بقلم/يحيى يحيى السريحي
على الرغم من تحول قبلة المسلمين للصلاة من بيت المقدس الى الشمال بإتجاه اول بيت وضع للناس - الكعبة - عملا بقوله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم " قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ " البقرة آية (144)

إلا أن مشاعر المسلمين ضلت متعلقة ببيت المقدس ، ففي بيت المقدس

هبط النبي الخاتم من رحلة الإسراء والمعراج ، حيث تمثلّت هذه الرحلة بقدرة الله تعالى على الإسراء بالنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" من مكة المكرمة إلى المدينة المنورّة، وبعد ذلك عُرج به إلى السماوات العُلا، ثمَّ رجع إلى بيت المقدس، وتنتهي الرحلة بعودة النبي "صلى الله عليه وسلم" إلى مكة ، ويعتقد المسلمين أن بيت المقدس ستكون ارض المحشر حسب فهم فقهاء المسلمين والمفسرين لبعض النصوص القرآنية حول هذا الامر وايضا لبعض الاحاديث النبويه الشريفه المؤيده لهذا السياق ، قال تعالى {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار } إبراهيم : 48 .

والحديث الذي رواه البزار والطبرانى بسند حسن عن سمرة بن جندب أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا "إنكم تحشرون إلى بيت المقدس ثم تجتمعون يوم القيامة" وهذه الأرض تبدل بمقتضى الآية ، إما ذاتا وإما صفة ، حيث تقض حكمة الله أن يكون المحل الذى يقض فيه بالحق وللعدل طاهرا من المعصية والظلم .

وقال المفسرون إنها تبدل مرتين ، إحداهما فى الدنيا قبل نفخة الصعق التى تفنى بها الدنيا فتموج الأرض وتنشق ، ثم تعاد كما كانت فيها القبور، والثانية فى الآخرة بعد النفخة الثانية عند القيام من القبور، حيث يكون الحشر إلى الأرض التى تقال لها "الساهرة" فيحاسب الناس عليها ، وهى طاهرة نقية، قال تعالى {ونفخ فى الصورفصعق من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } الزمر: 68 ، وقال {يوم ترجف الراجفة . تتبعها الرادفة . قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة يقولون أئنا لمردودون فى الحافرة . أئذا كنا عظاما نخرة . قالوا تلك إذًا كرة خاسرة . فإنما هى زجرة واحدة . فإذا هم بالساهرة} النازعات : آية 6 - 14 .

والصلاة في بيت المقدس تعادل خمسمائة صلاة ، وعن جابر بن عبد الله عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال: "صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِي ألفُ صلاةٍ، وفي بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ".

فمكانة بيت المقدس في قلوب المسلمين مكانة عظيمة ولن يختلف اثنان من المسلمين على وجوب الجهاد وتطهير بيت المقدس من دنس المحتل الصهيوني ، وما يؤخرهم في إنفاذ هذا الجهاد المقدس والفرض الديني على كل مسلم ومسلمة هو افتقاد المسلمين للقدوة والقائد الذي يجمع أمر المسلمين في شتات الارض ويوجههم صوب تحرير بيت المقدس ، وربما لا يعرف كثير من الناس أن دولة ايران الإسلامية هي من دعت للاحتفاء بيوم القدس في العام 1979 وتحديدا في آخر جمعة من رمضان من كل عام ليكون يوما عالميا تحتفل فيه الشعوب الاسلاميه في مختلف البلدان بالقدس مثل:

إيران، ألمانيا، المملكة المتحدة، لبنان، فلسطين، العراق، المغرب، تونس، سوريا، مصر، البحرين، اليمن ، وباعث المسلمين في هذا التحرك والتظاهر ضد المغتصبين الاسرائيليين هو دافع ديني عقائدي صرف ، وقد جاء في الحديث أن الساعة لن تقوم حتى يتم تطهير فلسطين من اليهود فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم ، هذا يهودي ورائي فاقتله)

# حفظ الله اليمن وشعبه #

حول الموقع

سام برس