بقلم/ حسن الوريث
شغلونا ليلاً ونهاراً بما أسموه الريال الالكتروني وبأنه الحل السحري لكل مشاكل العملة المحلية التي تتعرض للتلف والانهيار والتآمر عليها بطباعة مليارات الريالات بدون غطاء وغيرها من الأمور التي جعلت من الريال الالكتروني حاجة ملحة لمعالجة تلك الأوضاع وكان المواطن ليلاً ونهاراً ينتظر ويتسمر امام وسائل الإعلام المختلفة الجديدة والقديمة عله يسمع ذلك الخبر السعيد بإطلاق الريال الالكتروني لحل مشاكله المالية ودفع الايجارات والمديونيات وشراء حاجياته عبر هذه الخدمة .

سيدي الوالي ..

المواطن المسكين والمغلوب على أمره عندما شاهد الحكومة ورئيسها ونوابه والكثير من أعضائها وهم يحضرون حفل تدشين الريال الإلكتروني انتابته سعادة غامرة لأنه ظن ان حلمه سيتحقق لكنه انتبه على حلم مزعج فكل تلك الأمنيات تبخرت وذهبت أدراج الرياح فالريال الالكتروني الذي عول عليه كثيراً صار ريالاً تعيساً لا يستطيع هذا المواطن تسديد التزاماته المالية الكبيرة من ايجارات ومديونيات لأصحاب البقالات والصيدليات والمخابز وغيرها من الاحتياجات فقد حولوا الريال إلى مجرد تسديد فاتورة الهاتف وعلى المواطن أن يدفع المال من اجل أن يدخل في الخدمة وبدلاً من دفع رواتب الموظفين عبر هذه الخدمة صار عليه أن يدفع هو للدولة وخاصة الاتصالات .

سيدي الوالي.. 

الحكومة التي كان المواطن يأمل فيها ان تنفذه من الأوضاع المأساوية التي يعيشها جراء العدوان والحصار صارت تتلذذ بمعاناته بل أنها حولت احلامه البسيطة في العيش الكريم إلى كوابيس مزعجه وصار يعاني مرتين مرة من العدوان والحصار وأخرى من عجز حكومته التي لم تستطع أن تكافئه على صموده في مواجهة العدوان من خلال قيامها بواجباتها المناطة بها بل ان كل ما يهم أعضاءها هو كم سيستلم كل منهم مرتبات ومكافات وحوافز وبدل جلسات واجتماعات. 

سيدي الوالي .. 

الناس يتساءلون عن مصير الريال الإلكتروني الذي ظلت الحكومة لأكثر من عامين وهي تتحدث عنه ؟ وكيف تحول إلى مجرد حيلة لأخذ أموال الناس ؟ ولماذا لم يتم إطلاق هذه الخدمة للتخفيف من معاناة الناس ؟ وهل هناك كما يروى تهديدات بمنع إطلاق الخدمة ؟ ومن هي الجهات التي تقف وراء عرقلة إطلاقه؟ .. وتساؤلات كثيرة عن السبب الحقيقي والسر وراء عجز الحكومة عن إطلاق خدمة الريال الإلكتروني هل هي فنية؟ ام سياسية؟ ام أشياء أخرى؟ والناس يريدون إجابات عنها ؟ .

سيدي الوالي.. 

تمخضت حكومة الإنقاذ لمدة عامين بالريال الإلكتروني لكنها ولدت فارا صغيرا هزيلا لا يسمن ولايغني وبالتأكيد ان الجميع قالوا بعد أن شاهدوا ذلك الفار الإلكتروني..  على قدر أهل العزم تأتي العزائم .. فهذا الفار الإلكتروني على قدر هذه الحكومة الهزيلة التي يمثل استمرارها زيادة معاناة الناس وبالتأكيد فإن المواطن اليمني الصامد في وجه العدوان لا يستحق الا حكومة أفضل وأقوى تتمخض عنها أعمال وإنجازات كبيرة وعظيمة بعظمة الشعب وليس فارا الكترونيا هزيلا يزيد من معاناة الناس.. والأمر سيدي الوالي بين يديكم ونحن على ثقة أكيدة بأنكم مع هذا الشعب وتعملون لتحقيق مصالحه .

حول الموقع

سام برس