بقلم/يحيى يحيى السريحي
هل الحروب صناعة كصناعة الغزل والنسيج والاسمنت والحديد ؟! نعم صناعة الحروب والازمات باتت اليوم صناعة كأي صناعة وحرفة تجيدها الدول الكبرى وتمتهنها ، فمن ناحية تقوم بتشغيل مصانع السلاح لديها، ومن ناحية ثانية تقوم بصناعة الفرقة والتناحر والصراع داخل الدول التي لا تريد لها الاستقرار أو تريد الاستيلاء على ثرواتها أو التخلص من حكامها الذين وقفوا ضدها ويلفضونها ويرفضون سياستها.

ومن ناحية اخرى تصنع الدول الكبرى لنفسها بؤر وحلفاء وعملاء داخل هذه الدول ليخدموا مصالحها ويحققوا أهدافها، وحينما تعجز الدول الكبرى عن تحقيق مآربها في الدول التي تريد نهبها وسرقتها تتركها في حالة صراع وحروب لا نهاية لها ، وخير شاهد على ذلك ما حدث ويحدث في الصومال وأفغانستان وسوريا وليبيا والعراق واليمن ، وزعيمة الدول الكبرى في الشر ونشر الفوضى وحاضنة الارهاب في العالم الولايات المتحدة الأمريكية ، فهي اللاعب الرئيسي في صناعة الحروب الأهلية التي تحدث في عالمنا العربي والاسلامي وبقية الدول التي تتجرع مرارة الحروب الاهلية منذ حرب فيتنام وحتى اليوم.

والعدو الإسرائيلي ليس عن محور الشر ببعيد وخاصة بعدما أصبحت إسرائيل أحد أهم عشر دول في تصدير السلاح إلى دول العالم ، لقد دخلت إسرائيل بقوة في مجال إشعال الحروب الأهلية بعد أن كانت لاعب من تحت الطاولة ، واضحت اسرائيل داعمة لتدريب المتمردين في دول كثيرة وممولة بالمال والسلاح من اجل نشر مزيدا من الخراب والدمار وقتل البشر ، فهي من تمول حكومة ميانمار التي تقوم بتهجير المسلمين وقتلهم بطرق بشعة في عمليات تطهير عرقي أدانتها الأمم المتحدة .

كما أن إسرائيل من تقوم بتمويل وتدريب الأكراد للتمرد على العراق أو تركيا أو إيران ، وهي من قامت بتدريب وتسليح للمنظمات المتمردة في جنوب السودان والتي أدت في النهاية إلى انفصال جنوب السودان عن شماله ، وتسعى إسرائيل لدعم الحرب القائمة في غرب إفريقيا ضد الجماعات الإسلامية التي توصف بالتطرف حتى تجد موطئ قدم لها في إفريقيا حيث اصبحت منطقة صراع ونفوذ عالمي بين قوى جديدة مثل تركيا وإيران والصين علاوة على قوى الاستعمار القديم الفرنسي والبريطاني والأميريكي ، فقد سعت إسرائيل ليكون لها موطئ قدم في القارة السمراء غير أن الشعوب الافريقية لديها مخزون قديم من الكراهية والرفض لإسرائيل ، فاسرائيل خلال السنوات العشر الأخيرة عملت عبر الدبلوماسية تارة وتجارة السلاح والتدريب والشراكة الاقتصادية والأمنية تارة أخرى من أجل أن يكون لها موطئ قدم في افريقيا ، ثم أصبحت إسرائيل متورطة بشكل مباشر بالحروب الأهلية في إفريقيا بل وأصبحت طرفا فيها من خلال التدريب والتسليح، ان الدور الامريكي والاسرائيلي في اذكاء الفتن الطائفيه والمذهبية والعرقية لم يعد خافيا على أحد بل إن ما نلمسه من عدم استقرار وازدياد حالة الاضطرابات والازمات السياسيه والاقتصادية والحروب الاهليه في المنطقة العربية وبعض دول افريقيا والعالم سببه أمريكا واسرائيل .

# حفظ الله اليمن وشعبه #

حول الموقع

سام برس