بقلم/ حسن الوريث
قالت لي العصفورة يبدو أننا سنظل كثيرا نتناول الإعلام ولن يفارقنا فمواضيعه كثيرة ومثيرة .. قلت لها خيرا ايش حصل حتى تأتي إلي في غير وقتك ومن دون سابق إنذار او موعد ..

قالت لي العصفورة .. تعرف أنني ومنذ ان كلفتني بالبحث عن موضوع الإعلام بدأت أتجول في المؤسسات الإعلامية والصحفية لعل وعسى ان اجد لك خبر من هنا او لقطة من هناك وبالفعل فقد حدث ما توقعت انا وانت .. قلت لها شوقتيني كثيرا لمعرفة الموضوع لأن حضورك بهذا الشكل يدل على أمر خطير ..

قالت العصفورة.. هو ليس خطير إلى هذه الدرجة لان هناك مواضيع وامور أخطر منه .. لكنه أمر ازعجني كثيرا واكيد ان كل من سيسمعه لابد أن ينزعج منه .. وتابعت حديثها قائلة ..

كنت في إحدى المؤسسات الإعلامية الكبرى في البلاد وفجأة دخل أكبر مسئول فيها يصرخ على الموظفين ويهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور ويقول من لم يعجبه القرار يغادر ويجلس في بيته .. وعندما اقتربت قليلا منهم احاول أتأكد من الموضوع وإذا به يتحاور مع البعض منهم ويامرهم بتنفيذ قرار اتخذه ما لم فان العقوبة هي مغادرة العمل أو قطع الحافز البسيط الذي يعطى لهم .. حينها قطعت انا كلامها وقلت لها.. هذا أمر مزعج فعلا .. إذ كيف يصدر هذا التهديد من شخص مسئول بهذا الحجم وفي مؤسسة كبرى ومع أساتذة وعمالقة في المجال الإعلامي والصحفي .. لكن بيني وبينكم .. قلت في نفسي حتى لا تعرف العصفورة ولا نترك لها مجال للتشفي .. هذا هو واقع إعلامنا الذي نعيشه والضعف الشديد في أداء وسائل الإعلام جاء نتيجة طبيعية لعدم اهتمام الدولة والحكومة بهذا القطاع الهام ..

وحين كنت اتحدث مع نفسي رفرفت العصفورة بجناحيها لتنبيهي بأنها ستغادر بعد أن ابلغتني بما سمعته وشاهدته في إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية والصحفية وقبل أن تودعني قالت لي لا تنسى إيصال رسالتي إلى الجهات المسئولة عن هذا التصرف الصغير لهذا المسئول قوعدتها رغم اني أشك في قدرة الدولة على محاسبته أو على الأقل توبيخه..

وأضافت العصفورة قائلة.. وانا في طريقي اليك شاهدت تجمع في منطقة التحرير قالوا أنه سوق جديد أطلق عليه سوق الخميس سأذهب إلى هناك وأعود إليك لنتحدث عنه .. ثم طارت في السماء وتركتني حزين على واقع الإعلام وبعض مسئوليه الذين فهموا المسئولية أنها عنجهية وتكبر على الناس وربما ان هذا المسئول سينضم إلى جناح الطواويس .. صحيح أنه مسئول في مؤسسة كبرى لكنه صغير جدا بتصرفه هذا الذي أحببنا أن ننقله لكم انا والعصفورة المجنونة .

حول الموقع

سام برس