بقلم/ سمير القاسمي
الجندي المجهول في الحروب هو الذي يضحي بنفسه من أجل الاخرين، يصنع الحدث ولا يذكره أحد، يدافع عن زملائه بكل بسالة!

يبقى في المقدمة لا يتراجع، وعند النصر يجلس بعيداً عن افراحهم وعن اهازيجهم، يتذكر لحظات صعبة من المعارك التي شارك فيها!

يتذكر أصدقائه المجهولين الذين قتلوا ولم يجدوا رفاتهم، يتم نصب تذاكر تاريخي دون ذكر اسمائهم، يضعون أكليل الزهور على اضرحتهم دون أن يعرفوهم!

والجندي المجهول في كرة القدم هو حبة الكرز التي تزين طبق فاخر من الحلويات، يمثل اللؤلوة التي ترتسم في صدرة فتاة فاتنة تتمايل غنجاً ودلعاً!

هو شوكت الميزان ومحور الارتكاز، الجندي المجهول هنا مختلف عن الجندي المجهول هناك، لا يستخدم الرصاص الحي فقط يستخدم الرصاص المبهج للجماهير!

في عالم الساحرة يقطع الكرات بكل جرينتا ويضعها تحت خدمات زملائه دون أن يتعبوا، يقدم لهم هدايا مجانية دون ان يشكروه، هو لا يطلب منهم ذلك لكن من يعرف تفاصيل الساحرة يقدم له الشكر والعرفان!

يكافح من أجلهم ومن أجل شرف المرمى، الجندي المجهول في كرة القدم هو لاعب الارتكاز أو المحور أو رقم 16 أو خط النص المتاخر!

وفي منتخبنا الوطني للناشئين بطل غرب آسيا، امتلكنا جندي مجهول، لم يلاحظه او يكتشفه أحد، ضل خلف الكواليس يجهز مراسيم الفرح بطريقته!

صنع سعادة للمهاجمين وشكل حالة أمان للمدافعين، اللاعب رقم 16 في خارطة منتخبنا الذي لم ترمقه عين أو تلقطه كاميرا!

محمد خالد الشاب الهادىء ابن عدن المحارب اليماني الصامت، من أفضل اللاعب في شاكلة قيس، لعب كل المباريات بكل قوة وشجاعة!

هو مثلث برمودا محور دوران اللاعبين حوله، منبع الهجمات المضادة نحو مرمى المنافسين، ارتكاز الامان والاطمئنان، الذي حول كرة القدم إلى معركة وانتصر في أخر المطاف!

محمد خالد الجندي المجهول الذي يجلس في أخر الطابور ينتظر دوره في الصعود إلى الحافلة، لا يشارك اللاعبين جنونهم وافراحهم، يعرف أنهُ بعيداً عن الاضوء لذلك يفضل الابتعاد عنها!.

من صقحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس