جميل مفرح
تحدثنا قبل أيام حول معضلة - قضية - آفة التهريب التي شهدها الوطن ومايزال يشهدها طبعاً.. تلك القضية، وذلك التهريب كانا بخصوص الأسلحة التي بدأت تتدفق إلى داخل الوطن والتي نجحت أجهزة الأمن في ترصد البعض منها والإيقاع بها

، وكان تساؤلنا حول ما وصلت إليه الأجهزة الأمنية في تحقيقاتها وكيفيات وطرق محاربتها والحد منها، كما كنا طالبنا بأن يكون المواطن اليمني على معرفة واطلاع بما توصلت إليه التحقيقات والإجراءات الأمنية والرسمية تجاه كل ذلك العبث المخيف.. فكما كان من حقه أن يحصل على تسريبات أخبار تلك الشحنات المضبوطة، من حقه أيضاً أن يعرف ما جرى ويجري تجاهها وتجاه قضية أمنه وسلامته.
هذا الأسبوع أيضاً وللمرة الثانية نتحدث ونتساءل ونناشد ونندد ونشجب ونستخدم كل وسائل الرفض ونحن نتوقف عند قضية التهريب لأنها في موضوع اليوم اختلفت في معاييرها وشكلها وطرقها وسلعتها أيضاً.. فلم تعد قضية تهريب أسلحة وصوماليين إلى الداخل ولا هي تهريب قات وخضروات وفواكه وربما «شمة» إلى الخارج.. وإنما تهريب بشر وأي بشر؟! إنها قضية تهريب الأطفال، وهي القضية التي طبعاً تم تسريب أخبارها بطريقة أو بأخرى إلى المواطن الذي بات يعيش رعباً جديداً تمثل في التفكير والتخوف من هذه القضية وأضحى مع إعلان كل عملية مضبوطة يتخيل لو أن ابنه أو ابنته كان أو كانت ضمن تلك السلع التجارية الجديدة!!
طبعاً حصل المواطن على المعلومة المخيفة ولكن ماذا عن المعلومة التي قد تبدد ذلك الخوف أو تحد منه على الأقل؟! والمتعلقة بالتصريحات الرسمية وأجهزة الأمن وما اتخذ أو يتخذ في الوقت الحالي جراء وتجاه قضية كهذه؟!
إنه الرعب في أقصى مستوياته والبشاعة في أدنى طرقها أن يتحول فلذات أكبادنا إلى سلعة يتاجر بها أولئك المرتزقة عديمو الإنسانية والضمير والأمانة.. إلى هنا ويكفي يا أجهزة الأمن ياحكومة يادولة!! ماذا ننتظر بعد؟! وما الذي ستنذر به الأيام القادمة من بشاعة أبلغ من هذا؟! إلى هنا ويكفي صمتاً وسلبية وعلى كل مسؤول أو معنٍ بالأمر أن يتخيل لو أن ابنته أو ابنه كان أحد ضحايا هذه العمليات البشعة فالضحايا أيضاً أبناؤنا أبناؤكم أبناء هذا الوطن ولا يجوز السكوت جراء ما يجري في حقهم بهذه الطريقة المجانبة للبشرية.

حول الموقع

سام برس