بقلم /عامر محمد الضبياني
قبل عدة أشهر كنا في حفل افتتاح المسابقة السنوية للسباحة الشتوية وكنت من ضمن الفريق المكلف بمرافقة الوفود، قضيت ثلاثة أيام معهم، واتذكر كلام أحد البريطانيين الذين تعرفت عليهم، قال أسمع عما يحدث في الشرق الأوسط واليمن تحديدا ومنصدم للغاية، لأنني لم أكن أتوقع ان هناك بشر في القرن الواحد والعشرين يحملون السلاح ويقتلون بعضهم بعضها، وقبلها قال بروفيسور صينى انتم اليمنيين أغبياء أضعتم الوحدة وهي أكبر كنز، اعتبروا منا الصينيين لولا توحدنا ورمينا الخلافات وراء ظهورنا ما تقدمنا خطوة رغم المأسي والمجازر التي ارتكبت بحقنا على مختلف العصور.

واليوم زرت اثنين طلبة أفارقة تعرضوا لحادث الأسبوع الماضي، ولما وصلت غرفة الطالب الأول "داوود" صاحب ليبيريا سألني الصينيين الموجودين في الغرفة من اين انت؟ معجبين ومستغربين لزيارة شخص أبيض لشخص أسود لا تربطهم اي علاقة اجتماعية او دينية سوى انهم طلبة في نفس الجامعة خصوصا بعد ان عرفوا انهم مسيحيين وانا مسلم. قلت لهم عربي، قالوا من أي بلد، قلت (((اليمن)))؛ رد أحدهم بسخافة وقلة حياء انها بلد سيئة تعيش حروب من عشر سنوات.. الخ، التفت الى الجانب الآخر وسويت نفسي ما فهمت ايش قال والقلب يتحسر دما وشفت حينها نظرة الشفقة في عيون الليبيري الذي يعرف الصينية جيدا.

غادرت الغرفة الأولى الى الغرفة الثانية لزيارة النيجيرية "جين" لاتفاجئ بصينيين حشرين في غرفتها مرافقين مرضى صينيين يسألوني نفس السؤال، من اين انت؟ عملت نفسي ما سمعت، ردت عليهم "جين": البووو رن (بمعنى عربي). سأل احدهم نفس سؤال السابق من اي بلد؟ ليثبت لنا بانه ذكي ويعرف ان الدول العربية كثيرة وانه فاهم في مثل هكذا معلومات.. وقبل ان تفتح "جين" فمها لتقول من اليمن، قلت من عمان. شاهدت على ملامح "جين" بعض الاستغراب، اقتربت منها وهمست لها بالقول يا جين هي عمان نفسها اليمن، وصدقت ذلك لان عمان ليست دولة مشهورة.

حول الموقع

سام برس