سام عبدالله الغُـباري

يشتهي علي محسن صالح كل شيء فيحصل عليه، وحوله جوقة من دُعاة يقدسون مسيرته الملوثة بالدماء والارتزاق، ويسعى لكل شيء فيناله .. إنه رجل بلا عقاب (!!).
يشعرنا اللواء المستشار الموصوف عند العوام بـ(المنشار) بالسعادة وهو يقف حائلاً بين الدولة التي تريد أن تتنفس وبين مشروع القوى التقليدية التي تتمسك به وتقومه كقائد مُـلهم للثورة وباعتباره رجل الربيع الأول في اليمن. وكوني سعيداً من اشتراطاته المعيقة للعملية الانتقالية في اليمن فهذا لا يُـلغي ضرورة التزامه بها وتنفيذه لها شاء أم أبى.
سعادتي تقررها مجريات الهالة الثورية التي تحصن بها علي محسن صالح في كل أيامه السابقات وأعوام الخير والمال والشهوة أيضاً .. فحين اشتهى أن يكون أخاً غير شقيق للرئيس السابق تمتع بهذا الوصف ولم ينفه أو يحاول التنكر له، وفجأة ظهر علينا صالح بأنه (عفاش) والمتمرد صار من أسرة (الحاج)، شهوته اللصيقة بكل شيء ينتفع لصالحه تجعله يمارس بدهاء دور المستئذب فمنذ 18 مارس 2011م قام على محسن بممارسة أعتى شهواته التي اغتصبت حُـلم ملايين اليمنيين في التغيير بإمعانه في القسوة وإرسال ميلشياته لقتل المتظاهرين سلمياً في ساحة الجامعة الجديدة بالعاصمة صنعاء، وإلصاق التهمة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح وأقاربه المتواجدين بكثافة في الجيش والأمن والمخابرات.
أنزل علي محسن جنوده، وحين رأيتهم يغتصبون الخيام ويقررون جدول أعمال الليلة الثورية الحافلة بضحكات الأراجوز محمد الأضرعي ونكات محمد الربع، وفي الصباح يقررون أيضاً إعدام الشباب في مذابح مريعة على باب رئاسة الوزراء وعند بنك الدم، ثم يعودون إلى المنصة لإعلان ارتفاع (أرصدتهم) المالية الممنوحة من قطر الخيانة الفاجرة.
كان اغتصاب الشهيد في قبره ومنفاه الرهيب علامة الفاجعة المنتظرة من شهوة تمددت وابتلعت الأرض والسماء والأحلام والوحدة، وعمقت الشعور بمدى وقاحة هذا التنظيم الإسلامي الذي يعتبر علي محسن صالح ذراعه القوي وجيشه الفاخر المتمرد والممتثل لأمره وصولجانه.
علي محسن يتمتع بشهوة مفرطة لم يستطع أحد كبحها، ففي إعلان إذعانه لقرار رئيس الجمهورية يقرر المتمرد السابق إضافة المزيد من الاشتراطات المعيقة لسير عملية التنفيذ والتسليم، فيما يصحو أحمد علي عبدالله صالح القائد الحقيقي لجيش حقيقي باكراً من نومه ويفرط في أناقته المدنية ويذهب لمقر عمله بجمعية الصالح الاجتماعية الخيرية ويترك اللواء الجائفي يقوم بعمله كقائد جديد لمؤسسة الحرس الجمهوري التي أذيبت بموجب قرار الهيكلة الجديد وتحولت لمؤسسة عسكرية احتياطية لدعم الجيش الذي تحول لسبع مناطق عسكرية جديدة بقيادة جنرالات مخلصين وأكفاء.
اغتصب محسن السيئ أراضي الشمال والجنوب وأعنف ما يمكن من مساحة البحر واستثمر بأسماء أبنائه وأقاربه وقتل أصهاره وحرك (دُعاته) للإفتاء على الجيش والأمن وأرسل القاعدة إلى سورية لقتال الجيش العربي السوري الصامد، وذبح المئات من الجنود في هجمة الإرهاب على لواء الجيش المرابط بالقرب من أبين الحزينة، وكان أقسى ما قام به الرجل هو اغتصاب ثورة كان لها أن تنضج وتتوحد وتنقض على سهام الفساد، فاغتصب كل شيء وحين صرخ الشعب محتجاً كان علي محسن يفجر غشاء البكارة.. ولكنه لم يجد قاضياً عادلاً يحكم عليه بالرجم حتى الموت.
..وإلى لقاء يتجدد ..

حول الموقع

سام برس