بقلم/ عبدالرحمن الشيباني
يأخذ اليمنيون نصيب وافر من تداعيات مما يجرى وليس بمقدورهم فعل شىء ، لان فتيل تفجير ذلك الإحساس بالقهر والعجز والخوف وتفجيره فى وجه العدو الحقيقى لم يحن بعد ، انه امل بعيد نراه هكذا وهو ليس كذلك ، ترى أي عدو هذا الذي لم نعد نراه و ليس فى متناول اليد بالرغم من أن حمام الدم وصلت لقيعان قلوبنا واظهرته بكل قبحه.

الحرب وقسوتها وبشاعتها كشفت المستور وعرت الجميع ، الإنسان منا أصبح مهجرا روحيا ووجدانيا مقبوض عليه باستكانته وخضوعه الغريب !

انه شعب صابر يلعق العلقم ويصارع الموت و يستكين ينهال عليه اللصوص بحرابهم وهو موكل أمره إلى الله ، الله الذي زرع الحب وإعطاك القوة ووهبك الحريه واكرمك وخلقك فى احسن صوره واستخلفك فى الارض ، الله اعطاك العقل لتفكر لتتحرر.

الله لم يكن سببا فى ان تعيش فى جغرافيا مقطعه الاوصال تبنى فيها المتارس وتحفر الخنادق ويساق البشر كالانعام فى اتون حرب لا تشبع ، نحن وحدنا الذين نشارك فى شد الحبال حول رقابنا و تثبيته حول رقابنا لخنق لقاء مع وطن يبتعد عن أبناءه وتذوب شخصيته فى خضم معارك ليست معاركنا ، هناك سؤال مشروع من نحن ؟وماذا نريد ؟ اين هو سؤال الدوله الذي نبحث عنه ولم نسطيع ايجاده ؟ واجاب عنه اخر هل تعرفون العلامه المجتهد اليمانى الحضرمى ابن خلدون الذي قال فى مقدمته الشهيره عندما تتلاشى الدول يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف وتظهر العجائب وتعم الاشاعة ويتحول الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق ويعلو صوت الباطل ويخفق صوت الحق وتظهر على السطح وجوه مريبة وتختفي وجوه مؤنسة وتشح الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه.

ويصبح الانتماء إلى القبيلة أشد التصاقاً والى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء والمزايدات على الانتماء ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين ويتقاذف أهل البيت الواحد التّهم بالعمّالة والخيانة وتسري الإشاعات عن هروب كبير وتحاك الدسائس والمؤامرات وتكثر النصائح من القاصي والداني وتطرح المبادرات من القريب والبعيد ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار ويتحول الوضع إلى مشروعات مهاجرين يتحول الوطن إلى محطة سفر والمراتع التي نعيش فيها إلى حقائب والبيوت إلى ذكريات والذكريات إلى حكايات" هكذا تحدث الرجل كأنه حاضر بيننا.

نحن اذا عاجزون... مهانون... منفيون حتى على أرضنا ؟ مثقفون .. . وادباء . ...وساسه... وعمال وطلاب... ووطنيون... يقال عنهم هكذا كانوا يجب ان يكونوا اداه للفعل ...للتغير ...للغد وللمستقبل... لكننا عاجزون... منهزمون...فى ذواتنا لاندخر للوطن سوى قذاراتنا... واوساخنا ...وارتهاننا.....نتحدث عنه وهو يكاد يتقيانا ...دعونا نقوم بجرده حساب ونكاشف انفسنا و نعريها ونكشف عجزنا ، حتى من كان ينشدنا القينا به فى فم الضباع وقدناه لجحور الثعابين و العقارب ، غدرنا به وهو يتلمس حلمنا ويضمد جراحنا لماذا لا يبقى فى هذا الوطن شرفاء ؟؟اين هم اليوم ؟ و لماذا يموتون سريعا .

نحن مجرد بيادق نخوض اتون معارك غير معاركنا نرفع رايات ليست راياتنا رافعين انها رايات مصاصى الدماء و الوطنيه وتجار الدين والقيم نذود عنهم مقابل فتات يرمى ، الهويه الوطنيه الجامعه تقوقعت وبدت صغيره تحاول تجيش نفسها وتبعث حماسها دون ان يلتفت إليها أحد لان فتيل جذوتها لم يحن بعد فايدينا مرتعشة خايفه .

الوطن بالنسبه لنا نقطه فى اخر السطر ، اضحي جزر منعزله و كانتونات جاهزه لصراع مستمر يديره الآخر باتجاه مصالحه هو ويقرر انهاءه ، طموح موجهه بدقه نحو المزيد من إراقة دمائنا التى تسيل لا يعصمنا سيلانها الا عبقريه هويتنا الوطنيه الجامعه ، التى استبدلت بمشاريع وهويات وايدولوجيات ونظريات ومشاريع ميكروسكوبيه ، بقت طافحه تقتات على اوجاعنا ولم تذوب بعد ، بقت تتحين الفرصه للبزوغ وهاهى اليوم تتزين بجروحنا لا ن تشققات الوطن اتسعت ونفذت منها ، نحن مشاريع لمن يدفع لنا لقد ولغوا فى وعاءنا ولن تعود طهارته الا اذا عدنا لطهارتنا.. لامجادنا ، وهنا بدايه النهايه لكل الاسقام والجروح التى فينا ، لنفض غبار الذل والعجز المستتر بوطن جعلناه تحت ابط الشيخ......والقائد... والزعيم....والتاجر ....والسياسى والحزب .....واللص.....التافهون اصبحوا يتحدثون باسمنا يقررون مستقبلنا فهم الأخيار والاطهار ونحن الأشرار الذين لا نستحقهم وعليهم ان يقتلوناا ويجوعونا ويسرقوا اللقمه من أفواهنا ، ايها الشعب أيها الوطن اين انت من كل هذا ولماذا الجميع يتحدثون نيابه عنك ويحتكرونك وانت صامت فمتى الشعب يصدح ومتى الوطن يستفيق ؟؟ ولماذا الجرى بهذه السرعه للوراء؟

حول الموقع

سام برس