ا.د. محمد عبد الملك المتوكل
تكرم الإخوان الدكتور خالد طميم والأخ عارف الزوكا بدعوتي لحضور ندوة حوارية مع شباب المؤتمر الشعبي، سعدت بالدعوة لأني منذ فترة وأنا أسعى إلى اللقاء مع شباب الأحزاب بشكل خاص والشباب المستقل بشكل عام، وذلك من منطلق قناعتي أن الطريق اليوم لصناعة المستقبل واستقرار وتطور اليمن لابد وأن يأتي من خلال الشباب الذين يدركون أن المستقبل مستقبلهم وان صناعته مسؤوليتهم، وكل تقصير منهم في القيام بالإعدادله يعتبر تقصير في حق أنفسهم وأولادهم وأحفادهم ووطنهم وشعبهم. وبداية الطريق للقيام بدورهم الهام هو أن يتحرروا من عقدة قوم الملكة بلقيس التي قالت لهم ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون فردوا عليها بسلبية مخجلة "الأمر إليك" وهو بلغة اليوم يعني "اللي تشوفه يا أفندم أو يا أفندمه".

حين دعيت في عام 2006 إلى لقاء مع شباب حزب الإصلاح سألني الشباب: ما هي التحديات التي سوف تواجههم؟ قلت لهم أهم تحد يواجهكم هو كيف تنتقلون من ولاء الطاعة إلى ولاء القناعة لأن من يقلد دون حجة أو برهان سوف يتركه بالتقليد نفسه.

المؤتمر الشعبي يتميز عن الأحزاب الأيديولوجية المتعصبة أنه لا يعتبر صاحب الرأي المختلف عدو يجب إقصاؤه وحربه وتكفيره وهذا يعطيه فرصة لخلق روح الحوار بين كل شباب الأحزاب والمستقلين بهدف الاتفاق على المستقبل الذي يهمهم جميعاً، ومن خلال الحوار يتفقون علي المشترك ويتركون جانباً قضايا الخلاف وخير تجربة يمكنهم الاستفادة منها هي تجربة أوربا التي قادت حربين عالميتين ثم أدركت خطاها فقررت الاتفاق على المشترك وطرح قضايا الخلاف جانبا لأن المشترك هو الذي يضمن العيش المشترك وقضايا الخلاف لا تفسد للود قضية.

أيها الشباب لا تسمحوا للقوي المتعصبة أن تدمر مستقبلكم ومعظمهم قد اقترب أجلهم، قد يسعون إلى إنهاء أجلكم حتى يستفيدوا مما بقي لهم من زمن على حسابكم، وحساب أولادكم وأحفادكم ووطنكم وشعبكم، وإذا قدك سارح كثرت الفضائح.

أيها الشباب بدون لقائكم مع كل الآخرين من الشباب متحزبين أو مستقلين والاتفاق على المستقبل الذي تريدونه جميعاً وتتعاونون في المشترك فإنكم تصنعون الكارثة لأنفسكم وأولادكم وأحفادكم ووطنكم وشعبكم، والجهل طول الزمان عيب ومن انذر فقد أعذر.

وصدق الله القائل (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)

حول الموقع

سام برس