احمد عبدالله الشاوش
دعت جماعة الاخوان المسلمين في مصر الى مليونيه تحت شعار "جمعة تطهير القضاء" والتي تعني في القاموس السياسي اجتثاث من ليس منا بغض النظر عن نزاهته أو نجاسته ومادام الزر النووي للإفتاء السياسي قد تم تعميمه لكوادر الجماعه فقد هرولت قواعد الاخوان المسلمين مهطعين بالآلاف نحو محيط دار القضاء العالي بضوء اخضر من صقورها ومباركة النظام السياسي مما شجع ذلك على استعراض عضلات المتظاهرين لا يصال رسالة قوية للقوى المدنية بأن الاجتثاث والتطهير هو بيت القصيد وصاحب تلك التظاهرات اشتباكات عنيفة ومشاجرات مرعبة ومناوشات واستفزازات ترتب عليها اشعال الحرائق وقطع الطرقات وترويع المارة ومنع التصوير وتكسير الات التصوير لبعض وسائل الاعلام وكانت الحصيلة المأساوية اكثر من ستين اصابة من جميع ابنا الطيف السياسي وردد المتظاهرون المؤيدون للرئيس مرسي هتافات طالبوا فيها بتطهير كل مؤسسات الدولة من النظام السابق لاسيما جهازي القضاء والاعلام متناسين ان قيادات الاخوان كانت جزء من النظام السابق واداة من ادوات التسويق له والغريب في الامر ان الحالة الثورية أو ما يطلق عليها بالجنون الثوري قد وصل حد الذروة وهو المطالبة بأجراء المحاكمات الثورية بروح انتقامية بشعه تقودنا الى استحضار محاكم التفتيش بعيدا عن قيمنا الاسلامية النبيلة والبعيدة كل البعد عن الاسلام السياسي المبني على نزوات جامحة فأثارة الشارع والتحريض على القضاة واحكام القضاء وتفعيل الحالة الثورية المتشنجة وانتهاج شعارات تتنافى مع العقل والمنطق ومجافية لروح الاسلام كحالات العنف والفجور والاستقواء يولد الكراهية وفقدان الثقة ويخل بالتعايش السلمي مع كافة الطيف السياسي ويؤدي الى تصدع النسيج الاجتماعي، ويعجل بسقوط الجماعة او اي اتجاه سياسي يتعامل بهذه الالية، ومايزيد في الالم والاسى ان تتحول مساجد يذكر فيها الله الى ابواق للفتنة والتحريض لهذا الاتجاه اوذلك بغية تحقيق منافع حزبية أو شخصية رخيصة ليس في مصر الكنانة وانما في معظم دول العالم الاسلامي وكأنها رضعت من بز الاسلام السياسي ،و"ماجمعة تطهير القضاء" الا حاله من حالات التهييج السياسي التي كان يفترض ان تدعوا الى التظاهر السلمي وحقن دماء واموال واعراض المصريين اقتداء بسنة النبي صلى لله علية وسلم والحفاظ على السكينة العامة ونشر قيم التسامح والمطالبة بصورة عقلانية لأية تجاوزات ان وجدت وبالطرق القانونية مع العلم ان القضاء المصري مشهودا له بالنزاهة ،فأثارة العنف والاحتكام الى الحالة الثورية هو قمة العجز والافلاس السياسي لأي اتجاه سياسي وقد يترتب علية عنف مضاد وبالتالي تخرج الامور عن السيطرة وتصبح مصر وابنائها في خطر ،واكثر ما لفت نظري هو مقابلة الرئيس مرسي في قناة الجزيرة حين اكد انه يشعر بالقلق وان هناك قلق مشروع لدى الناس من احكام القضاء وهذا الطرح يعتبر سابقة خطيرة لرئيس دولة ورسالة يفهم منها التصعيد مع العلم بأن الناس هم من قواعد وكوادر جماعة الاخوان المسلمين الذين تظاهروا لغايات سياسية واستجابة لا طروحات الصقور. ما يجري اليوم في مصر الكنانة ..مصر السلام والتعايش مشروع تدميري لدولة عصية كانت وماتزال وستظل القلب النابض للامة العربية والعالم الاسلامي
احمد عبدالله الشاوش
Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس