فكري قاسم
يسألني كثيرون الآن : أين ذهبت صحيفة حديث المدينة .. ليش توقفت ؟ فأصمت .
ايش اقلهم مثلا ؟ الثورة الشبابية التي ناطحنا الكل لأجلها "طفرتنا " ولكأننا كنا نلعب معها قمار !
لابأس، هذا ادعاء سيسيء للثورة بالتأكيد، وما معي إلا أن اقول آح ولا داخل .
وأخشى أن أتساءل الآن : أين الزميل معاذ الخميسي ؟ ولماذا لم نعد نقرأه – على الأقل - في رياضة "الثورة " ويتسبب سؤالي ذاك في إحراج الزملاء الأعزاء فيصل مكرم ومروان دماج وخالد الهروجي .
لمعاذ الخميسي- على أي حال - قلم رشيق، فضلا عن كونه واحدا من أكثر الشباب المثابرين والمحبين لشغلهم، وبالنسبة لي شخصيا كان مكتب " معاذ " في رياضة الثورة يمثل لي خلية النحل التي زرتها مرات وخرجت منها بأجنحة من عسل.
ولكنني أعود لأتساءل ثانية : لماذا ينبغي علينا دائما ان نتخلى عن القدرات الجيدة لإرضاء فلان أو علان، أو لنثبت للآخرين بأننا الأقوى والأهم .
في أكثر من مؤسسة حكومية وفي أكثر من وزارة وأكثر من مكتب، مماحكات السياسة – للأسف- تجعلنا نخسر دائما قدرات وطاقات، وحدها العقول النظيفة تعرف قيمتها .
وما أعرفه جيدا – للأمانة – هو أن الزملاء في القيادة الجديدة لمؤسسة الثورة، شباب متحمسون ومثابرون ولديهم طموحات وروئ وأفكار من شأنها أن تطور من أداء هذه المؤسسة الكبيرة والعريقة، وهذا ماهو حاصل بالفعل، ولكنني أتوقع منهم أيضا أن يحملوا عني وعن قراء الرياضة عناء الإجابة عن سؤال يمغص لي بطني بصراحة، وهو على نحو : أين أنت يامعاذ ؟
في مؤسسة الثورة الكثير من الكفاءات، والتغيير سنة الكون، لكن " التطنيش والتطفيش " ليس من السنن ولا هو من الفروض، ولا هو حتى من النوافل، ولا هو– وهذا الأهم – من طباع نبلاء التغيير الذي أردناه - على الأقل نحن كصحفيين - أن يكرم زملاؤنا الذين في القبور، مش يزيد يقبر لنا الزملاء الأحياء .
لا أتساءل الآن عن معاذ باعتباري زميلا، بل باعتباري قارئ اعتاد ان يشرب فنجان القهوة على كتابات رياضية انيقة وثرية للصعفاني وللعولقي و.. لمعاذ أيضا .
القراء يشتاقون لكتابهم الذين يحبونهم دون أن يهتموا - أساسا - بتفاصيل الغياب . أقول الغياب، ولا أقول الإبعاد، ذلك لأنني أعرف جيدا أن فيصلا ومروانا وخالدا، زملاء ممتلئون وليسوا من تلك القيادات التي لاتحب الزحام .

Fekry19@gmail.com


حول الموقع

سام برس