سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
الفنانة التشكيلية دليلة أيوب : متعة الفن حيث السفر بين المشاهد و الأمكنة و الوجوه حيث الجوهري و الأصيل
المدينة و المرأة و التقاليد و غيرها... عوالم شتى تكشف ما بها من جمال و بهاء..

الرسم و التلوين و القول بالفن عموما من عناوين الذات الحالمة وهي تنشد دروبها في هذه الحياة نحتا للقيمة و تقصدا للجميل الكامن في الانسان ..هكذا نمضي مع عوالم الفنانة التشكيلية دليلة أيوب و هي ترسم حيزا من دواخلها و ما ترنو اليه ..

تنوعت تلويناتها حيث اللوحات المفتوحة على عوالم شتى تكشف ما بها من جمال و بهاء.
من قرطاج الجمال و الاطلالة على الأزرق حيث جبل بوقرنين ..الأزهار اليانعة في حمرتها و السماء في بهائها العارم..حوار المكانين قرطاج و حمام الأنف و الصدى خضرة تونس و سحرها الأخاذ..
المدينة في تجلياتها حيث القباب و الصومعة و ما يشي بالحي العربي التقليدي و ما يشي بالحنين يقوله ضوء القناديل و الشبابيك ..مشهدية حالمة بالجمال المبثوث في كون المدينة التونسية الفاتنة في ثرائها المعماري و الحضاري..

الأقواس و الأبواب و بقية العناصر و التفاصيل في المدينة العتيقة العامرة بالتواريخ و الشجن و البهجة و الأحوال في تنوعها حيث الموسيقى الساطعة من الأنوار وهي تغمر عالم المدينة ..هي حكاية أخرى ترويها الأقواس و الأزقة و الجدران بكثير من الوجد..و الآه.
المعمار التونسي بين لونين من السحر و الجمال ..القول بالمدينة تسرد حيزا من خضرة أيامها و زرقة أحلامها و فسحة النور تكشف البياض المدهش للمنازل و البيوت في ما يشبه العنوان الدال على العراقة و الجذور..
النساء في لباسهن الملون بالبياض و هيئات من الرجاء و الانتظار..ثلاث نساء يغمرهن شيء من الذكرى حيث الفن ذهاب باتجاه الكائن في حالاته المتعددة يمنحه نظرا و تأملا و تأويلا..
المرأة في تعدد وجوهها الطافحة بالزينة..المرأة في لباسها التقليدي التونسي ..المرأة تعد الكسكسي و هي في لباس تونسي أصيل متنوع من جهة الى أخرى بحسب خصوصياتها التقليدية..

باقات الورود و الأزهار في جمال ألوانها و تناسقها..المرأة حاملة الجرة..المرأة وهي ترقص..المرأة على المنسج..وهكذا المرأة في تجلياتها المتعددة لونيا و جماليا و ثقافيا الى جانب المشاهد الأخرى حيث الرسم لعبة الدواخل تجاه الآخر و العالم المحيط في ضروب من الرغبة و الحنين و الحلم و الأمل..
هكذا هي عوالم الفنانة التشكيلية دليلة أيوب التي ترسم و تقول بالتلوين للتعبير عن كيانها في عالم تحلم بتحويله الى علبة تلوين تماما كالأطفال في براءتهم .
الفن عندها لغة مفعمة بالجمال لابراز ما هو كامن في الذات من حنين اخاذ تنشط معه الذاكرة تجاه الأمكنة بحميمية تفاصيلها و جمالها في عالم تغيرت فيه القيم ليسود ما هو سطحي و فاقد للعمق و الأصالة .
الفنانة دليلة أيوب في هذه التجربة تحملنا الى عالمها هذا و هي تنشد جوهر الأشياء و ما به تبرز القيمة كعنوان لافت زمن السقوط و العولمة و التداعيات المربكة..

انها متعة الفن حيث السفر بين المشاهد و الأمكنة و الوجوه في امتلاء بما هو جوهري و أصيل حيث المدينة و المرأة و التقاليد و غيرها عناصر قول و تلوين و جمال تعلي من شأنها الفنانة دليلة أيوب في هذا النشاط الفني التشكيلي الذي تعمل عليه من سنوات.

حول الموقع

سام برس