بقلم/ حمدي دوبلة
– يمر سريعا خفيفا مثل نسائم السحر، وها نحن وفي لمح البصر نكمل ثلثه الأول المخصص للرحمة بالعباد كما ورد في الحديث الشريف، ونصل إلى النصف وهي عشر المغفرة لنقترب من دخول العشر الأواخر أوان الإجابة والعتق من النار.

– إنه أحد أهم المنح الربانية التي وهبها الله لعباده وفضله على سائر الشهور والأيام وجعل منه موسما خصبا لبني البشر يمكنهم من بلوغ خيري الدنيا والآخرة ..شهر الصيام والقرآن والرحمات والغفران والعتق من النار محطة يجود الخالق فيها على عباده بعظيم العطايا والمكرمات وجعل فيه ليلة واحدة بألف شهر أي أكثر من ثمانين عاما.

– ليلة واحدة بكل العمر فيالها من منّة عظيمة لا يعرف قدرها إلا من أراد الله به خيرا ووفقه لما يحب ويرضى، ولكن للأسف فقد تحول هذا الشهر الفضيل في زماننا وفي واقع الأمة إلى موسم لإهدار الوقت في عرض المسلسلات والتسابق في إنتاج المواد الفنية وبرامج اللهو وحتى هذه الدراما لم تعد كما كانت في السابق تسلط الضوء على التاريخ الإسلامي من خلال مسلسلات راقية على غرار “محمد يارسول الله” و”في ظلال السيوف” و”هارون الرشيد” وغيرها الكثير والكثير من الدراما التليفزيونية التاريخية التي لا تزال عالقة في الذاكرة رغم أنها لم تعد في دائرة اهتمام القائمين على الإنتاج التلفزيوني على كثرتهم وتنوع مخرجاتهم في الوطن العربي والإسلامي إلا ما رحم ربي، أما الدراما على المستوى المحلي فحدث ولا حرج فقد وصلت في الإفلاس والسوء الشامل إلى مرحلة متقدمة وغير مسبوقة .

– الانحراف الواضح الذي تعيشه الأمة يتجلى في أوضح صوره خلال الشهر الكريم بعد أن صار في وجهة نظر الكثيرين محطة لمزيد من الالتزامات المادية التي تثقل كاهل الناس لن يخفي أبدا حقيقة انه يظل شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقل فيه العثرات، وتجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات. فيا سعد من أصاب شيئا من هذه النفحات الربانية .

نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس