بقلم/د.علي أحمد الديلمي
اثر الحروب دائما تبقي عالقة عند الكثير من الناس وهذا شئ طبيعي وأنة من الواجب علينا في ظل هذة الأوضاع التي تعيشها بلادنا ويشكو فيها الجميع من القبلية والسلالية والمذهبية والمناطقية والطائفية الي العمل على مكافحة العنصرية والتمييز بكل أشكالها ومحاربة هذة الظاهرة بنشر ثقافة وطنية تحترم القانون والإنجاز وتحارب العنصرية والتمييز بكافة أشكالها ومن أي طرف كان.

ولهذا أصبح من الضروري وضع الأنظمة والقوانين ألتي تحمي حقوق الجميع وتحقق العدالة والمساواة وتعاقب كل من يقوم بهذة الممارسات العنصرية من خلال مؤسسة القضاء والتعليم والإعلام الحر ورقابة المجتمع المدني وترسيخ ثقافة مجتمعية لدي معظم أبناء الشعب اليمني أن كل أنسان يمني تعرض لتمييز عنصري سواءباللفظ او عن طريق الاعتداء او المضايقة والأبعاد من العمل او الاعتداء الجسدي وغيرها فعلية أن لا يسكت ويقوم بالشكوي الي الجهات المختصة والقضاء والتشهير بمن مارس علية عنصرية وتمييز.

وفي سبيل الدفاع عن تماسك المجتمع يجب علينا جميعا محاربة العنصرية والتمييز وتعريف الجميع بحقوقهم وعدم السكوت علي من يقومون بهذة الممارسات وبالفعل فإن مكافحة العنصرية والتمييز مطلب أسلامي وحضاري وأنساني.

أن الدين الحنيف دعا إلى القضاء على كل الفوارق والطبقات وجعل الناس كلهم سواسية وأزال وأذاب الفوارق التي تقوم على أساس من الجنس أو العرق أو اللون فالعنصرية هي التفرقةُ والتمييز في المعاملة بين الناس على أساس من الجنس أو اللون أو اللغة أو الدين أو حتى المستوى الاجتماعي والطبقي.

أن الإسلام الحنيف أسس مبدأ التعايش بين جميع الأطياف والمذاهب المختلفة في إطار من العدل والمساواة والدعوة إلى التعارف والتعاون والبعد عن العنصرية وعمل على توطيد العلاقات السلمية بين الناس في الداخل والخارج.

ولأن الله تعالى جعل الناس مختلفين في أعراقهم وأنسابهم ولغاتهم وهو ما لا يد لهم فيه فإنه سبحانه بعدله لم يجعل شيئا من ذلك سببا من أسباب التفاضل والتمايز بينهم، بل أقام التفاضل بينهم على سبب هو من كسب أيديهم واختيارهم المعلن عنه في قوله تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 23].
كما أكدت أيضا معاهدة الامم المتحدة لإزالة كل اشكال التفرقة العنصرية سواء كان ذلك التمييز ناتجا عن الجنس أو العرق أو القدرات الشخصية أو غير ذلك والتي أنضمت إليها بلادنا وألتزمت بما جاء فيها.

وهنا لابد من توضيح بعض الأشياء التي يجب إيضاحها وأنا واثق من أن اليمن لايوجد بها مايحاول به بعض الكتاب والصحفيين في هذه الفتره من زرع الفتن العنصريه والطائفيه والأحكام والتهم التي يصدرونها علي بعض الفئات والمكونات اليمنيه بدون وجه حق وبهدف أستخدامها من أجل بعض المكاسب السياسيه والمادية.

لكن في حقيقة الامر وكما نعرف جميعا أن اليمنيين في الواقع تربطهم روابط دم وعلاقات نسب متداخله بين معظم القبائل والعائلات المختلفة وفي حقيقة الأمر فإن أستخدم سلاح العنصريه والطائفيه في التأثير علي الناس يخلق في نفوس الكثير بعض الكراهية لكن في حقيقة الامر يصعب علي من يحاولون تأجيج مثل هذا الصراع من سلخ الناس من داخل مجتماعاتهم التي ينتمون إليها وكل مايحدث أنهم يخلقون فجوة بين الناس تكون أثارها مدمره علي الجميع وعلى من يستخدمون هذه الأشياء في مواجهة خصومهم.

وأنا أري في حقيقة الامر أن الصراع في اليمن هو صراع سياسي وليس صراع عرقي أو طائفي ولكن جميع الأطراف تستخدم هذه الأبعاد من أجل حشد الناس في صفها وتحقيق مكاسب سياسيه علي حساب الخصوم وهي في ذلك تحاول الحفاظ على مصالحها بتخويف الناس من أي تغيير أوجديد بإستخدام خطاب العنصريه والكراهية.
العنصرية هذه الآفة الذي تؤدي إلى هلاك المجتمعات وتفكك أفرادها ليس من المستحيل القضاء عليها ولكن يتطلب الأمر الكثير من المجهود وقبل المجهود يجب أن يتحد جميع أفراد المجتمع على هدف واحد والعمل على التخلص من هذه الآفة تماماً ومن أهم الوسائل في محاربة العنصريه.

مساهمة جميع الناس في بناء الدوله المدنيه العادلة التي تحقق المساواة والعداله من خلال بناء مؤسسات تحمي جميع الناس بوجود قوانين وقضاء عادل وأعلام حر يساهم في توعية الناس بمخاطر العنصريه وأثارها السلبيه علي جميع الناس ويساهم في نشر ثقافة التعايش والمشاركه في أطار المجتمع الواحد والآثار الإيجابية لذلك من خلال تحفيز الأسرة علي غرس ثقافة القبول والتعايش بالاضافة الي أن من أهم الضمانات الأساسية لمحاربه العنصريه والتمييز هو في بناء تعليم و مؤسسات تعليميه تعمل علي زرع الأفكار الصحيحة في عقول ونفوس الأفراد وتوعية الأجيال على نبذ العنصرية ورفضها تماماً.

الحمدالله ان شعبنا اليمني من أكثر الشعوب تسامحاً وتعاطفاً ولكن يظل هناك بعض الجهلة وأصحاب المصالح القذرة االتي تحاول من وقت لأخر زرع الفتنه وبث خطاب الكراهية بين اليمنيين ندعو الله أن يوحد جهود الجميع في عدم السكوت عن هذة الممارسات الذي يقوم بها بعض الجهلة غير مدركين لمخاطرها علي جميع اليمنيين حفظ الله اليمن وأهلها جميعا.

والله من وراء القصد

سفير ودبلوماسي يمني

نقلاً عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس