سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
خطاب روحاني و وجداني و ثقافي لتثمين القيم الانسانية و الكونية عبر رموز و معان..
هام بالخط نشدانا لأسراره و جماله الكامن في تنويعات تشكله و هندسته و معماره..

من ألق التواريخ ..و مجد جمالها تبتكر الرحلة عناوينها اللافتة و عنفوان بهائها بكثير من دأب و الأصالة و التجدد وفق قول بليغ بممكنات الابتكار و الابداع و ما به ينشد الآخر الى ينابيع الحال..الى جواهر أشيائنا و تفاصيلنا..

انها لعبة الجمال المنبثق من تلوينات الروح و هي تحاور المعاني المشرقة من الكلمات و الحروف..هي ضرب باذخ من جماليات الحوار بين الحبر و تشكله المقترح ..لنقل بين الحبر و الحرف..نعم..و الحرف هنا مجالنا حيث السفر به و من خلاله نحو حيز ابداعي من فنون الخط العربي هذا المجال القديم الجديد النابع منا المعبر عن أنفاسنا و نحن ننتشي بايقاعاته الشتى.

من هنا نلج عوالم تجربة عن لصاحبها أن يبحر مع الأزمنة يبتكر من سحرها الكثير حيث الحروفية كون موسيقى عالية توزع في الجهات أصداءها و الوانها و ايقاعاتها المفعمة بالكثير من المعاني .
صاحبنا هام بالخط العربي نشدانا لأسراره و جماله الكامن في تنويعات تشكله و هندسته و معماره فالتشكيل الحروفي مثل مجال بحثه و حلمه و هواجسه كانسان تشبع بممكنات الحرف الفنية و الزخرفة كفسحة ابداعية مفتوحة على السحر و الدهشة...

نعني هنا تجربة الفنان الخطاط الحروفي و الباحث عبد اللطيف الكوساني الذي تعددت و تنوعت أعماله و اسهاماته في مجاله هذا بين المعارض و الورشات و الاصدارات المتصلة بتجربة الخط العربي و فنياته من وجهة نظره التي تخيرها في مسيرته هذه طيلة عقود في عوالم الحرف و الخط و الزخرفة يحاولها و يحاورها نشدانا لما به تسعد النفوس و تزو الأنظار ..

حين يحدثك عن حكايته المعتقة مع الخط و شؤونه و شجونه تلمس من كلامه حنينا و هياما ..و ولعا لا يضاهى تجاه فن الخط و الزخرف بأنواعه الهندسي و النباتي و غير ذلك فضلا عن المضامين و المعاني التي تفيض بها تشكيلاته الحروفية من الحكم و العبر و الآيات القرآنية و التعبيرات التراثية و غيرها...
الكوساني فنان خطاط عارف بهوى الحروف و شطحات المعاني و ممكنات الزخرفة و تلويناتها و ما به تشرق الألوان من الحروف و الكلمات و و هي تبتكر فضاءاتها و هندستها و هو في كل هذا باحث لا يلوي على غير القول بالجمال المبثوث في اللوحات ..

يفعل كل هذا بروح طفل يرى في الخط لعبته المثلى ..أصدر عديد الكتب في هذه المسيرة التي تخير عناوينه و كانت له مشاركات عديدة على الصعيد الوطني و العربي و الدولي
فضلا عن المعارض الفردية و الجماعية و الاشراف على ورشات لفنون الخط العربي .

الفنان الخطاط عبد اللطيف الكوساني يقترح لأحباء الحروفية و فنونها بستانه متعدد الألوان حيث الخط في تجلياته ليصير بفعل السحر موسيقى و معمارا و بهجة وفق عنوان لافت هو الجمال...
هو شاعر في تعاطيه الحروفي و مبحثه الجمالي الفني التشكيليّ بين الرسم و الزخرفة و التشكيل و التخطيط ..يمضي في دأبه هذا بشغف كبير

الخط عنده عالم باسره و منه مثلا كتابه خطّ حركة ألف المدّ و فسحته الرائفة مع الخطّ التّونسيّ حيث ألف المدّ و ممكنات الاتساع لبقية الحروف العربيّة و غيرها على غرار الخطّ الاتجليزيّ ليلاحظ المتلقي هذه الشساعة الجمالية تشكيلا و تركيبا وفق حالة بينة من الابداعية و الاتقان في الخامات والموضوعات والتجريد الزخرفي والتجديد والبناء ..في الشغل الفني و الحروفي لعبد اللطيف الكوساني خطاب روحاني و وجداني و ثقافي حضاري ينشد تثمين القيم الانسانية و الكونية عبر رموز و معان لأجل التسامح و التآخي والتحابب والحرية .

اشتغالات الفنان عبد اللطيف الكوساني مفتوحة على آفاق شتى ديدنه في كل ذلك جمالية منشودة و من ذلك اشتغاله على الكوفي خاصة نذكر معرضه بالنادي الثقافي الطاهر الحداد ضمن عنوان هو " الكوفي رسالة خالدة متجددة عبر العصور "

ليسافر بجمهوره و أحباء فنه الى عوالم من جماليات الخط الكوفي والزخرفة مشيرا الى جوانب ابداعية في نهجه الفني هذا ..هو اشتغل أيضا على الحروف العربية للمزاوجة بين الحروف اللاتينية والحروف الروسية و اقتراحاته الزخرفية لكل حرف في ضروب من التقنيات و الخصوصيات التي طبعت تجربته المميزة.
الكوساني و في فن الزخرفة تتعدد أعماله في ألوانها المختلفة ..الزخرفة النباتية والزخرفة الهندسية وزخرفة الحروف و الكائنات الحية والأسطورية و العوامل الطبيعية ليحيل على اتجاهات زخرفية على غرار الزخرفة الإسلامية و الايرانية و التركية و الأموية والعباسية والبيزنطية والإغريقية والرومانية و الزخرفة النباتية الفرعونية ..

الفنان عبد اللطيف الكوساني و من خلال كتبه يتجه الى جميع الفئات و منها الناشئة للتعريف بكنوز الخط و الحرف و الزخرفة و أهميتها في ثقافتنا العربية الاسلامية و في الثقافة الانسانية ..تجربة و فسحة في عوالم الفن و الابداع و التراث و الحضارة..نعم صاحبنا هام بالخط العربي نشدانا لأسراره و جماله الكامن في تنويعات تشكله و هندسته و معماره فالتشكيل الحروفي مثل مجال بحثه و حلمه و هواجسه كانسان تشبع بممكنات الحرف الفنية و الزخرفة كفسحة ابداعية مفتوحة على السحر و الدهشة...
سياق مفتوح لفنان مبدع باحث يرتجي ترميم ما تداعى من جماليات زمن الضجيج و السقوط و التداعيات ..يقول بالفن و الخط و الزخرفة مجالات نهوض و انطلاق نحو النور..نحو الأعالي ..أليست الشمس مهدا للحروف..و المعاني ...و الكلمات.



حول الموقع

سام برس