بقلم/ يونس الحكيم
في مايو الاغر من العام الحالي قامتا بارجتين إمارتين بالتحرك من خليج عدن مرورا بمضيق باب المندب عابرتا البحر الاحمر بإتجاه خليج العقبة او خليج إيلات كمايسمونه بالعبرية وعند وصولهما قامتا بإطلاق عشرات الصورايخ نوع كروز على أهداف عسكرية إسرائيلية ومنشأت حيوية هامة داخل العمق الإسرائيلي وأسفر الهجوم المباغت عن تدمير شبه كلي لعشرات المواقع المستهدفة بينها مواقع حيوية هامة وجاء هذا الهجوم المباغت والمفاجئ ردا على جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة بحق الفلسطينيين العزل.

وتسبب الهجوم الغير متوقع في إرباك الخطوط الدفاعية والهجومية لجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي عجز عن المحاولة بالقيام باي رد سوى بعض المحاولات الخجولة لسلاح الجو الإسرائيلي بإستهداف البارجتين ومحاولة تدميرهما إلا إنه فشل رغم إلحاقه ببعض الاضرار الجزئية بإحدى البارجتين والتي تمكنتا من العودة إلى مقربة من جزيرة ميون اليمنية التي تتخذها دولة الامارات قاعدة عسكرية لها.

ولاقا هذا الهجوم البحري الإمارتي المباغت على العمق الإسرائيلي داخل الاراضي المحتلة ترحيب رسمي وشعبي إسلامي وعربي كبير وخرجت العديد من مسيرات شعبية في عدد من العواصم تأييداً لذلك،وحمل البعض صور لولي عهد أبو ظبي ولافتات تشيد بشجاعته وإستبساله ووصفه البعض بسلطان العرب.

ومن جانب اخر نددت بعض القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بالهجمات البحرية الإمارتية على إسرائيل وإعتبراه البعض منهم تصعيد خطير في المنطقة وحملا الإمارات المسؤلية المترتبة عليه في حين وقفت كثير من الدول العظمى كروسيا والصين وكذا الهند وكوريا الشمالية وباكستان وتركيا وجميع الدول العربية في صف الإمارتين معتبرين ماقامت به الامارات يندرج في إطار الرد الشرعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي على مدار عقود بحق الشعب الفلسطيني الأعزل .

ما حدا بالامريكان وحلفائهم بالمسارعة في إنقاذ حليفتهم إسرائيل عبر عقد لقاءات عدة وحراك دبلوماسي مكثف أسفر عن توصل الجانبين(الامارتي والاسرائيلي) بمباركة دولية إلى عقد إتفاق سلام تاريخي في منتصف شهر إغسطس الحالي يتضمن إحلال السلام الدائم والشامل في المنطقة مبني على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة في الصراع (العربي- الإسرائيلي) وإنسحاب إسرائيل من أراضي ماقبل 67م وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل ترابها وعاصمتها القدس الشريف وفقا لمبادرة السلام العربي المطروحة على الطاولة منذ قمة بيروت من العام 2002م .

صدقوني لا اجد تفسير لتوقيع إتفاق السلام بين الامارات العبرية وإسرائيل والذي تم التوصل اليه منتصف الشهر الجاري والذي اعلن عنه الرئيس الامريكي ترامب غير هذا الكلام.

حول الموقع

سام برس