بقلم/ حسن الوريث
قال لي ابني وصديقي الصغير عبد الله مارايك ان نبدا سلسلة جديدة بعنوان صور عيدية نستعرض فيها قضايا مختلفة ومتنوعة ونحاول إيصال رسائل إلى من يهمه الأمر سواء في القيادة أو الحكومة والجهات المختصة وأيضا المواطنين ؟ اعجبتني الفكرة ووافقت على الفور وبينما نحن نتحاور إذ بالأخ الأصغر لعبد الله الولد علي حفظه الله وهو الذكي والمشاغب في أن واحد رغم سنه الصغير الذي لم يتجاوز أربع سنوات ونصف يقول .. اشتري لنا كبش مثل حق بيت الجيران .

كانت كلمات الولد علي عن الكبش هي الموضوع الذي اختاره صديقنا العزيز عبد الله ليكون أول موضوع في سلسلة صور عيدية وقال لي .. هل يمكن تحقيق أمنية اخي علي بشراء كبش العيد ؟ قلت له ياصغيري العزيز هذه الايام بصراحة ليس بمقدور أي موظف عادي شراء كبش العيد ولا حتى اي مواطن يستطيع ذلك وكانت العصفورة قد وصلت بعد أن توقف المطر حيث تشير الساعة إلى الرابعة عصرا وسمعت جزء من الحديث الذي دار بيننا وأرادت أن تشارك فيه وقالت لصديقنا العزيز.. 

اتعرف ان سعر أصغر كبش هذه الأيام سبعين الف ريال وهناك كباش تصل اسعارها إلى أكثر من ١٥٠ الف وتعرف أن الموظفين رواتبهم مقطوعة والنصف رأتب لن يكفي لأي شيء فمتطلبات العيد كثيرة وهناك ماهو أهم من الكبش فأنت واخوتك الصغار بحاجة إلى ملابس ومصاريف العيد لا يتحملها حتى خمسة رواتب .

قلت لصديقي العزيز وللعصفورة الان من سيقنع الولد علي لأنه مصمم جدا على أن يحصل على الكبش فتطوع عبد الله بإقناع علي بينما نكمل النقاش حول كبش العيد الذي صار من المستحيلات على الموظف المسكين والمغلوب على أمره وعلى المواطن الذي يعيش ظروف صعبة بسبب العدوان العسكري علي البلاد والحصار الاقتصادي وقطع الرواتب وبعد أن عاد صديقنا من مهمته ونجاحه في إقناع أخيه بأن الكبش ليس ضروريا مقابل أن يحصل على ملابس العيد فور استلام نصف الراتب الذي مازال في علم الغيب لأن بعض الجهات لم تستكمل عملها وتصرف لموظفيها ليتمكنوا من مواجهة بعض احتياجاتهم لأنه بالتأكيد لايكفي وكان الأمل في أن يتم صرف راتب كامل لكن حكومتنا مازالت بعيدة عن هموم الناس ولاندري من الذي يشير عليها بمثل هكذا أعمال وتصرفات .

قالت العصفورة وصديقنا العزيز عبد الله بلغ الجميع باننا سنبدأ من الغد جولات جديدة لرصد مظاهر العيد ونقلها لهم ولكن قبل ذلك فان رسالتنا للجميع ونصيحتنا لهم في هذه الايام المباركة بأن يتفقد كل منا جيرانه وأقاربه وان يسود التراحم والتعاطف الجميع وكل منا يساعد الاخر بقدر استطاعته رغم الظروف الصعبة وهي أيضا دعوة للأغنياء والميسورين بأن يساعدوا الفقراء والمساكين ويخففوا من معاناتهم وان يعملوا بمقتضيات ديننا الإسلامي الحنيف في مثل هذه المناسبات الدينية ..

وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير .

حول الموقع

سام برس