقة أنهم غير واثقين بأنفسهم بدليل أنهم لا يخجلون ولا يستحون عندما يستشهدون بأحاديث وتصريحات السفراء الغربيين وكأن أولئك السفراء أدرى بشؤون اليمن أو ممن يراهنون على نداء الخارج وهم بذلك لا يسقطون انتماءهم لبلادهم فقط وإنما يجعلون من أولئك السفراء بديلا عنهم لكي يتحدثوا عن قضايا ومشاكل اليمن .
لذلك كان الأحرى والأجدر بهم أن لا يجعلوا من الخارج بأجنداته المختلفة والمتداخلة ومصالحه المتعددة والمتناقضة أداة لجلب التدخل الخارجي فالرسول عليه الصلاة والسلام والذي لا ينطق عن الهوى قال إن ( الحكمة يمانية ) وهي بالتأكيد كذلك رغم ضبابية الرؤية التي تشهدها الساحة اليمنية حاليا إلا أن تلك الحكمة هي التي ستسود وتنهي الأزمة وعلى المراهنين وراء الحلول الخارجية أن يدركوا أن تقاريرهم عن الشؤون الداخلية اليمنية وتشفيهم إلي ما آلت إليه أوضاع اليمن لا يمكن أن ترسم طريق ومستقبل اليمن ولا يمكن ايضاً أن تساهم بأي حل للازمة الراهنة.
فالتشظي السياسي غير ممكن والتدخل الخارجي لن يكتب له النجاح فاليمن أدرى بشؤونها الداخلية وبتماسك جبهتها ووحدتها الوطنية سترسم مستقبلها بإرادة شعبها وتخرج من أزمتها الراهنة.

حول الموقع

سام برس