سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
لوحات متعددة بين المشاهد و المرأة ... و قليبية موطن القلب و الوجدان و التلوين...

لوحات متعددة شكلت حيزا من تجربة الفنانة التشكيلية انصاف الغربي أثثت جدران رواق الفنون غلي القرماسي بنهج شارل ديغول بالعاصمة التابع لوزارة الشؤون الثقافية ضمن معرض الافتتاح للموسم الفني التشكيلي الثقافي الجديد 2021/2022 للرواق حيث تتواصل طيلة الاشهر المقبلة سلسلة المعارض الخاصة و الجماعية لتجارب فنية من المشهد التشكيلي التونسي بشتى اتجاهاته و اساليبه و أجياله . الافتتاح تم يوم الاربعاء 20 أكتوبر ليتواصل هذا الحدث الفني الى غاية يوم 2 نوفمبر المقبل.

قليبية الجميلة ببرجها و بهائها مكانا و ذاكرة و حنينا وفق تشكلها في ذات الفنانة و تخيرها الجمالي ..مشاهد متعددة حيث الأشجار و الاخضرار و الطبيعة الباذخة..المرأة في تلوينات متعددة بنظرة انصاف الغربي و هي تحاور القماشة و تبوح لها بهواجسها و أحلامها ..وهكذا..لوحات تخيرتها انصاف لمعرضها الخاص هذا حيث كان الافتتاح مجالا لالتقاء الفنانين بعد ظرف خاص أثر في الحركة الثقافية و الفنية في تونس و في العالم و في مجالات و قطاعات أخرى..

كانت العودة هذه متزامنة مع افتتاح الموسم و مثل المعرض فاتحة معارض قادمة عملت ادارة الرواق على برمجتها ..معرض انصاف الغربي هذا شكل جانبا من تجربتها الفنية . نمضي في عوالم الفن مع الرسامة التي خبرت لغة التلوين وهي الآن تطل بلوحاتها الفنية و في قلبها شيئ من الحنين..نعم..هي رحلة اللون المربكة ...فمن دروب الحنين و منعطفات التلوين و حميمية التذكر و النظر تمضي الذات الى حضنها الدافئ ..مهد الألوان حيث القول بعذوبة الأشياء و العناصر و هي تقتحم علينا هدوءنا و ضجيجنا في هذا الكون الكامن في تفاصيله المفعمة بالوجد و الشجن و الصعود و السقوط و الأمل و الاحباط و ما الى ذلك من حالات هذا الكائن في حله و ترحاله و هو يتقصد الحلم نحتا للذات و تأصيلا للكيان ..

هنا يتأمل الفنان المشهد و هو يتحسس شيئا من قماش طفولته ..كيف يقول بهاءه و و ذاته بضروب الفن ليبرز ما تعلق به من ألفة مع العالم و الآخرين و يمكث لأطول فترة في حياته العابرة تحت شجر الحنين و الانتظار..نعم..الحلم أغنية تحت شمس الانتظار.
الفنانة التشكيلية انصاف الغربي درست بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس في التسعينات
و تلقت دروسا في الرسم الزيتي بالمركز الثقافي الايطالي و و المركز الثقافي الروسي و بمركز المنزه السادس و ذلك الى جانب المشاركة في ورشات مع فنانين تونسيين من أصحاب التجارب الهامة كما شاركت في تربصات في الرسم على الزجاج و القماش و الحرير و تلقت تكوينا فنيا بمشاركة الفنان الجزائري محمد غزالي بن شريفة. شاركت انصاف الغربي في عدد من المعارض الجماعية كما كانت لها معارض فردية خاصة بها و هي تعد الآن لمعرض خاص و قد تمت دعوتها للمشاركة في فعاليات تشكيلية بالجزائر.

الفن بالنسبة الى الفنانة انصاف الغربي جزء من كيانها فهي تشعر بأنها تكتض بالمشاهد و الذكريات و الحنين و ترى ذلك في ما يتيحه لها خيالها من مواضيع رسمت بعضها و تسعى للامساك ببعضها الآخر في قادم أعمالها..من قليبية أرض الينابيع كانت ألوانها تحاور البرج في شموخه و جماله و عنفوان تواريخه و هي التي قضت طفولتها و كبرت على ايقاع النظر باتجاهه..هي مأخوذة المدينة و الأبواب و الأزقة و الأقواس و بكل ما يشي بجوهر المكان و منه المدينة التونسية العتيقة.التراث يحضر في لوحات الرسامة انصاف الغربي من ذلك اللباس البدوي الذي يبرز في لوحة المرأة باللباس التقليدي و الطبيعة الصامتة حاضرة أيضا القنينة و صندوق الحلي و المزهريات ...هي و غيرها عناصر التلوين لدى رسامة يأسرها الحنين و الوجد تجاه الذكرى و الأمكنة.. المراكب في البحر تحضر في لوحت الغربي بما تعنيه من شغف بالسفر و الحوار المفتوح مع البحر ضمن ما يقترحه من حالات و ألوان و عناوين أبرزها الجمال..حمال البحر و ما يعبره من زوارق تفننت في ابتكار حضورها و تلوينها..

هكذا هي عوالم الرسم لدى انصاف الغربي و هي تتواصل بعد سنوات مع ذاتها الملونة بالحلم و الشجن و الحنين ..و الفن فسحة متعددة العناوين و هنا تعنون الرسامة هذه الرحلة الجديدة المتجددة و المستعادة مع الرسم ..و هي لا تلوي على غير البوح بما يعتمل لديها من كلمات ملونة كالقصائد ..ان الفن شعر آخر.. مشاركات متعددة في معارض جماعية و خاصة و بتونس و خارجها من ذلك الفعاليات التشكيلية بمصر و الجزائر...و هي تعد الآن لعناوين تشكيلة أخرى لمعرض خاص فيه أعمالها و ما أنجزته مؤخرا.. المعرض الفني التشكيلي هذا يتواصل الى غاية يوم 2 نوفمبر المقبل .

حول الموقع

سام برس