بقلم/ عائشة سلطان
ما الذي تعنيه اللغة لنا ولكل إنسان يحيا ويتحرك ويتفاهم ويتواصل مع العالم حوله؟ اللغة واحدة من عناصر الهوية لكل مجتمع على وجه الأرض، فلا يوجد تجمع بشري لا يمتلك لغته الخاصة به، إنها أداته الأولى ووسيلته الوحيدة للتفاهم والتواصل، وهي أداته لاكتساب المعرفة، وإذا حاولنا أن نتصور مجتمعاً بلا لغة، علينا أن نفهم أننا نتحدث عن مجتمع لا وجود له.

إن اللغة هي طريقتنا لنفكر وأي فكرة لا يمكن صياغتها واقعياً بدون اللغة، فالفكرة إذن لا تحصل إلا عبر اللغة المنطوقة أو المكتوبة، فاللغة إذن هوية مجتمعنا وهويتنا وبها يعرفنا العالم، ولا ضير أبداً في أن يتعلم ويتحدث لغة أخرى يكتسبها بالتعلم والمران، إلا أنها ستحمل دوماً صفة لغة ثانية وليست اللغة الأم.

هذا الحديث عن اللغة ودورها المفصلي اجتماعياً وثقافياً ووجودياً يبدو وكأنه كلام تكرر أكثر مما يجب، وقيل حتى فاض عن حاجة الإنسان العاقل للمعرفة، ومع ذلك فإصرار البعض على نكرانه والضرب بحقيقته عرض الحائط يعتبر مستفزاً ولا مبرر منطقياً له سوى تلك النزعة للتظاهر والتفاخر بالانتماء لثقافة أخرى يظنها لغة الأناقة والتقدم والتحضر فيصر على الرطن بها بمناسبة وبغير مناسبة، حتى تختلط الأمور في ذهنه ويقع فيما يعرف بأزمة الهوية!

فإذا كنت مسؤولاً أو صاحب مركز، أو كنت إعلامياً تتحدث عبر منصة إعلامية لجمهور عربي وعبر وسيلة إعلامية عربية، عليك أن تنتبه إلى تلك الرسالة المضمرة عبر اللغة التي تستخدمها مع الجمهور، فلا يجوز أن تخاطبه بغير لغته لأنك بذلك تستهين به أولاً وتضرب كبرياءه القومي ثانياً، وتقضي على رسالتك التي قد لا تصل جيداً لذلك الجمهور ولا لأي جمهور آخر، حين تخلط اللغات فتتحدث بطريقة الفرانكو آراب أي الكلام المختلط من عدة لغات، تلك اللغة المثيرة للسخرية وغير مقبولة أبداً، فلماذا تضع نفسك في مأزق كهذا؟ ببساطة.. تحدث بلغتك.

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس