بقلم/جميل مفرح
من أهم الغايات التي ترجى من تنظيم وإقامة الدوريات والدورات والبطولات الرياضية المحلية والدولية والعالمية، خصوصا في كرة القدم، اكتشاف القدرات والمواهب المتميزة المشاركة فيها.. والتي تعقد على أساسها صفقات كبرى تجريها الأندية وحتى المنتخبات على مستوى العالم..

وهذا أمر متعارف عليه ويجري في كل بطولة ابتداء من الدوريات المحلية هنا وهناك ومرورا بالبطولات الإقليمية والقارية، ووصولا إلى بطولة كاس العالم التي تعد واحدة من أهم الأحداث العالمية العامة والتي تستقطب أحداثها ومجرياتها اهتمام كل سكان الكرة الأرضية تقريبا..

نعم ذلك أمر مفروغ منه ومتعارف عليه، غير أن يكون اللامع والمتميز الذي يتم اكتشافه في دورة ما هو نادي، فذلك ما لا يحدث عادة ولا كثيرا، وهو ما تميزت به دورة الدوري اليمني العام المنقضية قبل أيام بتتويج نادي (فحمان - أبين) بطلا.. هذا النادي أو الفريق الذي ظل يستقطب الإعجاب والاهتمام منذ انطلاق البطولة بمستوى أدائه ثم بانتصاراته المتوالية، التي جعلته منذ البداية لدى المتابعين مرشحا للوصول للأدوار المتقدمة..

وشيئا فشيئا حتى ذهبت التوقعات إلى وصوله المربع الذهبي وربما الفوز بالبطولة.. وهو ما لم يفوته هذا الفريق وما لم يسمح لنفسه عبره بخيانة تلك التوقعات..
نعم لقد أفحم فحمان كل منافسيه حتى الأندية الكبرى التي تعودت على البطولات وحسمها بما في صفوفها من لاعبين كبار ومتميزين لا يغيب الكثير منهم عن تشكيلات المنتخبات الوطنية في كثير من المشاركات الخارجية..

فريق متكامل في خطوطه ومثالي في انسجام لاعبيه، ومتميز بالقدرات الفعالة سواء على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي، لديه العزيمة والإصرار، وضع الفوز في كل مواجهة ثم التتويج نصب عينيه دون أن يلتفت لسوى ذلك، وقدم ببراعة وذكاء الأندية الكبرى ذات الخبرة الكبيرة أفضل ما لديه، فوصل لغاياته.. وأصبح بطلا، بذات الطرق والكيفيات التي يجيدها الكبار المتعودون على حسم البطولات وحصد جوائزها..

أعرف أنني لن أستطيع قول ما قاله وسيقوله المتخصصون في الكتابة والوصف والتحليل حول كرة القدم والبطولات والدوريات.. ولكنني واثق من أنني أعبر هنا عن شعور وآراء الكثيرين ممن تابعوا البطولة ولم يستطيعوا الكتابة عنها لمختلف ظروفهم.. وأوقن جيدا أنني لا أبالغ أبدا وأنا أجزم بأن فحمان قد أفحم الكبار، فذلك ما حدث ولا يمكن أن ينكره أحد.. فتهانينا لفهود أبين هذا الإنجاز الذي يسطر بماء الذهب..

- شيء عن هذه البطولة:
في الحقيقة لا أريد أن أمدح أو أذم في شيء من هذه البطولة لمجرد المدح والذم، أو لأية حسابات أو اعتبارات أو أتوقف عند أية مآخذ كما كنا نفعل في الماضي ومثلنا كثيرون، ولكن ما يجب التوقف عنده حقا والأخذ به هو حقيقة تنظيم الدوري، وهو ما يستدعي شكر الاتحاد العام لتنظيمه هذه البطولة ورعايتها في هذه الظروف القاهرة التي يواجهها أبناء الوطن شمالا وجنوبا، والتي لها دلالات ومعان وطنية كبرى، إن ظفر بإدراكها وتقديرها المهتمون، لن يتوانوا أبدا عن الإسناد الدائم ومد يد العون والدعم لاستمرارها وتحسين ظروف إقامتها..

كما هو الشكر موصول بشكل خاص للجنة الإعلامية التي بذلت جهودا جبارة لتثبت للجميع أن اليمن ما يزال بخير وأن شبابه ما يزالون يستطيعون تحدي الظروف أيا كانت قهريتها وصعوباتها.. أداء متميز وإنجاز كبير قدمتهما اللجنة الإعلامية في مختلف وسائل التواصل والإعلام تماشيا مع تميز أداء وإنجاز الدوري والقائمين عليه..
فشكرا للجميع.. وفي انتظار دورة أخرى وبطل جديد ونجوم أكثر إبداعا وتألقا على مستطيل الأحلام الخضراء.

حول الموقع

سام برس