بقلم/يحيى يحيى السريحي
الانتفاضة الفلسطينية بركان ثائر لا يخمد ، قد يهدأ قليلا لكنه لا يموت ويصير رماداً مابقي المحتل الإسرائيلي ، وتتجدد تلك الانتفاضة الشريفة والمباركه كل ما ارتكب العدو الإسرائيلي الأحمق والمتعجرف جريمة ضد الأرض والانسان الفلسطيني ، كما حدث منذ أسابيع بشأن خطة إسرائيلية تستهدف إجلاء الفلسطينيين من منازلهم بحي الشيخ جراح بالقدس حيث يطالب المستوطنون اليهود السيطرة على الحي ، فكانت الشرارة التي أشعلت الأرض وفجرت براكين الغضب الفلسطيني في كل المدن الفلسطينية .

وازداد الغضب حينما اقدم بعد ذلك الصهاينة بالاعتداء على المصلين واخراجهم عنوة من المسجد الأقصى ، لتتطور الاحداث بعد ذلك وتتسارع من مقاومة شعبيه بصدور عاريه ضد جيش مدجج بالسلاح للتدخل المقاومة القساميه والحماسيه والجهاديه في المواجهة ولكن هذه المرة بإستخدام الصواريخ التي دكت بها عديد من المواقع الإستراتيجية للعدو الغاشم ، ويكفي المقاومة فخرا وانتصارا أنهم اسقطوا تحت أقدامهم أكذوبة الدوله الإسرائيلية التي لا تقهر ، وأن القبة الحديدية التي يتباهى بها الصهاينة ليست سوى أضحوكة وتضليل يبيعه اليهود للسذج أمثالهم ..

إن تطور المواجهة للمقاومة الفلسطينية مع العدو الصهيوني من الرجم بالحجارة الى الرجم بالصواريخ غيرت معادلة ونتيجة الحرب لصالح الفلسطينيين ، وأثبتت المقاومة أنها اليوم ليس كما الأمس بل أضحت قوة يجب على العدو أن يحسب لها ألف حساب ، وربما قد تكون هذه المرة الأولى التي يشهد فيها العدو الإسرائيلي هذا الكم من الصواريخ التي تسقط على رأسه فأصابته في مقتل ناهيكم عن حالة الارتباك والرعب الشديدين ، وعلى العدو من الآن فصاعدا أن يدرك ان فاتورة جرائمه قد إمتلئت وحسابه قد ثقل وأن عليه الاستعداد ليوم الرحيل ولكن بعد تسديد الحساب الذي عليه للجرائم التي ارتكبها والتي لم ولن تسقط بالتقادم ومرور السنين ..

نعم لقد اثبت الفلسطينيين أن جينات الشجاعة تتوارثها الاجيال فيهم جيلا بعد آخر حتى يتم تحرير الأقصى الشريف وكامل الأراضي الفلسطينية ، ولن ينسى الشعب الفلسطيني ومعهم كل العرب والمسلمين الأحرار الجرائم التي ارتكبها احفاد القردة والخنازير في المسجد الأقصى عام 1990، ومذبحة الحرم الإبراهيمي 1994م ، ومذبحة مخيم جنين 2002م ، ومجزرة صبرا وشاتيلا ، ومجزرة عيلبون ، ومجزرة عين الزيتون ، ومجزرة قلقيلية ، ولا ما قبل تلك المذابح والمجازر ولا ما بعدها ، ثلاثة وسبعون عاماً من الأحتلال يقابلها مثلها من المقاومة بعزة وشجاعة منقطعة النظير لشعب أبيٌ صنديد يأبى ألاٌ تحرير أرضه وتطهيرها من دنس الغاصب المحتل ولو بعد حين .

لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!

حول الموقع

سام برس