بقلم/ محمد عبدالوهاب الشيباني
لدواع متعددة وحسابات خاصة تعمل كل الاطراف المحلية المنخرطة في حرب اليمن على استمرارها، واستدامة وظائفها:

الحوثيون كجماعة عصبوية، خرجت من رحم الحروب والصراعات، لا تريد للحرب ان تنتهي، لانها هي التي تمدها بالحياة ،وتجذرها كسلطة في حياة سكان مناطق سيطرتها ، تستأثر وتغنم وتغامر ، وفي ذات الوقت تتخلى عن اي التزامات تجاه سكان هذه المناطق ، ولخشيتها ايضا من ان تؤدي عملية انهاء الحرب الى فتح ابواب كثيرة عليها ،ليس اقلها الثآر مع اغلب مكونات المجتمع .

الشرعية كمنظومة سلطة فاسدة هي الأخرى لا تريد ان تسكت مدافع الحرب ،كون انخراط المكونات في عملية سلام مستديمة سيفرض على صفها الاول وكبار موظفيها الازاحة ، وهو امر لا اظنه سيستاهل تضحية كبرى من منظومة الفساد التي تديرها، أو التي استطعمت عائدات اقتصاد الحرب الطويلة من المرتبات الباهضة والاتجار بمواد الاغاثة والسلاح وقوائم العسكر الوهمية.

حزب الاصلاح بدوره ، والمكونات الدينية القريبة منه، لا يمكن ان يخطوا خطوة واحدة نحو السلام ،ان لم يكن قد تأكد من حصته من الغنيمة ،التي لايمانع من اقتسامها كوكيل لاطراف اقليمية (قطر والسعودية وتركيا) او مكون محلي يستقوي بمتطرفيه في المناطق غير القبلية ، مع اي كان من الاطراف حتى مع اولئك الذين اعتاد على ابلستهم في خطابه الاعلامي والديني .

المجلس الانتقالي الجنوبي كمكون ميليشاوي، يستقوي باحد طرفي التحالف (الامارات) ، لا يريد هو الاخر للحرب ان تنتهي لانها هي التي تصلب من الظلامة التي يرفعها ،وتعزز من حضوره كقوى عنف على الارض، وتعزز خطابه العنصري المناهض للشرعية الهشة والمنبطحة بوصفها اثما شماليا صرفا .

اما بقية منظومة صالح العسكرية والامنية والاعلامية ، التي تتواجد في الساحل الغربي ستعمل بكل كفاءة في اطار مشروع (الامارات أيضا) ، والذي يستثمر في فوضى الحرب التي اتاحت له، وبادوات ارتزاق خشنة وناعمة، السيطرة على المجال الحيوي والممر المائي للبلد الفقير..

طبعا من الاستحالة الحديث عن بقية الاحزاب السياسية بوصفها طرف فاعل فيها ، لانها قد تذررت على كل الاطراف،وغدا قاداتها (شقاة) بائسين مع مسيري الحرب ووكلائهم صغارا وكبارا.

نقلاً عن التغيير نت

حول الموقع

سام برس