سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
احتفالية ثقافية كبرى بدار الثقافة السليمانية لدعم الاصدارات الجديدة و حركة النشر و ثقافة الكتاب :
تقديم الكتب و قراءات شعرية و حوارات للنهوض بواقع الكتاب التونسي و التحفيز على النشر...

في أجواء احتفائية كبرى و بحضور جمع كبير من أهل القلم و الآداب و الابداع الثقافي و جمهور و رواد الفضاء و باشراف المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بتونس شاكر الشيخي نظمت دار الثقافة السليمانية تظاهرة ثقافية ممتازة هي " يوم الاصدارات الجديدة " و ذلك يوم الخميس 17 ديسمبر الجاري و بالتعاون مع جمعية ابن عرفة و اتحاد الكتاب التونسيين و بيت الشعر التونسي و المنظمة الوطنية التونسية لأخصائي علوم التغذية .
و تضمنت الفعالية حصصا للقراءات الشعرية و المداخلات المتصل بتقديم الاصدارات الجديدة و الموسيقى و غداء على شرف المشاركين و دامت الأنشطة يوما كاملا استمتع فيه الضيوف و متابعو البرنامج بباقات من القصائد لعدد كبير من الشعراء فضلا عن استعراض عدد من الاصدارات الجديدة و تابعت هذا اليوم الاعلامية سماح قصدالله باذاعة تونس الثقافية نقطة الضوء الفريدة في تونس اليوم من حيث المتابعات الجادة للاعتمال الثقافي الوطني.و أشار مدير دار الثقافة السليمانية صابر قاقي الى أهمية هذه الفعالية في دعم الكتاب و التشجيع على النشر و اصدار الابداعات المكتوبة شاكرا الأطراف المساهمة في هذه التظاهرة التي حضرها و ساهم في أنشطتها الشاعر أحمد شاكر بن ضية مدير بيت الشعر التونسي و الشاعر سوف عبيد مدير حمعية ابن عرفة كما حضر الشاعر فريد السعيداني مدير دار الثقافة المغاربية ابن خلدون و سهام بالتومي مديرة نادي الطاهر الحداد و القاصة نجيبة الهمامي .. من بين المشاركين و المتابعين الأستاذ محمد بن رجب الناقد الثقافي المتابع منذ السبعينات للمشهد الأدبي التونسي حضورا و كتابة و خاصة على أعمدة جريدة الصباح العريقة ثم جريدة الصدي و قال عن الفعالية ما يلي " ... عدد مهم من الكتاب أصحاب الكتب الجديدة منهم سلافة القرافي.. سامي الذيبي.. سنيا عبد اللطيف.. منير الوسلاتي.. زهرة الحواشي.. محمد بليغ التركي.. عمر السعيدي.. على سعدالله.... ثريا دويش... كما حضرت الإعلامية المبدعة سماح قصدالله التي تهتم بالشأن الثقافي.. وهي منغرسة فيه ولها فيه نصيب كبير بصالونها الثقافي خارج عملها التنشيط في الإذاعة الثقافية التي برزت فيها بعدة انتاجات.. وصوتها صداح في برنامج المقهى الثقافي. والملفت للنظر أن اغلب المشاركين بمؤلفاتهم هم من النساء.. وكأن النساء تعشن مرحلة التحدي الكبرى فقد اصبحن تملأن الفضاءات الثقافية التي كادت تكون قبل بضعة سنوات حكرا علي الذكور.. فقد كنت الاحظ ذلك في الندوات والأمسيات الشعرية واليوم أصبحت الظاهرة عامة ففي الرواية مثلا سجلت شخصيا صدور هذه السنة اكثر من عشرين رواية لكاتبات جلهن شابات .. وهي حركة مهمة..ولن تنحسر لأنها حركة نضالية لإثبات الذات بعد دهر من التعسف عليهن لتراكمات ما أنزل الله بها من سلطان.. إنما نزل بها المجتمع الذكوري منذ آلاف السنين ولم يغير ذلك الا الابداع والنضال المستمر الذي دام طويلا.ولا بد من الإشارة الى أن عددا من أحفاد ابن عرفة الورغمي كانوا حاضرين هنا.. بكتبهم أيضا.. وقد تجشموا السفر الطويل المتعب.. جاؤوا من جهة غمراسن.. وقبلي.. ورغم التعب كانوا سعداء خصوصا وأنهم بحضورهم يعطون شحنة لجمعيتهم التي تحمل اسم واحد من رجالاتهم التاريخيين ابن عرفة الذي عاصر ابن خلدون وكانت بينهما اختلافات في الفكر بلغت حد المشاحنات التي تركت آثارها في الفكر التونسي.. المحب للجدل.ودون إطالة أعيد القول بأني سعيد جدا بهذا اللقاء الذي شاركت فيه.. وقد وجدت جل الحاضرين من الذين عرفتهم.. عن كثب.. فيهم من كان رفيق رحلة العمر مثل سوف عبيد وأحمد جليد وفيهم من قدمت لهم يد المساعدة والتشجيع والدعم بصفتي الإعلامية أو بصفتي كنت مؤسسا ومديرا ومنشطا لعدة تظاهرات ثقافية وأدبية خاصة منها المهرجان الوطني للأدباء الناشئين بحي الزهور ومهرجان الأدباء الشبان بقليبية... وجوه هي عندي أليفة.. وجوه مبدعة.. أحبهم... لكن أيضا هناك وجوه لا أعرفها الا من خلال الفايسبوك.. سعدت بهم هم أيضا بل كنت أسعد لما يأتي من يقول لي أنت صديقي.. وأتابعك وأعرفك من سنين لكني لم أتمكن من أن اعرفك مباشرة الا الآن وهنا.. وهذه من مكاسب هذه الإحتفالية وأتمنى لهم جميعا المزيد من التألق والنجاح. والمزيد من الإصدارات لإثراء الحياة الثقافية في تونس و في البلاد العربية ولم لا في العالم فالكاتب يتوجه بابداعاته الى الإنسانية عادة...وأريد ان انهي هذا المقال بمعلومة مهمة هي أني عشت عدة مراحل مع الكتاب..ففي الستينيات من القرن الماضي لم أكن أجد الكتاب التونسي واقبل على الكتاب المصري او اللبناني... وأنا في الابتدائي والثانوي..وفي الجامعة أصبحت اعيش بأمل صدور كتاب تونسي في السنة.. ولما انطلقت في العمل الصحفي أصبح الكتاب حدثا.. قد نرى كتابا كل شهر...ومع الثمانينات أصبحت الكتب تصدر كل أسبوع.وها اننا نعيش اليوم مع فترة الازدهار.. وأصبحنا نرى في اليوم الواحد عدة كتب تصدر.. وعدة دور نشر تشتغل...

ليصدر في تونس كل دقيقة كتاب.. فأهلا وسهلا به.. لكني ايضا اقول لنقرا الكتاب.. لنشجع أبناءنا على قراءة الكتاب.. لنفتح كل الأفق أمام الكتاب وأمام مؤلفيه... وعلى كل فبمثل هذه التظاهرات الثقافية يتطور الكتاب ويسعد المبدعون..."...و قدمت التظاهرة عبر الساهرين عليها في أدب و طرافة كالتالي "..يوم الإصدارات الجديدة...مجال ثقافي بمثابة يوم للاحتفاء بالكتب الصادرة في سنة 2020 و مناسبة لتقديمها بحضور أصحابها وقد قرأ الشعراء الحاضرون نصوصا جديدة أيضا فكان يوم أدب باِمتياز...ومع الأدب مأدبة غداء دسمة بما لذّ وطاب مع الكسكسي واللحم واللبن... و كانت المأدبة مساهمةَ المنظمة الوطنية لأخصّائِيي التغذية وفي الصّباح كان الاِستقبال بفطائر العسل وبين هذا وذلك الدقلة والحليب ....فصحّة وبالشفاء وهنيئا مريئا بالمأدبة المتنوعة وكذلك بالأدب شعرا وقصة ورواية ودراسات بالعربية وبالتونسية الجميلة وبالفرنسية والإنقليزية أيضا...أما بالنسبة لمن غاب فمرحبا به في المرة القادمة...إن شاء الله...". هذا نشاط بدار الثقافة السليمانية داعم للثقافة و منها ثقافة الكتاب و اقتراحاته الجمالية و الأدبية و الفكرية و الثقافي..فعالية تنتصر للكتاب في فسحة بين الابداع و الامتاع و المؤانسة زمن الضجيج و الفوضى.

حول الموقع

سام برس