علي الجرادي
يبدو أن المبادرة الخليجية أدت دورها فلتبدأ ثورة جديدة تطيح بنظام صالح الممسك بمفاصل السلطة، لذلك أتمنى من شركاء الثورة وفي مقدمتهم حزب الإصلاح بالتخلي عن السلطة القائمة واستكمال الثورة، قد يكون ذلك مناسبا في ظل فشل السلطة القائمة وفسادها وبزوغ الثورة المضادة، لنستفيد من تجربة مصر مبكرا.

يرتكب حزب التجمع اليمني للإصلاح خطأ كبيرا حين يقبل القيام بدور الدفاع عن السلطة القائمة ويروق له دون قصد القبول بدور (الحاكم الوهمي) ويتصدى عن طريق وسائل إعلامه وأطره الحزبية للدفاع عن الفساد والعبث والفوضى والانحدار ولديه أربع حقائب والشهية مفتوحة لقضمها في التعديل القادم.

إبعاد صالح وعائلته نجاح كبير لكن الدفاع عن الفساد والفاشلين لا يعني إخفاق الثورة، الفساد والعبث الآن من صنع القائمين عليه.. يعني ببساطة نظام صالح لا يزال مسيطر ويعاد إنتاجه كل يوم.. فلماذا يصر الإصلاح على الدفاع عن نظام صالح وزبانيته من حيث لا يشعر!؟

كيف يدافع الإصلاح عن حكومة أحد وزرائها يشتري فيلا بمليون دولار ووزير آخر يأكل مائتي ألف اسما وهميا وملايين الدولارات حماية شركات نفط!!..

آبائي وأخواني في حزب الإصلاح لا يمكن العبور للمستقبل بهذا الفساد، وإذا أردتم بناء اليمن فلنبدأ بحرب حقيقية ضد الفساد والعبث وسيلتف الشعب معكم، أما الدفاع عن الفساد تحت مبرر عبور المرحلة فأن هذا الفساد يغرق البلاد.. كفانا تجارب في صناعة المستبد والسكوت عن الفاسدين..

علي صالح وحلفاءه غير جادين في إسقاط الحكومة الحالية والسلطة القائمة، لأن 95% لا يزال نظام صالح سواء القديم أو من يعاد إنتاجه، مطلب إسقاط السلطة والحكومة القائمة بفشلها وفسادها يجب أن يكون مطلب الثورة في طريق استكمال أهدافها.

لا توجد قوى اجتماعية منظمة سلميا قادرة على إسقاط السلطة القائمة، الخطر الماثل الذي يمكن أن يسقط الرئيس والحكومة هو التردد والضعف وعدم التماسك (القلاع تهدم دائما من الداخل).

عودة الفعل الثوري أعاد الروح لأبناء الثورة وأصابت قوى الثورة المضادة بانتكاسة شديدة، ولي نصيحة للجنة التنظيمية أن يحددوا الأهداف التي من أجلها يخرج الناس ويتابعوا نجاح تحقيق مطالبهم، وأيضا هناك جهات سياسية تستقوي بخروج الثوار في توازناتها بعيدا عن مطالب الشعب.

حول الموقع

سام برس