بقلم/ حسن الوريث
كنت انا وصديقي الصغير عبد الله نتصفح الأخبار في المواقع الإلكترونية ولفت نظرنا خبر تصريح لمنسقة الأمم المتحدة في اليمن ليزا غراندي تقول فيه بعد جريمة الجوف في حق النساء والأطفال ان مانشاهده في اليمن امر مروع وان الحل هو في اتخاذ كافة الأطراف قرار وقف الحرب على حد تعبيرها وبعد الانتهاء من قراءة الخبر قال لي صديقي الصغير ..

هل هي نفس المرأة التي شاهدناها تبكي بعد زيارة مكان جريمة حافلة اطفال ضحيان في صعدة ؟ قلت له نعم هي بشحمها ولحمها ونفس منطقها أنه أمر مروع مثلما قالت ذلك اليوم ماهي تكرره الان بعد جريمتي الجوف وحجة الأخيرتين..

العصفورة التي كانت تسمع محادثتنا انا وصديقي الصغير قالت .. الفرق أنها في ضحيان كانت تبكي ودموعها تسيل على خديها .. قال لها صديقي العزيز فعلا انا شاهدتها وهي تبكي متأثرة على ضحايا تلك المجزرة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي الإماراتي في حق اطفال أبرياء ولكن لماذا لا تقوم الامم المتحدة بإلزام السعودية والإمارات بوقف العدوان ؟ قلت له ياصغيري العزيز الأمم المتحدة أنشأتها الدول الكبرى التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية لتحقيق مصالحها من خلال إدارة الصراعات وليس حلها لأن هذه الدول لديها مصالح من خلال استمرار الصراعات والحروب فهي تبيع الأسلحة بمليارات الدولارات وتبيع مواقفها أيضا بمليارات أخرى وهي أيضا تحقق مصالحها في العالم من خلال تغذية الحروب والسيطرة على البلدان وثرواتها والتي تنهكها هذه الصراعات .

قالت العصفورة اذا فكل هذه الدموع والتصريحات مجرد ضحك على الناس والامم المتحدة هي شريك مع الدول الكبرى في قتل الشعوب واستمرار الاستعمار واستغلال ثروات البلدان والاستيلاء عليها .. أجاب ابني وصديقي الصغير عبد الله على العصفورة بقوله ..

الان أدركت أنها دموع التماسيح وان هذه المنظمة ليست سوى أداة في يد تلك الدول التي أنشأتها وإلا لكانت أوقفت الحرب والعدوان على اليمن وحاسبت النظام السعودي والإماراتي على جرائمهما في حق الشعب اليمني.. قالت له العصفورة أتعرف أن الامم المتحدة وامينها العام كما سمعت من والدك اخرجوا السعودية من قائمة العار لقتلها اطفال اليمن لأن السعودية هددت بقطع التمويل عن هذه المنظمة وبالتالي فقد خافت الأمم المتحدة على نفسها من الإفلاس وتم التضحية بأطفال اليمن لمصلحة المال السعودي وهذا أيضا يشجع العدوان على ارتكاب المزيد من الجرائم في حق الشعب اليمني وفد سمعت كلمة من والدك قال أنه شاهدها في لوحة كتبت في سوريا تقول.. لو كان أطفال اليمن ينزفون نفطا لتحرك العالم كله لكنهم ينزفون دما وبالتالي فهذا الصمت مدفوع الأجر والثمن .

قلت لصديقي العزيز وللعصفورة فعلا هذا هو الكلام الصحيح فصمت العالم على ما يجري في اليمن مدفوع الثمن وهذه الدموع التي تذرفها غراندي هي دموع التماسيح والأمم المتحدة ليست متواطئة فحسب بل شريكة في العدوان على اليمن وقتل الشعب اليمني وتدمير مقدراته ويجب أن لانعول عليها فهي تقتل القتيل وتمشي في جنازته ..

وفي الأخير نقول أن هذه الدماء الزكية الطاهرة التي تسيل هي من سيكتب نهاية النظامين السعودي والإماراتي وان هذه الجرائم لن تمر مرور الكرام " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" صدق الله العظيم ..

حول الموقع

سام برس