بقلم/ معاذ الخميسي
▪افتقدك أمس الأول وأخذت موبايلي واتصلت بك لاسمع صوتك..واطمئن عليك..فوجدك متعباً ومثقلاً بالألم..وكلماتك تحاصرها انفاسك المتقطعة..ورئتيك لا تمنحاك القدرة على أن تستمر في الكلام..ولا في مداعباتك الدائمة..وصراحتك المعهودة..

▪أحسست أنك غير المرة السابقة حين داهمك المرض وبقيت تحت العناية في المستشفى..فصوتك المبحوح والمشنوق على مقصلة أوجاعك المتوالية أخافني فلم أجد إلا أن احاول لملمة البعض من آلامك وأحزانك..لتهدئتك ورفع معنوياتك..واطلب منك أن لا تقلق وبأذن الله ستتجاوز ما تمر به..!

▪ ظللت افكر في حالك..وأحوالك..وصحتك..
وصوتك الذي يتلاشى..ونحن عاجزون..ومتفرجون..
وموجوعون..
ومحاصرون..ومعذبون..!!

▪لم تمهلنا كثيراً أيها الحبيب الغالي..لم تتركنا نتلوى ألماً وفرجة وخوفاً..وأنت تخالط الأوجاع والآلام..في صمت وهدوء..وفي واقع يملأوه اليأس والإحباط..ولذلك أغمضت قلبك وعينيك على جور الزمن ومرارة المحن..ومضيت إلى يومك الأخير..وساعتك المحتومة..وقدرك الذي لا مفر منه..!!

▪ارتحت يا سليم من هذه الدنيا..ومن متاعبك.. وآلامك..وأحزانك..وأوجاعك..ومنا ونحن نبادلك النظرات..وندعو الله..وهو أكثر ما استطعنا أن نفعله..ولم نعرف أنك تقف على نهاياتك..وأيامك الأخيرة..!!

▪ارتحت..من وطن محاصر من كل اتجاه..ومن أوجاع إذا ما قاومتها عند حدود قلبك ورئتيك..لن تقاومها عند أهوال ما نعيشه..وأنت الذي فقدت مصدر دخلك..وتضاعفت همومك..وزادت أوجاعك..

▪ارتحت..حقاً من أبشع اللحظات والأيام التي انتهت بك إلى رئتين مهترئتين..وقلب مرتبك ونبض متهالك..!

▪ارتحت..وحين يكون الموت راحة..فمعنى ذلك أنك غادرت كل همومك..ومتاعبك..وأوجاعك..وأنفاسك المتقطعة..وحتى أحلامك..وطموحاتك..التي لم تجد في هذه الدنيا طريقاً لتحقيق ولو البعض منها..!!

▪سنفتقدك يا سليم الدبأ..وستوحشنا كثيراً..طلتك..صراحتك..
ومواقفك..وكلامك..ولحظات الدعابة التي كنا نأنس بها في حضورك..!!

▪آآآه من هذه الدنيا..وهذه الأيام..التي لم تعد تهدينا سوى الأوجاع..والأبشع..والأفظع..!!

▪رحمة الله تغشاك يا صديقي..ويا أخي.. وياحبيبي..

ويا الله أغفر له وارحمه وتقبله بقبول حسن..وتجاوز عنه..وسامحه..واسكنه الجنة

حول الموقع

سام برس