بقلم/ محمود كامل الكومى
من أعوام قريبة خلت , بُشِرت المحروسة أنها "شبه دولة" وكأنه كان على موعد مع القدر ,فغدا يسير بنا الى هناك فهو يعرف المكان , حيث شبه الدولة التى لايُعرف لها مكان .

وعلى الطريق الى شبه الدولة غيرت الكائنات الفضائية ( التى هى شبه القنوات) الأثير الى فضاء سحيق تنعق فيه كالبوم والغربان , فيعتلى منابرها شيطان وديوث وبعض من الخصيان يسبون دين الله ( أستغفر الله)وينتهكون أعراض المحصنات , ويهددون البشر بالسيديهات , والتسجيلات والممنوعات – تتأذى العيون بقذف مذيع زميله على الهواء بالحذاء ,ليحط من الأخلاق الرياضية , فيتطاير الحذاء فى وجه المشاهدين يدخل كل دار , ليضحى الغراب نذير شؤم وخراب.

مافيا رجال الأعمال سخروا الفضائيات , لتعطيل عقول الناس ومارسوا الديماجوجية على الآفراد لتثار الغرائز بين الشباب والشابات , وتنتحر الأشواق –على الخط صار البترودولار يزيد النار أشتعالا خراباً للديار , والموساد من وراء الستار , ورأس المال الحرام يداعب الخيال .

مسجد وكنيسة ومقار للحكومة والبرلمان وقصور للملوك والحكام , فى العراء تسبح فيها الخفافيش وتعشش الغِربان .

مدن جديدة لأولاد الحرام , ولكل المجنسين الغازين برأس مال صهيونى لشراء الأرض والأوطان – منِ قَبلُ أَجبروا الشعب الفلسطينى تحت قهر التهجير والقتل والدمار – لكن هنا سيكون ذلك رضاء .

حكومات متعاقبة خضعت لأوامر البنك والصندوق الدوليين لتصعيد الدولار وتدنى الجنية – فى مقابل قروض تدفع فوائدها وأعباء خدمتها من دماء الفقراء , ويبقى راس المال أسير من أجل رهن البلاد .

بين لحظة وضحاها , سقطت الجنسية المصرية عن تيران وصنافير , وكتبت فى دفتر الأحوال "سعودية" من أجل مضايق تيران صهيونية , فشبه الدولة تقزيم حتى مع مشروع نيم .

حكايات ترويها رمال سيناء عن أرهاب صهيونى ولا فى الخيال , وتهجير لأهلها , وأستشهاد الجنود فى أماكن لايجدون فيها موانع ولامساعده ممن يأمرون .
للجيش نَحنَى الجباه مع مهامه فى الدفاع عن الوطن ومراقبة الحدود والتصدى للأعداء, ولامكان فى ميادين القتال للتجارة ولا للربح والخسارة فالجنود هم الوقود والبطل فيهم شهيد ومشهود – وجنرالات المقاولات مع صاحب الفيديوهات فى العراء .

لمنصب الرئاسة جلال ووقار – ورئاسة مصر حالة وكيان – وكرسى عرش المحروسة صولجان يتعاظم ببيان ورد مزلزل على هولاكو ورأس حربة الأستعمار وتأميم القناة – ويهتز بالرد على أشخاص ولايقبل التجاذبات ولا تخصيص مؤتمرات .
ويبقى السؤال ماذا فى جيوب أصحاب المعاطف والقبعات ؟؟! يعلم الله مايحير العقل أن يطلب الهارب فى أسبانيا التظاهر ويحدد الميعاد !وتُستجاب الدعوة ولو بالمئات , وأن تترك التظاهرات ولو لبعض الوقت دون تدخلات , ويحيد الجيش –لكن سرعان ماعادت قبضة البطش الأمنية تبطش بالأنسان لتزيد الأحتقان , فاين العقلاء؟

قمة الدراما .. حولت شبه الدولة الى حى فى بولاق !

وصلة من الردح وفرد الملاية وسب لدين الله والتلفظ بأقذر الأ لفاظ الاِباجية التى لاتصدر اِلا من حثالة البشرية , تتراقص بها راقصة مشهورة بالعرى والصياعة – لكن قمة المأساة تتجلى حين يستضيفها على اِحدى الفضائيات مذيع تَدَنَى وضيع , بعد أن كان فى نظر المحترمين رفيع , فهبط الى الرقص الصفيق مع محترفة الرقص والصياعة (على واحده ونص), وهو يداديها لتخرج نتانة فِيها مبررة سب دين الله بكلمات تسيىء الى عرش الرحمن وكذا ماصدر من ماخورها يؤذى ويلوث السمع والأبصار ,فتدعى أن ذلك صدر عفويا , وماكان اِلا حبا للرئيس !!

ويبقى السؤال هل كان الحوار مع تلك الراقصة الوضيعة وما تلفظت به من كلام حرام وربط ذلك بحبها للرئيس , من أجل تعظيم كره الناس للرئيس وزيادة الأحتقان – أم هى كانت للدلال عنوان ؟!
أليس هناك من قمم وشخصيات مرموقة تكون جديرة بالحوار ؟
لكن السؤال الأهم أين النائب العام ,لا أقول من خدش الحياء وتلوث سمع الشعب والأبصار , لكن من أنتهاك الحرمات وفواحش الكلمات ؟
ودعوات من الأعماق بأن يحمى الله البلاد ويقتلع الفساد , ويوحد الشعب على كلمة سواء تعيد مصر دولة فتية وتنهى شبه الدولة التى صنعها مافيا رجال الأعمال – فمصر فى هذه اللحظة الفارقة تناجى شعبها وجيشها وبنيها :
"قد وعدت العلا بكل أبي من رجالي فانجزوا اليوم وعدي

وارفعوا دولتي على العلم والأخلاق فالعلم وحده ليس يجدي

نحن نجتاز موقفاً تعثر الآراء فيه وعثرة الرأى تُردى
فقفوا فيه وقفة الحزم وارسوا جانبيه بعزمة المســــتعد

انا تاج العلاء فى مفرق الشرق

ودراته فرائد عقدى

إن مجدي في الأوليات عريق

من له مثل أولياتي ومجدي"

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس