بقلم/حسن الوريث
مطرقة المؤجر وسندان الضعف الحكومي..

قال لي جاري المواطن المغلوب على أمره أن صاحب العمارة رفض استلام ايجار الشقة لهذا الشهر مطالبا بزيادة أو إخلاء الشقة وبتعنت عجيب وعدم اكتراث بأي توجيهات حكومية لمنع رفع الإيجارات أو إخراج المستاجرين المساكين خاصة في مثل هذه الظروف مستندين في ذلك إلى ضعف الحكومة وتساهل أقسام الشرطة وتواطؤ البعض مع المؤجر ضد المستاجر.

في خضم الحديث أبلغني جاري العزيز ان أثنين من المستاجرين وافقا على رفع الإيجار ناسيا ان الأول مشرف والآخر بدرجة وزير بينما نحن الموظفين المساكين لا نستطيع ذلك فمرتباتنا مقطوعة وبالكاد نستطيع توفير الإيجار الحالي فما بالك بالزيادة التي يريدها صاحب العمارة ظلما وعدوانا وعلى عينك ياحكومة الإنقاذ الضعيفة المهلهلة.

اذا كان صاحب العمارة لا يراعي العيش والملح ولايخاف من الحكومة ولا من اي احد فما هو الحل بالنسبة للموظف والمواطن البسيط المغلوب على أمره؟ ولماذا لا تكون هناك اجراءات قوية ورادعة وحازمة لردع المؤجرين المتعنتين أو الاعلان عن العجز وترك الحبل على الغارب وكل واحد يصلح سيارته وعلى المواطن ان ينعي الحكومة ويبحث له عن مخرج وحل حينها ستعم الفوضى في المجتمع.

قال لي جاري المواطن المغلوب على أمره سمعنا أن الحكومة وجهت الأجهزة الأمنية وأقسام الشرطة بعدم قبول أي شكاوى من المؤجرين على المستاجرين وضبط أي مؤجر يتعنت .. قلت له لا تصدق كلام إعلامي وحبر على ورق .. قال لي كيف ولماذا تقول هكذا ؟ قلت له لو كان الأمر حقيقة لكان المؤجر صاحب العمارة الآن في سجن القسم لكنه يسرح ويمرح ويهدد ويتوعد ولا نستبعد أن يأتي بسيارة الشرطة لإخراج المستاجر الفقير ليدخل بدلا عنه ذلك المشرف أو ذلك الوزير .. حينها اطلق جاري المواطن المغلوب تنهيدة وقال لي..

كيف نعمل ؟ وماهو الحل؟ وكيف يعمل الموظف البسيط بجوار المشرف والوزير ؟ وهل ستظل الأجهزة الأمنية والمحلية والحكومية تتفرج على الموظف والمواطن وهي التي لم تكلف نفسها دفع رواتبه كي يتمكن من دفع الإيجارات والالتزامات التي عليه أو على الاقل حمايته من تعسف المؤجرين ؟ وهل سيظل رئيس الحكومة مشغول عن المواطن بمقابلات تلفزيونية لوزرائه لاتسمن ولاتغني من جوع وهم جميعا لم يستطيعوا حمايتنا من المؤجرين بل ان أعضاء الحكومة والمشرفين هم سبب غلاء الإيجارات؟ وهل سيخرج مشروع تعديل قانون العلاقة بين المؤجر والمستاجر إلى حيز التنفيذ ام أنه للاستهلاك الإعلامي وان الوضع سيبقى كما هو ويظل المواطن ضحية بين مطرقة المؤجر وسندان الضعف والتواطؤ الحكومي ؟ .

قال لي جاري المواطن المغلوب هذه باختصار حكاية كل المستاجرين في بلدي العزيز الذي يتعرض لعدوان خارجي همجي وعدوان داخلي من أولئك الفاسدين ولوبياتهم.. فهل وصلت الرسالة ام ان الخطبة هي الخطبة والجمعة هي الجمعة وعاصي والديه يتعسف المستاجرين؟ وهل سنرى إجراءات لردع هذا المؤجر وغيره من المؤجرين الذين يقهرون الموظف والمواطن ام لا ؟

رسالة نتوجه بها إلى أعلى هرم الدولة لانصاف الناس أو صرف رواتبهم وهم سيتكفلون بتسديد التزاماتهم مثلما يفعل الوزير والمشرف ؟ وهل سيظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟.

حول الموقع

سام برس