سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
رسام و تجربة... حيث الرحلة في العبارة ما بين اللون و السؤال .. في عوالم متغيرة
تسليط الضوء على شخوصي (أو على الأشياء)لاستبطان ما بداخلهم من نزوع و صراعات و أحاسيس

تلتقي تلويناته الفنية و لوحاته من سنوات في أمزجة الكينونة لديه بما يفصح عن قلقه الوجداني و الأنساني حيث الذات الحالمة تنشد هناءاتها في عوالم متغيرة تعصف بالأشياء البسيطة و الهادئة ...فنان يرتجي شيئا من لطف القيم و الوعي في كون عاصف بالعناصر و التفاصيل ...نعم..هكذا هو .. كيف للفنان المسكون بسؤال الذات الانسانية و شؤونها و شجونها أن يتخير الشكل و اللون بعيدا عن القلب و عينه ...انها عين الفنان المبدع و هو يتجول بين العناصر و الأشياء و التفاصيل..و هنا لا مجال لغير القول بالانتصار للحالمين و المنكسرين و الضحايا ..العمل الفني هنا ترجمان سؤال يخرج من أعماق الكائن و هو يواجه تداعيات السقوط و الهزيمة و لكنه يظل مشدودا الى هكذا حلم و أمل و شمس تأتي من هنا و هناك في يوم ما ..هي أغنية الخلاص و الطمأنينة..

الفنان هنا هو المنصف بن جامع الذي قدم لنا عددا من اللوحات مختلفة الأحجام فيها اشتغال ضمن تقنيات عرف به من خلال أعماله السابقة التي حوتها معارض فردية و جماعية بجهات البلاد..

ينطلق من اللوحة كفضاء يناسب الخطوط و التلوينات ليبرز الموضوع كما أراد له المنصف عنوانا بارزا للقول بالقيمة و الاشارة الى الحال و منعطفاتها الوجدانية و الانسانية و السوسيولوجية باعتبار المجتمع كفضاء لما يحدث و مجال للابداع الفني الجمالي.

هكذا و في هذا السياق … مثلا نذكر لوحاته المتعددة التي نجد منها في أعماله " تواصل " و " انعكاس " و " ذكريات " و " امرأة " و " تلاقح الحضارات " و " اللاوعي " و " القدر " و " فرح " و " براءة " و " حب " و " فنطازيا " و " بدوية " ...

و بالنظر لهذه التجربة و مجالات عطائها في الحيز التشكيلي التونسي تبرز هذه الأعمال التي يقول عنها بن جامع "..أعتمد في أعمالي على تسليط الضوء على شخوصي (أو على الأشياء...)لاستبطان ما بداخلهم من نزوع و صراعات و أحاسيس و من ثمّ جعلها تطفو على سطح القماشة من خلال الألوان و الأشكال بطريقة مدروسة وهو ما يساهم في خلق الصدمة الحسيّة للمتلقّي لحلحلة المسكوت عنه و للدفع به الى طرع الأسئلة و التفاعل مع الشكل و المعنى ...أضف الى ذلك أني أعتمد على البناء و التفكيك لبقية العناصر في تداخل جدلي مترابط البعض مع البعض لخلق دينامية الثنائيات مثل اللون و الشكل الواعي و اللاوعي الألوان الحارة و الألوان الباردة الجمال و القبح" ....

رسام و تجربة حيث الرحلة في العبارة ما بين اللون و السؤال و كيف لا و المنصف يمدح أنوار اللون و الظلال و يمضي مبتهجا بنشيد البحث و الذهاب باتجاه التجدد و الابتكار..و هذا مطلوب في الفن و الابداع..
تجربة في سياق دأب الفنان المنصف بن جامع الذي يمضي في مشهد تشكيلي متحرك و متعدد بكثير من الرغبة في التجدد و التجديد و الابتكار نحتا للسؤال القديم المقيم في الكينونة و المتصل بالانسان في مواجهة الانكسار و الظلم و السقوط..

حول الموقع

سام برس