بقلم/ محمد العزيزي
كالمستجير و الهارب من الرمضاء إلى النار، هكذا هو حال التعليم الحكومي و الأهلي و الأسر اليمنية و أبناءهم الطلاب الذين يعانون الأمرين بحثا عن مستقبل أبنائهم التعليمي  ..

التعليم الأهلي انتعش بسبب تعطل وانهيار التعليم الحكومي و غياب المدرس والمعلم بسبب انقطاع الرواتب لمدة ست سنوات متتالية و استمرار الحرب على البلاد ما تسبب في انقطاع المدرس عن أداء مهمته الوطنية في التعليم و مواصلة مسيرته  التربوية و تعليم الأجيال بناة مستقبل البلاد.

هروب كثير من الأسر و الطلاب وعزوفهم عن المدارس الحكومية_ بسبب ذلك الحال الذي أصابها_ إلى المدارس الأهلية و دفع مبالغ باهظة من قوت أسرهم التي استقطعتها من حال معيشتهم، سعيا منها في أن يتعلم أبناءها علما متميزا يعوضهم عن التعليم في المدارس الحكومية التي أصيبت بالشلل و التعثر التام .

هذا الهروب مثل الهارب من الرمضاء إلى النار، فلم تكن هذه المدارس الأهلية إلا عبارة عن مستغلي مدارس "برامن" الأهلية لتعليم الأمية لا أكثر و لا أقل، بل فلوس مقابل جهل و أمية و فقر تعليمي و اختلاس أموال الناس بالباطل في ظل غياب دور الحكومة و الوزارة في عملية الرقابة و التقييم لهذه المدارس و العملية التعليمية برمتها .

كنت مع أحد الزملاء و هو يسحب ملفات أبنائه من المدرسة الخاصة، وخلال حديثه مع مديرة المدرسة قال لها:

الوزارة وجهت بخصم حق كورونا وعدم زيادة الرسوم و ... .. ... لم يكمل زميلنا الكلام حتى جاء الجواب من مديرة المدرسة فورا مثل كاذفات الصواريخ " قررات الوزير و تعميماته بلهن و اشرب ميتهن، نحنن ندفع فلوس للوزارة و المسؤولين فيها، قل لحقك الوزير يلغي المشاركة المجتمعية على المدارس الحكومية، أما هذه مدرستي، حقي، و أنا الذي أقرر " .

بصراحة كان الجواب قاسيل  و مرعبا، نزل علينا كالرواعد وقصف الصواريخ، و لم نستطع الرد عليها وهي بذلك الحال من التحدي و الهنجمة، دفع صديقي ما عليه وخرج مذهولا مدحورا ، هكذا إذن حال المدارس الأهلية فلوس وبس، و بهررة و هنجمة فوق أولياء أمور الطلاب، و العجيب الغريب أن المدارس الخاصة تكون مدرسة واحدة و تكتب إدارة المدرسة في وثائقها و اللوحة، مدارس "برامن" الأهلية و ليس لها أي فروع .

و بالرغم من هذا كله ما هي مخرجات هذه المدارس الأهلية ؟  ستجد الجواب من الطلاب و أسرهم، ليس هناك أي تعليم سوى أنهم يعلمون الطلاب الأمية، طوال العام حفلات على مستوى المدرسة و الفصل، رياضة، موسيقى، ألعاب، تزيين الفصل و الكراسات ، و في آخر الدوام تكتب مشرفة الفصل في دفتر المتابعة الواجب صفحة عشرة و الحل بالكتاب و الدفتر، و على الأسرة كتابة الواجبات في الكتاب و الدفتر لكل المواد .

أما الاختبارات، فإن المعلمة هي التي تختبر نيابة عن الطلاب و النتجة تسعة و تسعون إذا لم تكن  مائة بالمئة بامتياز و جميع الطلاب ترتيبهم الأول،  هذا التفوق العلمي للتجهيل،  وإذا خضع الطالب للاختبار و طلب منه كتابة كلمة بسيطة أو صغيرة يقول لك لا أعرف الأستاذة ستكتبها .

حقيقة انصح كل الآباء و الأمهات أن طلابكم في المدارس الأهلية لا يتعلمون سوى الأمية مقابل فلوس طائلة تذهب للمستثمرين لهذه المدارس، أعرف تماما أن التعليم في المدارس الحكومية فاشل، لا مدرس و لا كتاب مدرسي و لا حصص دارسية و لا تعليم، و هذا ليس مبررا أو  يعني أن تدفع فلوسا مقابل الأمية و الجهل و خسارة مواصلات ذهابا و إيابا دون فائدة تعليمية مرجوة ..

و بالتالي على كل وبي أمر طالب يريد تعليم لبنه في الأهلي يجب عليه التأكد أولا و بنفسه من أن هذه المدارس لديها كادر  تعليمي حقيقي ، وأن لا يركن على رقابة الحكومة ووزارة التربية لأنه و طالما الحكومة تتقاضى الملايين من هذه المدارس فأعلم أن هذا المسؤول الحكومي مبطون و أخذ فلوس لا يستطيع أن يقول لهذه المدارس الأهلية ثلث الثلاثة كم ..  ويا فصيح لمن تصيح ؟!!

حول الموقع

سام برس