بقلم/ احمد الشاوش
كم نحن بحاجة اليوم الى القائد القدوة والرجل الحكيم والشخصية الجمعية التي تحمي الشعب اليمني من جبروت بعض ابنائه وذئاب الدول الاقليمية وتماسيح امريكا ووحوش الغرب وشياطين الامم المتحدة ، لاسيما بعد ان بلغت القلوب الحناجر ، بسياسة استنزاف جميع اطراف الصراع المسلح على السلطة وآلاف الضحايا والقتلى والشهداء والسجناء.

والمتابع للمشهد اليمني الدامي اليوم يرى ان اليمن بحاجة الى طبيب ماهر وجراح أمين وعمليات عاجلة في " المخ" والعقل والفكر والجسد لتنظيف وازالة رواسب التاريخ وبتر بعض اجزاء العمالة والاطراف "المهجنة" سياسياً والمسرطنة مناطقياً ومذهبياً حتى لوأقتضى الامر "الكي" كأخر وسيلة للعلاج.

كم نحن بحاجة ماسة الى " فرمتت" العقل اليمني والضغط على زر إعادة ضبط المصنع ومشاهدة العملية جارية .. وتمت العملية بنجاح .. هذا "القبيلي" تم نقله من عالم التخلف والجهل الى عالم الغد المشرق ..

هذا الرعوي والقروي والمناطقي والاسري والمذهبي فقد الذاكرة أو تم تنضيفها من أدران الماضي والتعبئة ببرامج انسانية صالحة للعام 2050م أو على الاقل تم تحريره من العقد النفسية والعصبية والغطرسة والاستغلال بنجاح.

كم نحن بحاجة الى شريحة الكترونية أصلية طراز الصين أو قوقل ، تحمل جينات قيم أجدادنا الشرفاء ، بحجم اصبع توضع تحت مخ ملك طاغية وأمير مستبد ورئيس معتوة وسياسي ملوث ودبلوماسي بياع وقائد متهور ومفتي دجال وحزبي مُنحرف وتاجر غشاش واكاديمي مزايد وقاضي مرتشي ومدرس مجامل ومثقف انتهازي واعلامي متسول ومواطن "أمعة" وطبيب نصاب وجندي بلا عقل وسجان بلارحمة.

الخيال واسع والتفاؤل كبير وماكان اليوم خيالاً سيصبح غداً حقيقة، والسؤال الذي يطرح نفسه بعد الانهيار الاخلاقي والتباهي بالتبعية والارتزاق وصراع الاجنحة والكراسي ، كيف سيصبح حالنا بعد برمجة " القبيلي" الذي أصبح حقل تجارب لتجار الحروب وجسراً للوصول الى السلطة وتسلط لصوص الثورة والثروة عبر تاريخ اليمن .

وهل ستؤدي الذاكرة الجديدة التي تحتوي على مجموعة من البرامج التربوية والتعليمية والوطنية وتحفيز الضمير وتفعيل القيم ووسطية الاسلام والتسامح والتعايش والحرية والديمقراطية والتنمية والابداع في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي ومضادات الفيروسات ، الدور المطلوب ام ان الشريحة الالكترونية ستُعطل دور الاسرة ووظيفة الام بعد الغزو الفكري الرهيب والتشكيك بالقرآن الكريم والسنة
النبوية وعظماء الامة والاساءة الى كل جميل .

كم نحن بحاجة الى قائد وطني يقود سفينة النجاة ضد رياح التغيير المسمومة وقدوة ينتشل اليمن من مستنقع الاحتراب والتآمر والفتنة لتعزيز جرع الوطنية وتحرير العقل وتفعيل الوعي وتهذيب اللسان وتنظيف القلب وغربلة الفكر وفلترة الثقافة المشوهة والتقاليد السيئة والمذاهب والنعرات الطائفية الهدامة واصلاح الامة.

تفككت الاسر وتصدع النسيج الاجتماعي وتمزق الوطن وأتسع الخرق ولم يعد هناك خياط او مرقع ماهر، إلا بوجود حداد محترف لطرق وسحب وتعديل شياطين الدعارة السياسية وقادة الاحزاب الكرتونية وتجار الحروب والازمات وأصحاب المشاريع الرخيصة والرهانات الخاسرة والافكار الضيقة على غرار كلمة الشيخ طفاح " مُطُووووونُة" في مسلسل همي همك .

لقد دفع الشعب اليمن ضريبة باهظة نتيجة تغييب العقل والتعصب الاعمى والفجور السياسي ومناخ الحرية والخروج الى ساحات الفوضى بعيداً عن الدستور والقانون والقرىن والحكمة والاخلاق في مطالب بعضها حق ومعظمها باطل كسواد الليل لكن مشروع الفوضى الخلاقة كان أكبر ومراكز القوى العابثة والطابور الخامس وجدت الفرصة في تنفيذ مخططات ذئاب الداخل وضباع الدول الاقليمة والدولية بالقضاء على الدولة اليمنية ، وبسط الشعب اليمني على البلاطة وكتم انفاسه وعصره كحبة الليمون دون رحمة عبر سياسة صناعة الازمات والجرع وجوع كلبك يتبعك وسيناريو تعميم الفقر والجوع والعطش وقطع الرواتب وارتفاع اسعار الغاز والنفط والديزل وتدمير التعليم وتفريغ المؤسسات من الموظفين وانعدام الخدمات وتهريب الاموال وبناء العقارات والسيطرة على البيوت التجارية في كل مدن اليمن تحت يافطة العدوان الذي اصبح يستننزف جميع القوى حتى آخر قطرة دم.

وماتدمير المؤسسات وهيكلة الجيش وقصف المصانع والمستشفيات ومخازن الاسلحة والطرقات والجسور والاتصالات وتقسيم الشوارع والاحياء وارهاب المواطن ،ودخول الحوثيين عمران وترحيب هادي بهم وسقوط صنعاء وتهريب هادي واستغلال السعودية الفرصة لشن الحرب وفرار الجنرال علي محسن في ثوب امرأة مع السفير السعودي وقصف العدوان السعودي والاماراتي والامريكي إلا دليلاً واضحاً على الدولة والوحدة والجيش والمنجزات اليمنية وتدمير القوة الصاروخية الضاربة والسيطرة على الثروات النفطية والموانئ والجزر ، عبر أدوات التجزئة وكل اطراف الصراع .

فهل يعي الشعب اليمني اننا اليوم امام عدوانين ، الاول يتمثل في الداخل اليمني والثاني في الدول الاقليمية الطامعة كالسعودية والامارات وقطر وإيران وتركيا وبريطانيا ، والحقيقة المرة التي لامجل فيها للشك ان جميع المتحاربين مجرد " مرتزقة " لدى امريكا للبقاء في مناصبهم إلا من رحم الله ، أو على الارجح شركات " مقاولة" لقتل الشعب اليمني وبيع السيادة ، واليمنيون مجرد " شقاة" بالاجر اليومي لانهم لوكانوا أحراراً لَحكَمُوا العقل وجلسوا على طاولة الحوار اليمني - اليمني وتوصول الى تسوية سياسية تحقن الدماء وتؤسس للسلام واعادة الدولة التي هي البيت الآمن لكل اليمنيين ، مهما كان ثمن التضحيات.

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس