بقلم/ محمود كامل الكومى
الغضب الساطع آتٍ وأنا كلي إيمان الغضب الساطع آتٍ سأمر على الأحزان من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ و كوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ.

تدور رحاها الآن غضبة الثوار , غضبة الأحرار , غضبة من ذاقوا مرارة القهر والتهجير وحياة المخيمات , غضبة من ولدوا وأحزان أجدادهم ودموع تهجيرهم ودماء شيوخهم التي سالت جراء عدوان الهجناه والأرجون و البالماخ, نُقِشت في محجر العين , وترسخت في مخيال ذكريات الجيل الصاعد من الشباب , الذي قرأ في كتب الدم مذبحة بلدة الشيخ 31/12/1947- مذبحة دير ياسين 10/4/1948- مذبحة قرية أبو شوشة 14/5/1948- مذبحة الطنطورة 22/8/1948- كل هذه الجرائم استمرت وتطورت الي إبادة للشعب الفلسطيني واغتصاب مزارعه وأرضه وإقامة آلاف المستوطنات عليها يسكنها القطعان التى هاجرت من شتات العالم الي أرض فلسطين .

فى محجر عين شباب وأطفال فلسطين اليوم عدوان الجيش الإسرائيلي على المدنيين فى غزة وخان يونس والقدس بالصواريخ والطائرات وآلاف المعتقلين من الشباب والأطفال والنساء من الشعب الفلسطيني خلف جدران عشرات المعتقلات والسجون الإسرائيلية .

ورغم الجرائم الإسرائيلية المنافية لكل القيم الإنسانية التى مُورست ضد شعبنا الفلسطيني – صار قرار ترامب بالقدس عاصمة لليهود فى تجسيد للعنصرية ليس له مثيل – وصار حكام بعض الدول الاستعمارية يتماهون مع هذا القرار , وكان العجب العجاب أن يتآمر حكام الخليج مع هذا القرار بالتطبيع وبيع الأقصى بلا ثمن , فى خيانة لعروبة فلسطين والأمتين العربية والإسلامية – وكانت النُظم فى مصر والأردن والمغرب والسودان , تلحق بالعار .

كل ذلك جعل الغضب الساطع لدى شعبنا الفلسطيني يسطع ويسطع وينفجر الآن فى رمضان ضد عدوان قوات إسرائيل والمستوطنين على المصلين فى المسجد الأقصى –فتخطى المصلين الأعداد وفاق عددهم السبعين ألف سُجَداُ , رُكَعاً يحميهم رب العباد , ليتجلى معهم إخوتهم المسيحيين يزودون عن صلاتهم , ويحمون ركوعهم وسجودهم , يتصدون بصدورهم العارية , لهجمات التتار من المستوطنين وقوات الاحتلال .
الكل معا في القدس من كل الطوائف والأديان من أهلنا الفلسطينيين يصبون جام غضبهم , على حكام التطبيع المسمون عربا , وعلى المتخاذلين والمنبطحين والذين يديرون ظهورهم لفلسطين ,فيرفصها شعبنا الفلسطيني بأقدامه لتنحني ظهورهم أمام حكام واشنطن وتل أبيب, يمارسون معهم الشذوذ.

ويتجلي غضب شعبنا الفلسطيني الآن في هذا الجيش المقدسي الشعبي , المسلح بإيمان مطلق بأرضه ومقدساته المسيحية والإسلامية ,وبأن الصراع مع العدو صراع وجود , هذا الجيش الشعبي المقدسي المؤمن بأن كل حديث مع العدو هو خيانة , وأن الحديث لا يكون إلا بالتصدي والصمود وشحذ القوى ووحدة كل الفصائل , وانتزاع حق العودة , وكل الشواهد الآن أكدت أن وهم القوة الإسرائيلية قد ذهب مهب الريح بعد تدمير الميركافا , والقبة الحديدية التي صارت غربال خرمتها صواريخ غزة ومن قبل المقاومة اللبنانية وأخيرا الصاروخ السوري الذي عبر مئات الكيلومترات داخل فلسطين وهبط في محيط مفاعل ديمونه المُحاط بأقوى سياج أمنى في أرضنا المحتلة.

يتسلح جيشنا المقدسي بمكوناته من الشباب والأطفال والشيوخ والنساء , من كل الطوائف , وجميع مكونات شعبنا الفلسطيني , بالحجارة و اللهب المتقد من الغضب الساطع جراء كل الجرائم التي ارتكبتها عصابات اسرائيل ومافيا الحكومات الاستعمارية وحكام التطبيع من الرجعية العربية - بل ويتسلح بكل سلاح مادي يصل إليه من كل شريف ينتمي الي الإنسانية و بالنضال من اجل التحرر من الامبريالية والصهيونية , وهاهم الآن يدشنون نصرهم – لحظة أن كسر المقدسيون غطرسة قوات الاحتلال بصمودهم وشجاعتهم وتمت إزالة الحواجز الحديدية فى باب العامود.

فيما غضب جيشنا الفلسطيني المقدسي على استحياء من شعبنا العربي
الساكت عن حكامه المطبعين وعن عدم تفعيل نصرة انتفاضة شعبنا في فلسطين التي تدور رحاها الآن في قلب القدس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه – ورغما يحدو جيشنا المنتفض في القدس الأمل أن يفيق الشعب العربي من المحيط الى الخليج يجتاز الحدود عمليا ومعنويا , ليقدم لانتفاضة القدس العون والمدد ويضخ الدماء في عروقها , فيزيد غضبها سطوعا و توهجا , حتى تحقق الوعد , وتنتزع الحقوق , ويعود شعبنا الفلسطيني من المخيمات سواء في الداخل أو الخارج , الي الديار , يرفع راية فلسطين عالية خفاقة على كنيسة القيامة والمسجد الأقصى وكل تراب فلسطين .

ولن تعود لأمتنا العربية كرامتها إلا بالقدس عاصمة لفلسطين ,فالقدس عروس عروبتنا .

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس