بقلم/ معاذ الخميسي
تسع سنوات منذ أن رمى الاستاذ علي ناجي الرعوي استقالته من رئاسة مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر ورئاسة التحرير ومازال الحب له ولقلبه الأبيض جارفاً ومميزاً ومنفرداً لأنه لم يكره ولم يحقد ولم يتعامل طوال 12 عاماً سوى بالحب والمهنية والبساطة والتواضع والنبل والأخلاق الكريمة والترفع والعلو والسمو عن الصغائر وسفاسف الأمور

12 عاماً لم يجرح فيها قلب أحد..ولم يتعالى على أحد..ولم يميز أي موظف عن الآخر..ولم يتعامل بأي تعصب أو عنصرية أو أحقاد وضغائن..ولم يكن فيها سوى الأخ لكل الموظفين..والأستاذ المربي والمعلم لكل الصحافيين..والإنسان المحب للجميع دون استثناء

مع ذلك كله..وبعد 12 عاماً من النجاح والتطور والتألق..ومن القفزات الهائلة التي لم تشهدها مؤسسة الثورة للصحافة على الأطلاق إلا في عهده..وبعد أن أصبحت المؤسسة ومطبوعاتها صحيفة الثورة وصحيفة الرياضة وصحيفة الوحدة في أفضل وأقوى مراحلها ..

وبعد أن صار سقف الحريات مفتوحاً للنقد في الصحيفة الأولى في اليمن..وأصبح كل الوزراء والمسئولين عرضة للإنتقاد دون أن تتدخل رئاسة الدولة ولا الحكومة..وبعد أن حققت مؤسسة الثورة أعلى إيرادات لم تحققها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بكل قنواتها واذاعاتها..ووصلت إلى قرابة المليارين..بعد ذلك كله..قفز قلة من الزملاء المستعجلين لاغلاق بوابة المؤسسة في إطار مخطط (إسقاط النظام) في العام 2011م في الوقت الذي كانت فيه المستحقات المالية التي تصرف للصحفيين تتنوع وتتكاثر من مرتب إلى إضافي وبدل مواصلات وبدل عودة وبدل مناوبة وإنتاج فكري ومكافآت أخرى..ليأتي ثوار(اسقاط النظام) ليسقطوا النظام بالفعل بل وكل شيء جميل..!!

بعد ذلك..لم يتوقف الاستاذ علي ناجي الرعوي لحظة..ولم يتراجع عن تقديم استقالته وبدلاً من أن يتوجه إلى المؤسسة ويقتلع الذين أغلقوا الباب توجه إلى مكتب وزير الاعلام وقدم استقالته وعاد إلى منزله ويرغم كثرة الوساطات لأن يلبي طلب الرئاسة في العام 2012م ويعود لرئاسة المؤسسة إلا أنه رفض وتمسك بقناعته بأن أجواء اصحاب (اسقاط النظام) لا تساعد وصعب ان يعود في ظل تعميم ذلك المخطط الذي اسقط ومسح النظام تماماً..!

اليوم وبعد تسع سنوات من تركه للصحيفة جاءت مناسبة زفاف نجله أسامه لتحيي في نفوسنا ذكريات الزمن الجميل الذي لا يمكن أن يتكرر..لتعيد للقلوب نبض الحب والنقاء والوفاء..وصالة العرس ممتلئة عصراً ومساءُ إلى قرب الفجر..وكل الموجودين يحملون له الحب وكل الوفاء..!

التقيت بالكثير من زملائي بالصحيفة وتسلل الدمع فرحاً بهم وحزناً والماً على ضياع سنوات العشق الصحفي والسهر والتعب اللذيذ والحب الذي لا يشبهه أي حب آخر..وعلى انهيار القيم والمباديء..وعلى حال الغالبية من الزملاء الذين طحنتهم الحياة..وأذاقتهم مرارة البحث عن لقمة العيش..دون ان يجدوه..!

رأيت اليوم في عيونهم أجمل وأحلى وأغلى سنوات العمر..ولو كان بوسعي أن أجمعهم من جديد في عمل صحافي وإصدار يومي لما تأخرت..فهم أكثر من زملاء وأقرب من أخوة..وقد جمعتنا الساعات الطويلة والأيام والشهور والسنين..!!

يكفي أن العرس جمع الأحبة..وأعاد للأذهان..أجمل سنوات العمر..وأحلى الذكريات..وصاغ من جديد دفء الحب وعظمة الوفاء في أتعس وأصعب الأوقات..!

حول الموقع

سام برس