بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي

جاء اتفاق الرياض لينهي الحرب بين المجلس الانتقالي والشرعية المتواجدة في الرياض وفي حقيقة الأمر أن اليمنيين أثبتو فشلهم بهذا الاتفاق في بناء نظام حكم يمكن أن يكون نموذجا تتصف ديموغرافياتها بالتعدديةكذلك شجع فشلهم في ممارسة الديموقراطية في عدم تقديم بديل لأنظمة سلطوية في منطقتنا العربية تقوم على الحزب الواحد او الطائفة الواحدة او العائلة الواحدة او العسكر

الخلاف حالياً بين اليمنيين على اشده واصبح العيش المشترك يزداد صعوية وبات البعض يراه مستحيلاً
هذه الأزمة سوف تستمر حتى بعد تشكيل الحكومه فالعلة لا تكمن في وجود مثل هذه الحكومة من عدمها وإنما في الأسس التي ترتكز عليها عملية الاختيار من جهة ومن الجهة الأخرى في نوعية القوى التي تلتئم وتتفق على أحقية تشكيل هذه الحكومة، فهذه القوى كلها أسيرة انتماءات ضيقة ومناطقية .

ان ما يحدث حالياً يهدد وحدة اليمن وأستقلاله لعل غياب القيادة القادرة علي ألادارة الصحيحة والشفافية والمحاسبة والمساءلة التي تتطلبها الانظمة الديموقراطية قد اوصل اليمن الى ما هو عليه في يومنا هذا لإن
الا تفاقات السياسية وتقاسم المناصب وحدها لا تصنع نظاماودولةديموقراطية في غياب الأسس القانونيه في بناء الدول

البعض يرجع الفشل إلي ان اليمن بحاجه إلى جيش وطني موحد لحمايه كامل التراب الوطني وحمايه مؤسسات الدوله في نفس الوقت الذي تعمل فيه معظم المكونات اليمنيه على تأسيس جيوش متعددة في الشمال والجنوب والساحل الغربي وغيرها وكل مكون من المكونات اليمنية استقوى بالخارج للهيمنة على المكونات الاخرى في الداخل وقد حدث ذلك في السابق ويحدث حالياً

هناك من يدّعي ان وجود الحوثي وجيشه جذب عداوات وعقوبات عربية وغربية عليه وعلى اليمن مما سرع في الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يدعي هؤلاء أيضا أن الحوثيين جلبو الويلات لليمن ويتهم هؤلاء الحوثيين بأنهم يشكلو الذراع العسكري للتمدد الايراني في جنوب الجزيرة ألعربيه وباب المندب و يتهمون ايضاً الحوثي بأنه صار له “دولته” الاجتماعية والاقتصادية في معظم
مناطق الشمال

وهناك من يدعي أن المجلس الانتقالي الجنوبي وجيشه ساهم في تدمير جيش الشرعيه وجلب الويلات والخراب لسكان المناطق الجنوبيه وبالأخص سكان عدن ويتهم هؤلاء المجلس الانتقالي الجنوبي بأنهم الأداة العسكريه التي تستخدمها دولة الامارات ألعربيه المتحدة في تنفيذ مخططاتها تجاه اليمن كما يتهمون المجلس الانتقالي الجنوبي بالعمل على أعلان دولة الجنوب والانفصال عن الجمهورية اليمنيه

وهناك من يدعي أن الشرعية قد سلمت جميع أدواتها لدول التحالف ولم تعد لديها القدرة على أتخاذ القرار وأصبحت هي المشكلة وليس الحل ويتحكم اليوم في أعمال الشرعيه مجموعه من الفاسدين الذين لايملكون عمل أي شئ يذكر غير الاستمرار في الفساد ونهب المال العام والحفاظ علي الشرعيه التي لم يعد يعترف بها غير المستفيدين منها غير مدركين أن دول التحالف والشعب اليمني قد فقد الثقة فيهم وفي أي عمل يقومون به

إن كل المحاولات التي تقوم بها دول التحالف تزيد من تعقيد جهود السعوديين في الحد من الأخطار والتهديدات التي يتوقعونها داخل اليمن وهذا يقودنا إلي أن الجهود التي تبذلها السعودية في سبيل إتفاق اليمنيين كبيره لكن ماتحقق هو مزيد من التفتيت والحروب الصغيرة التي تنذر بتعقد المشهد السياسي في أليمن أمام صانع القرار في المملكه ألعربيه السعوديه وبقاءها في اليمن لفتره طويله

اليمن حتى الآن لا يتمتع بكامل قواه السياسية المستقلة فهو حبيس التأثيرات الخارجية من جهة ومن جهة أخرى فإن نظام المحاصصة السياسيه الذي وضعه اتفاق الرياض لليمن هو قنبلة موقوته في الوقت الحالي قد ينذر بتفجر صراعات جديدة أكثر تعقيدا

القوى والأحزاب السياسية اليمنيه كلها من دون استثناء وجدت نفسها أسيرة نظام المحاصصة وعجزت لظروف وأسباب مختلفة عن مقاومة هذا النظام ولم تبادر إلى التخلص منه فبعض هذه القوى إن لم تكن كلها تقريبا وجدت في هذا النظام ملبيا لمصالحها الضيقة من دون أن تنتبه إلى أن تحقيق هذه المصالح الفئوية الضيقة سيكون على حساب المصالح الوطنية العليا لجميع اليمنيين ومن مختلف المكونات المجتمعية الأمر الذي وضع هذه الأحزاب والقوى في نفس الخانة التي تشكو منها .

مطلوب من جميع الأحزاب والمكونات في بلادنا وفي أي مرحله أن تجعل مصلحة اليمن فوق مصالح أحزابهم ومناطقهم وحصصهم من الوظائف العامة والمشاريع الكبرى وتدعو إلى القضاء على الفساد والمفسدين وإنهاء نظام المحصاصه والمناطقية في إدارة الدولة و يجب أن يعملو علي بناء يمن حرا مستقلا كامل السيادة يتعايش فيه كل اليمنيين

والله من وراء القصد

*سفير ودبلوماسي يمني

حول الموقع

سام برس