بقلم/ حسن الوريث

اتجه ابني وصديقي الصغير عبد الله نحوي بلهفة وشوق قائلا.. الحمد لله لقد انتهت اختبارات نصف العام الدراسي وسنعود إلى نشاطنا وجولاتنا كما وعدتني ..  فقلت له بالتأكيد وانا عند وعدي لك وانا متشوق أكثر منك لمواصلة جولاتنا وحواراتنا التي انقطعت بسبب الدراسة والاختبارات الشهرية والنصفية .

خرجت مع صديقي العزيز لنبدأ جولتنا الجديدة وقد بادرني متسائلا.. هل يسمع أحد من المسئولين ما نقوله ومانطرحه في حواراتنا ؟ وهل تصل إليهم شكاوى الناس ومعاناتهم ام لا ؟ قلت له ما رايك ياصغيري ان نتأكد بأنفسنا حتى نحكم على الأمر من واقع عملي وليس من كلام الناس فقط .. وكانت البداية من امام منزلنا حيث مازالت أكوام القمامة تتراكم بل وتزداد يوما عن يوم وغرف تفتيش المجاري تطفح كل يوم وكلما تقدمنا في جولتنا زادت قناعتنا بأن كل شيء مازال كما هو فالمتهبشين يملاون الجولات ولم يضع لهم أحد حلا ومازال الصميل هو الفيصل وغياب الدولة هو السائد ومازالت الأسواق العشوائية والبسطات تتكاثر ولم يستطع أحد وضع اي حل لها ومازالت معارض السيارات تستحوذ على الارصفة والشوارع دون رقيب او حسيب ومازالت الكلاب والقطط تتزايد وتنتشر ومزارعها المفتوحة تكثر برعاية رسمية ومازال المرور مثل الأطرش في الزفة فالدراجات النارية تعيث في الأرض الفساد فوضى وقتل ونهب وعصابات ومازالت الأجهزة المعنية نائمة وغائبة عن القيام بدورها المطلوب منها في خدمة المواطن وحمايته والمواطن يستغيث ويستنجد لكن لا أحد يسمعه .

فأطلق ابني وصديقي الصغير عبد الله تنهيدة قوية ممزوجة بالألم والحرقة وقال لي .. لماذا لا أحد يقوم بواجبه وكان الوطن ليس وطنهم وكأنهم من بلاد ثانية ؟ ولماذا كل هذا العبث والسكوت على معاناة الناس ؟..  قلت له ياصديقي العزيز  لا تزعل ولاتحزن هكذا هو وضعنا من عشرات السنين والناس تعودوا عليه بل أن الفوضى صارت هي الطبيعية وعدم قيام المسئولين بواجباتهم هو الامر الطبيعي وكل منهم يلقي باللوم على الآخر والكل يتهرب من مسئوليته والمهم السباق على الظهور في التلفزيون ونشرة الأخبار امام القيادة والرئيس بأنشطة وهمية وترقيعية وهذا بمثابة البصمة حيث ان كل مسئول مطالب بأن يظهر في التلفزيون الرسمي للتوقيع على حضوره كما يفعل الموظف عندما يلزم بالبصمة في الدوام .

فكان السؤال التالي الذي طرحه ابني وصديقي الصغير.. إلى متى سيظل الوضع هكذا ؟ وهل يعقل أننا وغيرنا ممن يكتبون ويتحدثون لا أحد يسمعهم؟ قلت له ياعزيزي هم لايهمهم ما نقول او تكتب بل أنهم يقولون لنا .. اكتبوا ما تريدون ونحن نعمل ما نريد فهذه هي المعادلة التي يؤمنون بها .. فأجابني صديقي العزيز بقوله ..

هل يعقل أن يكون هؤلاء المسئولين عديمي الإحساس بمعاناة الناس ؟ وهل هم في مواقعهم لخدمة الناس ام ليخدمهم الناس؟ وهل فعلا يتلذذون بعذابات الناس ؟ .. كانت كلماته فعلا تخرج بحرقة وألم شديدين إلى درجة خفت فيها عليه فقلت له .. اليوم 4 يناير عيد ميلادك ولابد أن نحتفل به ونترك كل ما ينغص عليك ويزعجك وسنذهب إلى السوق نشتري لك هدية بهذه المناسبة .. قال لي شكرا انك دائما تذكرني بعيد ميلادي ولكن أتصدق ان أعظم هدية لي ان أرى وطني وبلدي اليمن في مقدمة الدول في كل شيء في النظام والتطور فنحن لسنا أقل من ماليزيا أو تلك الدول التي كانت في وضع أسوأ مما نحن فيه لكنها تغلبت على كل المصاعب وانطلقت بإرادة ابنائها .. فهل يمكن ذلك ام أننا سنظل هكذا ؟ .. وهل يسمعنا من بيدهم الأمر ام أننا كما يقول المثل " يا فصيح لمن تصيح " ؟.. مع أني واثق بأن قيادتنا الحكيمة لن تبقى مكتوفة الأيدي وسيتغير الأمر بإذن الله تعالى إلى الأفضل .

للجميع فإن ابني وصديقي الصغير عبد الله حفظه الله من كل شر ومكروه من مواليد 4 يناير 2009م .

حول الموقع

سام برس