بقلم/ محمد العزيزي
سؤال يردده اليمنيون يوميا في مجالسهم و مقاييلهم و في الشوارع و المقاهي و المنتديات و غيرها حالهم كحال الأمتين العربية و الإسلامية .. و بفضول مني حبيت أن انقل هذا السؤال و تساؤلات أخرى لكبار القوم و أهل السياسة و قيادة حكومة صنعاء و حكومة فنادق الرياض أولا ..

و ثانيا للعامة من الناس و إلى الحكماء و العقلاء من أبناء الشعب اليمني .. أين التسامح و التصالح بين اليمنيين لتخرج البلاد من هذه الغمة و الحرب الظالمة التي لا نعلم نهايتها ؟ و أين ذهبت منكم الحكمة و التسامي و الترفع عن الأحقاد و الضغائن ؟

أين الشهامة و النخوة و الكرم و الغيرة و عادات القبيلة منكم ؟ و أنتم ترون أبناء جلدتكم يموتون جوعا و خوفا و مرضا و كمدا .. كيف تهنأون بالعيش و أبناء اليمن إما مشرد أو في العراء و الحر الشديدين دون غطاء يقيهم ذلك الهوان و العيش الأليم ؟
كل هذا الأمور و هذه الحقائق و المشاكل و لا يتحرك فيكم ذرة مشاعر حسرة أو ضمير أخلاقي أو إنساني تجاه شعوب عربية تقهر وتتألم و تتأكل ، احملوا مشعل الإنسانية لمرة واحدة و لو تقمصتم إنسانية الغرب حين يتشدقون بها نحو العرب و المسلمين ..

نعم الشعب اليمني و شعوب عربية آخر يبحثون عن قشة تنجيهم من جحيمكم وويلات تعامولكم الخالي من كل إنسانية و بدون أدنى خجل ، ألا تخجلوا ، ألا تستحون ، ألستم نادمون على أوضاع و أحوال أمتكم و شعوبكم و إخوانكم و أطفالكم و نسائكم و فتياتكم إن صح التعبير في حقيقة إنتمائكم لهذه القييم و صلات القرباء .

بصراحة دعونا نسئل و نسأل و نكرر تساؤلاتنا لنحصل على إجابة شفافة وواضحة منكم تشفي صدر كل يمني بعد كل هذه المعاناة ، فنقول .. كيف تواجهون قادة و شعوب العالم بوجوهكم هذه التي تحملونها و أنتم تقتلون شعوبكم و تشردونهم و تدمرون أوطان و بيوت و مقدرات شعوبكم ، و أيضا تدعون أمامنا نحن و أمام حكام العالم الأخلاق السامية و العزة و الكرامة و الشموخ و الغيرة على الأمة الإسلامية و أنتم فرطتم بكرامة شعبكم دون حياء أو خجل و كأنكم جئتم من كوكب آخر ، و بوجوه غير الوجوه التي كانت عليكم قبل هذه الفتنة ؛ اليوم لديكم وجوه مختلفة ، صحيح نحن نعرفها و نعرف من صنعها لكم ، كما و تعرفها كل الأمم ذلك .

إذا تناسيتم كل هذه المبادئ و الأعراف و العادات و التقاليد الأصيلة التي نتفاخر بها أبا عن جد ، فأين أخلاق الإسلام و سننه و تفاسيره و أحاديث نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم .. و أين صلاتكم و دينكم و نسككم و حجكم و توجيهات و أخلاق و مبادئ الدين الإسلامي الذي أعتنقتموه إن كنت على دين الإسلام كما نظنكم و تعاملوننا بموجبه ؟
وصفنا النبي الأعظم عليه و آله و أصحابه الصلاة و التسليم بأننا حين قال " أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا و آلين أفئدة " أو كما قال .. فأين أنتم من كل هذا و الشعب و الوطن على شفا حفرة من الهاوية و اُلانهيار و أنتم تتقاتلون ، ووقود هذه الحرب هم أبنائنا و أبناء جلدتنا و شعبنا دون شيء ، إلا تلبية لرغباتكم في حكم البلاد و اعتلاء كرسي الحكم على حساب دماء أبناء الشعب اليمني ، فلتحكموا و تتفقوا و تتصالحوا و تتسامحوا و احكمونا فالشعب لا يمانع في ذلك ، و بذلك تحقن دماء و أرواح الشعب اليمني و أقول الشعب اليمني في هذا الطرف أو في ذاك .

قولوا لي و للشعب اليمني كيف تقامرون في استمرار الحرب و بسفك الدماء و الحياة و الشباب و الوطن و الشعب ؟ خدمة لمن ؟ و من هو المستفيد من كل هذا و ما يحدث ؟ ..

بصراحة الإجابة سهلة لصالح أعداء اليمن إقليميا من إخواننا في الخليج و الشرق الأوسط و المستفيدين من إطالت أمد الحرب و هم الغرب من أجل بيع السلاح و ابتزاز العرب و الأمة الإسلامية و استفادة شركاتهم في إعادة الإعمار في بلداننا المدمرة ...... الخ ، المهم نحن نقاتل و نتقاتل فيما بيننا و هم و أعني الغرب أمريكا و أوروبا يستفيدون من وراء هذه الحروب التي اشعلوها في دول الوطن العربي لتحقيق تلك الأهداف .. فأين عقولكم و حكمائكم و عقلائكم ووازعكم الديني و الوطني و الأخلاقي و مبادئكم الحزبية و العرفية و القومية و الانتماء ؟ .

العجيب و الغريب أنكم تُحكمون الغرب و الأمم المتحدة مشغولة بكم و لحل الخلافات بينكم و أنتم تنشدون منهم السلام ووقف الحرب و المساعدات للجياع في بلادنا و كأنكم لا تستطيعون حل مشاكلكم بدون من تلعنونهم ليل نهار .. كما أنكم أنتم و ليس سواكم سوف تقبلوا بحلولهم التي ستفرض عليكم بأوامر منهم عبر الأمم المتحدة و ستقبلون منهم السلام و الاعتراف بالآخر و ببعضكم البعض و بشهداء كل طرف بأنهم شُهداء و ليسوا مرتزقة و منافقون أو مخدوعون أو روافض ومجوس و فرس و عملاء ، بل شهداء و سوف تعتمدون لهم رواتب تصرفها لهم الدولة .. فلماذا هذه العداوة و الحقد و الدمار و سفك الدماء و إزهاق الأرواح لأبنائنا و تهدر كل هذه القدرات و الطاقات و الإمكانيات طالما النتيجة حتمية وواضحة لكم و للجميع إذا .. أليس فيكم رجلا رشيد ؟ !!!!

أعرف أنكم لن تتهمون بعضكم البعض عندما تخضعون لقرار السلام بالخونة و الخيانة و سوف تنعتون أنفسكم بالوطنيون و المناضلون و الأحرار و الشرفاء و لكن بعد ماذا ؟ بعد خراب مالطا ..

أوقفوا الحرب أثابكم الله و كتب أجركم ، لقد بلغ السيل الزبئ و بلغت القلوب الحناجر .. اتمنى أن السؤال و الأسئلة التي طرحها الشارع اليمني و العربي قد وصلت و تم نقلها إلى من هم معنيون بالإجابة .. و تكون رسالتي وصلت و فهم الجميع مقاصدها حفاظا على شعبنا ووطننا ..

و الله من وراء القصد .

حول الموقع

سام برس