حسن العواضي
صباحكم سعيد... ونهاركم خير.. وأيامكم صحة.. وبركة.. وسعادة.
تمر الأخبار السارة في حياتنا اليومية القلقة.. عابرة.. خجولة.. لا يلتفت إليها أحد.
جل وسائل الإعلام صارت مشغولة بالمصائب والفجائع.. وأخبار الويل والثبور.. وتوافه الأحداث والأمور.
أدمنا دون أن ندري أخبار الاغتيالات وبرقيات التعازي.. والتقطع.. والاختطاف.. والحروب الخاسرة.. والكفاح الغبي.. ورحيل العشرات من الجنود والضباط.. ضحايا التمرد والإرهاب.
حتى أخبار الطقس.. تحذير .. وتهويل صقيع ورياح.. غبار.. بلا أمطار.. واحذروا تدني الرؤية في المرتفعات الشمالية... واضطراب البحر في الشواطئ الجنوبية وأسراب الجراد القادمة من أثيوبيا.. والسعودية.
مناطق مثل دماج.. وحوث.. والشحر.. ورداع.. والضالع تتصدر الأخبار وبعضها ينفيها أصحابها بعد ساعات.. مادة يومية بائسة فيها رائحة.. الخراب.. والفتن.. والدمار.
وأرحب وحدها قصة أخرى.. على مدار الأيام الماضية كر وفر.. خصومة ووساطة.. ولم تذكر وسيلة إعلام واحدة أن فريقا للبراعم من منطقة أرحب ذهب الأسبوع الماضي ليلعب كرة القدم مع إخوانه براعم جزيرة سقطرى.
كم نحن بحاجة إلى يوم في الأسبوع للتذكير بالأخبار السارة.. ولساعة في اليوم للتخلص من قلق الأنباء المفجعة.
ملكة بريطانيا "إليزابيث" أطال الله عمرها تساوي عشرة من ملوكنا في التاريخ المعاصر والقديم منحت امرأة يمنية وسام الشرف ولقب السيدة عالية الشأن.. ولم تر في ذلك غير الانصاف المستحق.. شوفوا.. وتعلموا من ملوك الإنسانية والذوق الرفيع.
نوريه ناجي.. فخر لليمن.. ناجحة معتزة بأهلها وبلدها اليمن.. في حضرة الملكة المهيبة لم تخجل أو تتنكر.
ويمنية أخرى اقتحمت بعزيمة وجدارة قاموس العظماء والعباقرة .. وفازت بلقب ملكة وول ستريت أشهر أحياء المال والاقتصاد في العالم.
مناهل ثابت أصغر دكتورة عالمة بارعة في الهندسة المالية... تأملوا التخصص النادر وضعوا تحته عشرة خطوط زاهية ناصعة.
ناشطة في الأمم المتحدة وعديد المؤسسات الإنسانية والاجتماعية تجوب مطارات الدنيا بجوازها اليمني.. الذي تعتز به.. ورفضت التنازل عنه.. رغم المغريات المعروضة.
وهذه الأيام تحتفي جامعات أميركا بالدكتوره .. إقبال محمد دعقان كأصغر عالمة كيمياء في العالم لعام 2013م.
ثلاث نساء يمنيات يصنعن الأخبار السارة وغيرهن كثر من نجوم الأدب.. والفن.. والرياضة وعباقرة العلوم.. والاختراعات المذهلة.
يتألق اليمنيون واليمنيات يصنعون الأخبار عبر وسائل الإعلام الدولية.. يخطفون الأوسمة... يحصدون الإنجازات.. ويحققون الانجازات المبهرة.
وعندنا تمر أخبارهم بهدوء.. وخجل شغلتنا أمور أخرى.. وانتشرت بيننا إذاعات سامجة وقنوات حاقدة بضاعتها تلوث العقول.. وتنفر النفوس.
إن هؤلاء وغيرهم من علماء اليمن الذين يحتلون مقاعد مرموقة في أشهر جامعات أوروبا .. وأميركا رصيد ثمين لا يجب تجاهله أو التقاعس في استثماره.
وما دمنا نطل على مشارف الدولة الاتحادية الموعودة.. فإنه يجدر بالمؤسسات الرسمية الرفيعة.. دعوتهم.. وتكريمهم.. وافتحوا لهم صالة التشريفات كما تفعلوا للأعفاط والمشاغبين فهؤلاء ثروة اليمن.. ومستقبله المشرف والمشرق.

الثورة

حول الموقع

سام برس