بقلم/ احمد الشاوش
قدم الله تعالى المال على البنون بإعتبارة المحرك الرئيس لادارة شؤون الحياة بقوله تعالى "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" سورة الكهف.

فلا مُلك بدون مال ولابيع بدون قيمة ولا زواج بدون صداق ولا أبوه بدون أولاد ولاحياة بدون غذاء ولا امير بدون ثروة ولا قائد بدون رصيد ولا شيخ بدون أطيان ، حتى يرضى عنه الناس ويصبح رمزاً يشار اليه بالبنان وتكسبه حب الناس وثقة القوم ورضاء المجتمع في تسيير شؤون البلاد والعباد.

فالملك والامير والرئيس والقائد يكتسب هيبته وقوته أولاً من العقل والحكمة والكارزما وكرسي السلطة ومفاتيح المال والثروة التي تصب في بوتقة واحدة ينفقها في التنمية والاعمار والدفاع ووحدة النسيج الاجتماعي وترفيه الشعب.

والوزير والقاضي والطبيب والمهندس والجندي والموظف والمعلم ورجل الدين والمغنواتي والطبال والعامل والمثقف والتاجر يكتسب قوته من مهنته وعرق جبينه للعيش بكرامة ، بإعتبار المال " وسيلة" للحياة ، لكن عندما يتحول المال الى نقمة والانسان الى عبد تسقط الانسانية في الوحل ولابديل إلا التراب.

والمصلي يواضب على أداء الفروض الخمسة للتقرب الى الله ونيل الاجر ، وكما يقال في المثل الشعبي " مامصلي إلا وطالب مغفرة".

والمجاهد الذي يُقاتل ويُقتل في سبيل الله يقدم دمه وماله فداء ليفوز بالشهادة مقابل الجنة.

والحاكم والقائد والشيخ "العطل" لايساوي بصلة أمام أسرته ومجتمعة وقبيلته وشعبه وجنوده وحكام العالم .

ورب الاسرة بدون المال لايساوي مليم في نظر زوجته المريضة وأولاده الجائعين والباحثين عن سكن ولقمة لسد الرمق وملابس تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء للبقاء على قيد الحياة.

والمرأة العظيمة والام الحنونة والاخت العاقلة التي ليس لها مال أوحق تقتات منه أضعف من خيوط العنكبوت مهما كانت عفتها كون الفقر قاتل يقود الى الهاوية.

والدول والشعوب والامم الفقيرة المجردة من العقل والمنطق والحكمة والمعرفة ليس لها مواقف ولاشخصية ولاهيبة ولاقرار ولاسيادة لانها مسلوبة الارادة وأقرب الى التفسخ والانحطاط والمتاجرة والجريمة والرذيلة مقابل قطعة خبز اوشربة ماء أو علبة دواء أو تسديد ديون.

وما برامج المساعدات الاممية والبنك الدولي والمساعدات المشروطة لبعض الدول الاوروبية والعربية إلا أحدى الكوارث التي تنتهك كرامة الحكام والدول والشعوب وانسانية الانسان.

ويقول المولى عز وجل في الشطر الآخر من الاية"وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا" ، لذلك تظل الاعمال الصالحة والقيم الانسانية والرحمة والمرؤة والايثار والتعاون والروابط الاخوية وتماسك الاسرة والمجتمع هي قمة أعمال الخير والثواب وذلك هو نتاج لتاريخ من التربية الحسنة والسلوك الايجابي المجسد للا قوال والافعال والتعاليم السامية التي تنبثق منها قيم التسامح والتعايش والتكافل والعطاء والبذل والحرية التي تنتهي عند البدء بإيذاء الاخرين وقبل هذا وذاك رضاء الله تعالى بنصيب الانسان في الدنيا والفوز بنعيم الاخرة.

أخيراً .. المال والبنون زينة ، قابلة للزوال في غياب الحمد والشكر والباقيات الصالحات أقدس الاعمال التي تحفظ توازن الفرد والاسرة والمجتمع وتربطه بحبل االله ومضاعفة الاجر .. فهل من متعظ؟.

حول الموقع

سام برس