بقلم/ حسن الوريث
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. بالتأكيد ان الجميع يعرف الطابور الخامس وهم الجواسيس والعملاء الذين يعملون على مساعدة العدو من الداخل وفي اي حرب من الحروب قديما وحديثا كان هذا الطابور يتواجد باستمرار رغم ان المصطلح جاء خلال الحرب الأهلية الإسبانية حين كان الجنرال يستعرض قواته التي كانت تتكون من أربعة طوابير لكنه قال ان لدينا طابور خامس داخل مدريد وهو معنا وبالفعل كان هناك مجموعة من العملاء والجواسيس الذين ساعدوا على سقوط العاصمة مدريد وهم من يتسببون في إسقاط الجيوش والدول إذا لم يتم التنبه لهم وفي حالة العدوان على اليمن فإن هناك الكثير من الجواسيس والعملاء الذين يعملون داخل البلد ولابد ان نستمر في التنبه لهم .

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. في بلادنا هناك طابور سادس وهذا الطابور هو جيش الفاسدين واللصوص الذين سرعان ما تحولوا وغيروا ثوبهم وارتدوا ثوب النزاهة والشرف ظاهريا من أجل الحفاظ على موافعهم في النظام الجديد بل ان بعضهم وصل إلى مقدمة الصفوف ويتبوأ مناصب قيادية في الكثير من مؤسسات الدولة والأغلبية مازالوا يعملون في الصفوف الخلفية لكن ما يجمعهم أنهم غيروا الشريحة من إلى وهذا ما سمح لهم باستمرار تنفيذ دورهم في عملية ليس تخريب المؤسسات فقط ولكن في إثارة الناس وتعسفهم واحداث بلبلة في الشارع بسبب تصرفاتهم التي ظاهرها الرحمة ولكن باطنها العذاب .

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. هناك الكثير من المؤسسات والهيئات والجهات التي يتواجد بها هؤلاء ولاتكاد تخلو اي جهة حكومية وخاصة منهم لكننا سنتحدث هنا عن نموذج واحد لكنك ستجده منتشرا ومتواجدا وحاضرا في كافة الأجهزة وهذا النموذج هو هيئة الزكاة التي كنا استبشرنا خيرا عند الاعلان عن إنشائها بدلا عن ماكانت تسمى مصلحة الواجبات من كافة النواحي سواء من ناحية عملية الجباية التي كانت تتم بطرق وأساليب نعرفها جميعا بحيث لم يكن يصل إلى خزينة الزكاة منها سوى فتات الفتات أو من ناحية صرف تلك الأموال التي كانت أولا تورد إلى خزينة الدولة وتصرف معظمها في غير مصارفها التي حددها الله في القرآن الكريم فكانت تصرف معونات ومساعدات لكبار الشخصيات من مسئولين ومحوشين وغيرهم وقيمة سيارات وعمارات وفلل والمسكين المستحق لا يصل إليه شيء منها .

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. عندما تم إنشاء هيئة الزكاة قلنا ومازلنا نقول أنها هي الصيغة الافضل وفرحنا كثيرا على اعتبار ان عملية جباية أموال الزكاة ستتم بالطريقة الصحيحة وان الأموال ستنفق في مصارفها وابوابها الحقيقية لكن سرعان ما سيطر الطابور السادس على الكثير من مفاصل الهيئة وحولوها إلى سيف مسلط على رقاب التجار وبدلا من أن تنشأ علاقة طيبة بينها وبين دافعي الزكاة صارت العلاقة متوترة بسبب الطرق والآليات التي انتهجها هؤلاء والهدف ليس الحفاظ على أموال الزكاة بل أحداث شرخ بينها وبين التجار والمزارعين وكل دافعي الزكاة حتى الموظف المسكين الذي لم يعد يمتلك حتى راتبه إضافة إلى أن عملية صرف أموال الزكاة تتم بطريقة عشوائية ما يجعل تلك المليارات التي يتفاخرون بأنهم انفقوها لم تأت ثمارها ومازال الفقراء يتكاثرون وشرائح كثيرة من مستحقي الزكاة بانتظارها دون أن تأتي إليهم.

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. نحن لانشكك في نزاهة رئيس الهيئة فهو إنسان نزيه ويخاف الله ولكننا نشكك في كفائته الإدارية وعدم قدرته على إدارة الأمور بالشكل الصحيح وبالتالي فإننا نقول له ان تلك الأموال التي يفتخر بأنه اتفقها ذهبت دون أحداث الأثر المطلوب منها فمازالت عبارة عن ملايين تنفق هنا وهناك بدون وعي ويفترض أن تكون لدى الهيئة مشاريع وخطط ورؤى استراتيجية تحدثنا عنها كثيرا لكن ذلك الطابور السادس هو من يفشلها ويجعل من دور هيئة الزكاة ضعيف وضعيف جدا تنفق أموالها في مشاريع صغيرة وقتية وليست استراتيجية كما ان هذا الطابور زاد من توتير العلاقة مع فئة من أهم الفئات الدافعة للزكاة وبدلا من خلق علاقة متميزة حتى يكون التنفيذ لعملية الجبابة تتم بسلاسة وسهولة اوجدوا مواجهة وعداء كبير وماحدث خلال الايام الماضية نموذج والأمر مقصود من قبل من يعملون في الخفاء وغيروا شريحتهم والذين حتى تغلبوا على الناس الطيبين .

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا نتمنى في ختام حلقتنا العاشرة ان تصل رسالتنا إلى الجهات العليا ومن يهمه وان يعملوا على معالجة وضع الهيئة ورسم رؤى مستقبلية ومشاريع واستراتيجيات سواء في عملية الجباية وإرساء علاقة طيبة مع التجار ومن يدفعون الزكاة أو الاتفاق لأموال الزكاة وفق آليات تؤدي إلى أحداث الأثر منها.. ونحن ندعو رئيس الهيئة الى النزول الميداني إلى الشوارع والأحياء والجولات والمطاعم والاسواق ليشاهد بام عينيه الاعداد الهائلة من الفقراء والمتسولين والمساكين الذين لا يجدون قوت يومهم وتلك الفئات المظلومة والمنسية من المرضى في المستشفيات والمجانين في الشوارع والناس الذين لم تصلهم اموال الهيئة التي يتفاخر بانه صرفها كما أنها دعوة له والجهات العليا بان يتنبهوا لهذا الطابور السادس وما يعمله وينفذه لابقاء الهيئة هي الوجه الآخر لعملة مصلحة الواجبات بكادرها الذي انتقل للعمل ولكن بعضه لتنفيذ دور تخريبي وليس غيره ..

دعوتنا نجددها لكم للاستفادة أيضا من تجارب بعض البلدان التي نجحت في هذا الأمر وتحولت مشاريع الزكاة فيها إلى مشاريع ناجحة وتحول من خلالها الكثير من مستحقي الزكاة إلى دافعين لها لأنهم يسيرون في الطريق الصحيح وليس لديهم طابور سادس أو أنهم تيقضوا وانتبهوا له بينما نحن مازلنا أسرى لهذا الطابور .. وللحديث بقية لأنه ذو شجون فالطابور السادس تغلغل ويحتاج إلى جهود للقصاء عليه ونتمنى أن تكون هيئة الزكاة أول من يتنبه له وينتهي منه ..

حول الموقع

سام برس