بقلم/ يحيى يحيى السريحي
أصيبت البشرية بفوبيا كورونا حد الجنون نتيجة الهلع والخوف الشديدين من فيروس الموت القاتل كورونا ، يقيني أنها مشيئة الله وما ذلك الفيروس الا جندي من جند الله أرسله الله لعبادة في مشارق الأرض ومغاربها تخويفا وتحذيرا بعد أن كثر الظلم الذي لحق بالعباد من العباد ، ثم هناك الفساد الذي عم معظم الأمصار في مختلف الأقطار .

نعم لقد سفكت دماء الابرياء بدون ذنب ، وهتكت اعراضهم ونهبت ثرواتهم بدون وجه حق ، وخربت أوطانهم وشردوا من بيوتهم عن عمد ، واستقوى القوي بقوته على الضعيف استكبارا واستحقارا لضعفه واستعمارا لأرضه ، كما انتشرت الموبقات والفجور وكبائر الأمور ، وشاع المجون وشرب الخمور ، وحلل الحرام وحرم الحلال ، كل تلك الجرائم ترتكب دون وجل من الملك القادر القدير المنتقم الفعال لما يريد ، قال تعالى : " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " الروم آية (41 ) ، وقال تعالى :

" فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " آل عمران آية (133) ، وقال تعالى : " وما نرسل بالآيات الا تخويفا " الأسراء آية ( 59 ) صدق الله العظيم ، فجبابرة الأرض مصيرهم الى المهانة والذل ومهما طال بهم العمر فهو قصير، فهذا الملك النمرود أحد الملوك الأربعة الذين ملكوا الأرض كان قد طغا وتجبر وعتا عتوا كبيرا وآثر الحياة الدنيا فأرسل الله له ذبابة استقرت في رأسه وعذب بها أربعمائة عام وتوفي بسببها.

وهناك المرأة التي حبست هرة ومنعتها الأكل والشرب كما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : ( عذبت أمرأه في هرة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها ، ولا سقتها اذ حبستها ، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ) متفق عليه .

وعلى مدى ستة اعوام وولوج العام السابع واليمنيون يعانون الأمرين ، عدوان ظالم من جهة ، وحصار الشعب وتقييد حركته من جهة ثانية ، وكل ذلك الظلم والعالم المنافق ينظر الى ذلك كله دون أن يحركه وازع من ضمير ، ولكن رب العالمين الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عبادة قد وعد بنصرة المظلوم ولو بعد حين قال تعالى : " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار " إبراهيم آية (42) ، واليوم كورونا توفي بسببه ثلاثة ملايين شخص ويزيد ، وبسببه خسرت دول ألوف المليارات من الدولارات ، وبسببه الزمت شعوب بيوتها وحبست في اوطانها رغم انفها ، وقيدت حركة مئات الملايين من البشر ، كل ذلك ولا زالت القلوب غافلة عن الله وقدرته ، فهل يعقل أن يحدث في ملكوت الله أي حركة أو سكنه إلا بعلمه ؟!! قال تعالى : "عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ {سبأ: 3}.

وقال الله تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ . صدق الله العظيم .الأنعام(59)
فهل يكف الظلمة عن ظلمهم ، وصناع الحروب والمعتدون عن عدوانهم ، ويتوب الفجرة والفسقة عن فسقهم حتى يرفع الله البلاء ويكشف الغمة عن كل الأمة ؟!؟!
" حفظ الله اليمن وشعبه "

حول الموقع

سام برس