بقلم/د.علي أحمد الديلمي


تمر اليمن في هذة المرحلة في حالة فشل كامل بسبب تقاسم السلطة بين الأحزاب السياسية التي لم تعمل أي شئ في بناء الدولة وتحسين أوضاع الناس وتعمل هذة الأحزاب على أستمرار الحرب من أجل مصالحها وعدم رغبتها في ممارسة الديمقراطية وتمكين الشباب اليمني من قيادة الدولة


أصبح اليوم من المهم أن يدرك شباب اليمن أن على عاتقهم مسؤولية تاريخية وعليهم العمل بوتيرة متسارعة في تنظيم أنفسهم وأعلان أهدافهم في ماذا يريدون وماهو المستقبل الذي يرغبون أن يعملو من أجلة


شارك الشباب في ثورة ٢٠١١ وكان حلم شباب اليمن هو بناء الدولة المدنية الحديثة التي يسودها العدل والقانون والمساواة وكان الشباب هم أداة الثورة وسبب نجاحها لكن قفزت الأحزاب السياسية مع بداية قيام الثورة وتم عسكرة هذة الثورة وأختطفت الأحزاب طموح الشباب وسرقت ثورتهم وكانت تفكر بمصلحتها وعندما دخلو السلطة أختلفو وبداءو يقتسمون الوظائف العامة بحجة أنة تم إقصائهم من قبل النظام السابق وبداءت الأحزاب الثلاثة الاصلاح والاشتراكي والناصري في سرقة ثورة الشباب وساهمت في إفشال أهداف ثورة الشباب في بناء دولة ديمقراطية مدنية عادلة ذات قضاء مستقل


كما أن الأحزاب السياسية قدمت نموذج أسواء من النظام السابق في ممارسة الفساد وأقتسام وظائف الدولة ولم تكن قدوة في العمل السياسي وبسبب هذة الممارسات وصل اليمن إلي ماهو علية اليوم سلمت كل القوى السياسية في اليمن أمورها إلي الأدوات الخارجية وأصبحت رهينة لديها ولم تعد قادرة على عمل أي شئ يذكر للوطن وللشعب وكل هم قيادتها هو مصالحهم والأموال ألتي يحصلون عليها من الخارج فلا يوجد لديهم أي مشاريع وطنية أوحلول لوقف الحرب والاتفاق فيما بينهم من أجل اليمن

اليمن في ظل فشل هذة القوي وتبعيتها لايمكن أن تستقر إلا إذا بداء شباب اليمن في تنظيم أنفسهم وأعلان أهدافهم ومشروعهم الوطني لدولة ديمقراطية عادلة تستوعب كل اليمنيين ومشاربهم السياسية والمناطقية والمذهبية

إن شباب اليمن ليس لديهم العقد والأمراض الاجتماعية والعنصرية التي ظلت تحكم اليمن وعملت الأحزاب علي تغذية هذة الأمراض والعقد من أجل مصالحها وأستحوذاها على مقدارت الدولة وأفسدت كل شئ

لذا فإنّ أي مجتمع يجب أن يفتخر بشبابه لأنهم الرئة النقية التي يتنفس منها الشباب المؤهل بالعلم والمعرفة الطموح القادر على الآخذ بزمام المبادرة المثقف الواعي الحريص علي قضايا وطنة

إنّ الشباب هم عنصر الحيوية والعطاء في المجتمع فإنّ هذه الخصائص ترشّحهم ليكونوا طليعة التغيير ورُواد كلّ جديدذلك أنّه يغلب على عنصر الشباب الميل للتغيير وعدم الرضا بالقديم والبحث عن الجديد ومن هنا فإنّ وقود التغيير يعتمد أساساً على حماسة الشباب وصلابة إرادتهم فهم فرسان التغيير القادرون على إحداث نقلة نوعية في مستقبل هذا الوطن وتحقيق الغد المشرق لأجياله المقبلة

فشباب اليوم هم قادة الغد أداة التغيير الإيجابي ومبتكرو الأفكار الخلاقة ومن ثم تعتبر مشاركة الشباب اليمني في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ضرورة ملحة باعتبارهم عنصرا فاعلا في إخراج اليمن من أزمتها الحالية من خلال المطالبة بوقف الحرب وحقهم في الحياة والمشاركة في بناء الدولة المدنية العادلة الديمقراطية التي تحقق المساواة لكل اليمنيين


اذا أستطاع شباب اليمن من خلال تنظيم أنفسهم وإيصال صوتهم إلى دول الإقليم والعالم فإن الجميع سيكون مجبر علي التعامل معهم وسماع صوتهم مادام أن هدفهم هو دولة قوية ديمقراطية عادلة تحافظ على مصالح اليمن والأخرين في الأخير كل مايهم الجميع هو أستقرار مصالحهم وعدم تهديدها

شباب اليمن يبحث عن فرص عمل ويشعر بالإحباط واذا لم يتمكن من التغيير وإعطائهم الفرصة ستبرز مشكلة حقيقية قد تستمر لعقود

إننا بحاجة ماسة لدور شبابي قوي يعبر عن الشباب اليمني وروحه الوطنية العالية فمسؤولية بناء الوطن وتحقيق التنمية الشاملة واجبة على كل فرد وكل مواطن يتحمل جزءا من المسؤولية. وعلي عاتق الشباب يكون الدور الأكبر في بناء الوطن والمستقبل فيجب أن يكون دورهم فعالا في بناء السلام ووقف الحرب وحل النزاعات ومكافحة التطرف

نسمع كل يوم وشهر عن مبادرات للسلام والوفاق أحيانا ممولة من أحزاب سياسة وأخري من دول مهتمة بما يجري في اليمن فهل قادم الأيام تكسر القاعدة ويكون شباب اليمن هم أصحاب المبادرة من أجل التغيير

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس