بقلم/ عبدالمعطي احمد
في 28 سبتمبرعام 1970 مات جمال عبدالناصر في السادسة والربع مساء، وكان عمره 52 عامًا و8 شهور و13 يومًا، ولم يكن يعاني من أمراض مستعصية يمكن أن تؤدي إلى الموت في هذه السن المبكرة، لكنه كان يعاني من مرض السكر وتصلب الشرايين.

وقد نجح الأطباء في السيطرة عليهما، وهي أمراض يتعايش معها من يتجاوزون السبعين، وساد البعض اعتقاد غير صحيح بأنه ربما يكون قد مات بالسم، واتجهت الاتهامات إلى المدلك الخاص بعبدالناصر.

وقيل إن إسرائيل قامت بتجنيده، ولكن أثبتت التحقيقات أنه لم يدلك عبدالناصر، ولم يدخل غرفة نومه أصلًا، لكن تقرير الوفاة أكد أنه مات بصدمة عصبية نتيجة تلف عضلة القلب، ولم يوضح أسباب تلفها، إلا أن مجريات الأحداث قبل سبتمبر 1970 أثبتت أن أوجاع العروبة، وأزمات العرب أودت بحياته، فقد عاش ومات من أجل فلسطين، وارتفع فوق جحود وصغائر وغدر قادتها، وكان المشهد الأخير في مطار القاهرة بعد أن ودع أمير الكويت وقبله الزعماء العرب الذين حضروا على عجل إلى القاهرة لإنقاذ الفلسطينيين من مذبحة أيلول الأسود، التي تعرضوا لها في الأردن، وعاد لبيته وشرب كوب ماء وأسلم الروح.

يذكر التاريخ أن جمال عبدالناصر اعتقل عمه فما السبب؟

يجيب عن هذا السؤال الدكتور عادل - الأخ الأصغر لجمال عبدالناصر - في حديث لمجلة "نصف الدنيا" الصادرة في 14 ديسمبر 2018 فيقول: كان عمي على صلة برجل أعمال خليجي، وعرض عليه عمل بيزنس، عمي بالسلطة ورجل الأعمال بالأموال، فعلم الرئيس بهذه الواقعة، فأصدر أمرًا باعتقاله، وفوجئ عمي بالشرطة العسكرية والبوليس الحربي يدخلون عليه، وحاول مقاومتهم قائلًا: "إنتوا متعرفوش أنا مين؟" فقالوا له: "الرئيس هو الذي أعطانا أمرًا باعتقالك".

وظل عمي محبوسًا لمدة 3 أشهر بسجن القلعة، وخرج من السجن وذهب إلى بيت عبدالناصر ابن أخيه، ودخل وصلى وبكى متأثرًا، فقال له جمال: "يا عمي أنا أخاطب الناس عن المساواة والعدالة، وأنت تقوم باستغلال اسمي هل ده يصح؟!".

* العالم لا يحترم إلا الأقوياء، ومصدر قوة مصر شعبها العظيم الذي يتحمل الصعاب حتى تقف بلاده على قدميها، وبرغم الأصوات التي تحاول التشكيك والتشويه، إلا أن الآمال العريضة في بناء دولة عصرية قوية لا تمد يدها لأحد، والعالم من حولنا يراقب كل شيء، فزاد احترامه لنا لأن المصريين يحترمون بلدهم ويقفون خلف قيادتهم.

* "الأكاذيب تطير بسرعة البرق أما الحقائق فتأتي بعدها وهى تعرج" هذه العبارة قالها الأديب والسياسي الإنجليزي جوناثان سويفت الذي عاش بين القرنين الـ17 والـ18 هي أصدق وصف لما يعيشه العالم اليوم من هيمنة الأكاذيب والشائعات بعد أن أصبح أكثر من 60% من سكانه يستقون معلوماتهم وأخبارهم من مصادر غير مؤكدة، وفى مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعي.

يؤكد هذه المقولة دراسة نشرتها مجلة "ساينس" الأمريكية، التي قامت بتحليل نحو 126 ألف خبر تم تداولها وإعادة نشرها على موقع "تويتر" أكثر من 4.5 مليون مرة؛ لتجد ببساطة تفوق الأكاذيب والشائعات باستمرار على الحقائق على "تويتر" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي؛ وذلك لأن خدمات مشاركة "شير"، وإعادة إرسال "ريتويت" تلك الأخبار لآخرين تفوق إعادة نشر الأخبار الحقيقية بنسبة 70%.

ووجدت الدراسة أن الأخبار الكاذبة والشائعات تنتشر بسرعة أكبر من القصص الحقيقية، وتصل لعدد أكبر من الناس، وتخترق شبكات التواصل الاجتماعي بشل أعمق، فالخبر الزائف على سبيل المثال يصل إلى 1500 شخص بمعدل 6 أضعاف سرعة وصول الخبر الحقيقي؛ سواء كان الخبر يتعلق بأعمال تجارية، أو بالإرهاب والحروب أو العلوم والتكنولوجيا أو حتى الترفيه، وإن كانت الأخبار السياسية هي الأسرع انتشارًا أو الأكثر تداولًا.

* الدراسة لماذا تبدأ في سبتمبر؟ السؤال يبدو منطقيًا: لماذا يبدأ الموسم الدراسي في شهر سبتمبر تحديدًا ولا يبدأ في شهر يناير مثلًا مع بداية العام الجديد؟ الإجابة غير متوقعة على الإطلاق، وهي أن السنة الدراسية تتزامن مع الجدول الزمني للزراعة؛ حيث إنه لا يمكن القيام بالزراعة إلا في فصول الربيع والصيف والخريف، الأمر الذي دفع الأسر قديمًا لتعليم أطفالهم في الأشهر الباردة عندما لا يمكن زرع أي شيء أو حصده، وبهذه الطريقة كان الأطفال قادرين على مساعدة أسرهم في الأعمال الزراعية خلال الموسم الزراعي المزدحم.

أما في المدن فكانت الحياة ذات طابع مختلف لعدم اعتمادها على الزراعة لكسب العيش، فكان الطلاب يذهبون إلى المدرسة طوال العام ويأخذون بعض الإجازات القصيرة، ولكن مع تطور التعليم، كان لابد من وضع قواعد صارمة؛ لتوحيد النظام الدراسي بين المدينة والريف، ليكون هناك قدر أكبر من التوحيد في النظام المدرسي.

وفى عام 1852 أصبحت ولاية "ماسا شوستس" أول ولاية تسن قانونًا إلزاميًا للتعليم العام، مما ألزم كل المناطق الريفية والحضرية بتقديم التعليم المدرسي للأطفال، وبعد ذلك بفترة وجيزة تم التوصل إلى حل وسط بين أنظمة المدارس الحضرية والريفية لتوحيد وقت ذهاب الولاد للمدرسة من كل عام، وتم الاتفاق على أن تبدأ السنة الدراسية في الخريف"سبتمبر" حتى يتمكن الأطفال من المساعدة في الزراعة خلال فصل الصيف، وهكذا أصبحت السنة الدراسية 180 يومًا، وبعد ذلك تم اعتماد هذا النظام عالميًا، وانتهجت معظم الدول نفس الأسلوب في تقويم السنة الدراسية، حتى تلك التي لا تعتمد على الزراعة، ماعدا بعض الدول التي لا يبدأ بها الموسم الدراسي في شهر سبتمبر، ولكنها تختار شهورًا أخرى تتوافق مع ظروفها الخاصة، وأبرزها نيوزيلاندا والبرازيل اللتان يبدأ موسمهما الدراسي في فبراير وينتهي في ديسمبر.

أما شيلي وأروجواي وكوريا الشمالية فيذهب الطلاب فيها إلى المدارس مع بداية شهر مارس، ويعد يناير هو شهر بداية العام الدراسي في سنغافورة وماليزيا وجنوب إفريقيا.

نقلاً عن بوابة الاهرام

حول الموقع

سام برس