صفوان الفائشي
اننا نصرخ في صحراء مفتوحة .. وللأسف الشديد .. والسبب كبيرهم الذي علمهم السحر .. والوفاق والنفاق .. وحكومة المبادرة او المنافرة .. لقد مضى الزمن الذي كنت تكتب فيه خمس جمل وتأتيك ردود أفعال وتحركات ايجابية وسلبية لا حصر لها .. المهم كان هناك شيء من الاستجابة لما يكتب عن هذه المؤسسة او تلك لكن اليوم .. وللأسف .. يرفعون الشعار الذي كانوا يتهمون سلفهم برفعه " قول ما تريد وافعل ماأريد" .. صمت ودعممة وتجاهل وتطنيش ، وكل ذلك لاجل حفنة من الحوالات المالية وبعض التعازي والتهاني التي تنشر بدون مقابل .. والمانشتات التي تتصدر الصفحة الاولى تمجيدا للصنم البليد .. الذي يتحرك تحوطه الحضانات من كل مكان .. عشرات الكتابات والاخبار عن مؤسسة الثورة ، والفساد الغير مسبوق الذي ينخر فيها وآلة الهبر والاحتيال التي تعمل فيها ليل نهار بتواطؤ من أكبر مؤسسة سيادية في الدولة؛ ألا وهي مؤسسة الرئاسة تليها وزارة الإعلام ووزارة المالية .. إلا أن شلة حسب الله "نصر ، والعراسي، ومنصور، وغيرهم ، ورغم الاخبار التي تصلهم عما يدور في المؤسسة وحالة الاحتقان والغليان اللذان تشهدهما ، والمسكنات المتبعة على حساب الخزينة العامة للدولة ، إلا انهم يصرون وعن عمد على تغطية عين الشمس بغربال .. واعتقد أن وراء الاكمة ما ورائها .. فمن يدري ؟ ربما هم متورطون أيضا بحكم الصداقات .. أو أن "هادي" ذاته معجب بمانشتات الصفحة الاولى التي تنفخ فيه ، مع مخالفتها لكل الاعراف الصحفية وفنون الاخراج والمجاملات ايضا ، وكذلك المقالات والافتتاحيات مدفوعة الاجر سلفا لكاتبيها الذين لم يكونوا يوما من داخل المؤسسة او ضمن ادارتها ، بل أن المعلومات التي وصلتني أن "مكرم" وشركائه يرد على كل من يسأله عن صحة ما يكتب عما يدور في المؤسسة : "إننا شوية مزايدين وناقمين ومبتزين وحاقدين ومغرضين وبلاطجة ومن بقايا النظام"!! أما هو فثوري كبير شارك في اسقاط كارلوس السادس عشر ... وحرر معسلية العميد من منافسه ، ويذهب إلى الطرف الآخر ويقول لهم: " هؤلاء من شباب الساحات الذين خرجوا ضد النظام وفوضويون وموجهون من حزب علان ومن الشيخ فلان..." وهكذا يتلون بحسب توجهات كل طرف ، لا لشيء وانما حرصا على البقاء في منصبه إستمراراً في الهبر .
ويأتي هذا بعد ان فقد كل أوراقه التي لم تفلح في ترويض كل موظفي المؤسسة بدءاً بمسلسل التوظيف العشوائي القائم على المجاملات والمحاباة رغم أن مؤسسة الثورة هي المؤسسة الوحيدة بعد وزارة الصناعة تعاني من تضخم مهوول في عدد الموظفين الذين لا يعملون وتكاد تخمتها تكون الاولى ، ثم أسلوب الاغرات والتعيينات والسفريات ولم يتبق معه سوى الحوالات ، ولأن هناك اناس لديهم كرامة او يزعمون ذلك رفضوا كل اغراءاته وتهديداته ، في سبيل الابقاء على مؤسستتهم التي تمثل مصدرا هاما لدخلهم وللأسر التي يعولونها وتجنيبها كارثة يدركون انهم سيتشردون بعدها بفعل المصالح الشخصية الضيقة ..
اما وقد زعم "الثعلب " أننا مبتزون .. فنقول لو كنا كذلك لما مضى أكثر من عام ونيف ونحن في منازلنا مقصيين .. ناهيك عن الزملاء الذين لايزالون يواجهون شللية "مكرم" ومجاملاته من مكاتب المؤسسة ومن داخل اروقتها .. ولو كنا كذلك كما يحلو لعتاولة الهبر ان يوصفوا انتقادتنا لهم لتم شرائنا بتذاكر سفر وحوالات مالية واوامر صرف كما هو دائر اليوم مع البعض ممن رضوا وسكتوا عن فساد سيأتي على المؤسسة بالنهاية .. مع اني اعتقد لو أننا كنا في بلد يحترم قادته الشعب ويخشون الفساد الذي يهدد استقرار البلد بشكل عام ، لعملوا شيء لوقف ذلك ، فلو كتب عن مؤسسة الاهرام بعض مما كتب عن مؤسسة الثورة والفساد الذي " استشرى واتسع وقعد ومدد وبنى وخيم وعمر" لتم وضع حد في غضمة عين ..
لكننا في زمن النفاق والدجل والضغوط !! والاصرار على الخطأ والمقامرة بمؤسسات كاملة .. إن من يزعمون الوفاق اليوم جاءوا لنا بأناس لم نر فيهم أيً من الصفات التي توحي بالوفاق وما يدعون له ويتحدثون عنه ، وكل ممارساتهم إنتقامية شللية عنصرية ، اقصائية، تنم عن عقد نقص لا حصر لها .. تأبى الصمود أمام كلمة الحق وامام الصراحة والنقد البناء .. وإن كانت أعينهم ترنوا لتولي المؤسسة منذ زمن لا بهدف الارتقاء بها واثبات تميزها وقدرتها على أن تكون المؤسسة الصحفية الاولى ما يجعل منها مدرسة رائدة في الفنون الصحفية وفي كفاءة منتسبيها .. لم يكن لاجل ذلك بل لهبر ملايين الريالات والاثراء على حساب الغلابى من الصحفيين والموظفيين ، الذين إن انتقد أحدهم ما يدور داخل أروقة المؤسسة تم إسكاته إما برفع مقدار الانتاج الفكري الممنوح له والمكآفات والسفريات والحوالات وهذا قاصر على من كان معه ظهر او بطن كما يقال ، ومالم فبالاقصاء والابعاد او ترهيبه باستبعاد مواده وكولستها وتشويهها وتأخير نشرها وقصقصتها وتحريفها حتى يصاب بالاحباط واليأس ، ليصبح امام خيارات كلها مُرة؛ إما للرضوح لشروطهم ومداراتهم والسكوت عن فسادهم واخطائهم حفاظا على مصدر رزقه .. او ولج عالم الجنون من اوسع ابوابه ، أو البحث عن مصدر أخر - طبعا لازم يكون في المريخ - لأنهم لن يتركوه في حاله وسيظلوا يحاربوه ، حتى وقد ابتعد عنهم ، .. ممارسات بوليسية اجرامية انتقامية اقصائية ، ناهيك عن قرصنة الحقوق المالية وتأخيرها حتى انها ما تأتي ومها كان مقدارها يقبل بها الصحفي والموظف نظرا لحاجته اليها وطول انتظارها ... كان الله في عوننا جميعا وفي عون جميع الزملاء الذين يواجهون حربا لا هوادة فيها من اصحاب القرار 17 لعام 2013م بسبب انتقاداتهم ومواقفهم تجاه الفساد الدائر داخل اروقة أكبر مؤسسة صحفية في البلاد .. تحوطه شلة السبعة ذات الانتماء الواحد والبلدة الواحدة وعلى عينك ياهادي!!

حول الموقع

سام برس