سام برس / تونس/ شمس الدين العوني
لمسات فنية مخصوصة منها الطبيعة الميتة والبورتريهات لنخبة من مبدعي تونس..

الرسم و التلوين من ضروب القول بالذات في تماهيها الجمالي مع الموجود و المبثوث في العناصر و التفاصيل ..هكذا هي لعبة الفن الجميل في مسيرة الفنان و هو ينشد الامساك بشيء من الحلم يعلي من شأن الجمال في عوالم تشهد انحدارها المعولم .

الفن عند صاحبنا و هنا تلمسات البدايات حيث الطفولة اليانعة و حلم بالابداع و الابتكار و الوصول بالتلوين الى سرد آخر لسير الرموز في الفن و الآداب و شتى ضروب الثقافة و الفكر.
المنصف الرياحي رسام تونسي مقيم لسنوات بايطاليا سافر مبكرا مع الفن التشكيلي ينهل من أمنيات دفينة بجمع الفنانين و المثقفين و المبدعين التونسيين قديما و حديثا في معرض فني استذكارا لانتاجاتهم و تثمين آثارهم و القول بالثقافة حيزا مهما في حياة الناس و الشعوب و الأمم..هو لم يقتصر على هذا الجانب في مواضيع لوحاته بل انه رسم الطبيعة الميتة و أنجز لوحة الموناليزا باللباس التقليدي التونسي و غير ذلك.
و عن تجربته يقول الفنان التشكيلي المنصف الرياحي "...مسيريتي الفنية في الحقيقة انطلفت قبيل دخولي المدرسة حيث كان يناولني أشقائي خلال عطلة الصيف بعض الأوراق كراساتهم وأقلام الزينة لكي أرسم بعد أن لاحظوا هيامي بالتلوين و براعاتي في الرسم وكان اخي الرسام المعروف نورالدين الرياحي مغرم بالرسم آنذاك و هو الذي جعلني مثله في الولع بالرسم و دخلت للمدرسة في ريف من ارياف العروسة ببوجليدة بالشمال الغربي و تحديدا ولاية سليانة اكتشفني المربون و رأوا أنني سوف أكون رساما في يوم ما و شجعوني و في السنة الخامسة طلب المعلمون مني رسم بورتريه للزعيم بورقيبة للمشاركة به في ولاية سليانة فرسمته وأعجبهم ...للأف كانت ظروفنا صعبة فانقطعت عن التعليم و تركت الرسم و اقتصرت على رسم بعض اللافتات الاشهارية للمحلات التجارية و للبلدية فقط بعد ذلك سافرت الى ايطاليا و انتدبت بشركة صيانة المصاعد الكهربائية و تعلمت المهنة وكلفتني الشركة و لمدة طويلة بالعمل في متحف بروما اسمه الكامبيدوليو Campidoglio و فيه اعمال كبار الرسامين ...عندها عاد لي حب الرسم و الشغف بالفن التشكيلي و صرت أرسم و الى الآن...".
هو فنان موهوب في وفائه لتفاصيل الشخصية التي يرسمها سواء كانت لأديب أو فنان وهذا ما عززه عمله لفترة بالمتحف المذكور ليلمس جوانب كثيرة في ابداعات الفنانين التشكيليين العالميين و منهم بالخصوص ميكائيل أنجلو و ليوناردو دافنتشي و ديتوكارافاتجو - Michel angelo / Detto Caravaggio ..

لوحات المنصف الرياحي فيها لمسات فنية مخصوصة منها التعاطي جماليا مع الطبيعة الميتة لتبرز الغلال في سحر تلويني وفق تصور الفنان كما تعددت لوحات البورتريهات مستذكرة نخبة من مبدعي تونس منهم الشاعر أبو القاسم الشابي و الأديب محمد البشروش و الكتاب الحبيب السالمي والبشير خريف ومحمود المسعدي وعروسية النالوتي و هشام جعيّط و توفيق بكار ...و غيرهم.

هذه فسحة في عوالم الفنان التشكيلي المقيم بايطاليا المنصف الرياحي الذي يسعى لاقامة معرض كبير في تونس بعد معرضه الخاص بدار الثقافة ابن خلدون سنة 2013 كما أنه يتمنى العرض المشترك مع شقيقه الفنان نورالدين الرياحي لعدد من لوحاتهما في ضرب من التواصل الفني و الوجداني .
تجربة و سفر في دروب التلوين و اشتغال على تمجيد الذاكرة الثقافية من حيث الحلول في عوالم الراحلين و الأحياء من أهل الفن و الثقافة و الفكر..

تلك هي فكرة الجمال المقيمة في عوالم و خيال الرسام المنصف الرياحي و هو الذي زار المتاحف و المعارض بأوروبا يتمعن في الأعمال و الآثار لكبار الفنانين و غيرهم ديدنه
الابداع و الجمال و عنونة الحياة بالمجد ليكون الأفق علبة تلوين و ذاكرة حية و امتاعا ملونا بفكرة الانسان في حله و ترحاله.

حول الموقع

سام برس